المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412387
يتصفح الموقع حاليا : 374

البحث

البحث

عرض المادة

سيدنا إبراهيم - عليه السلام -

[أ. المقام الحسن لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - فى التوراة]

ذكر د/ الهاشمي والباحثة / سميرة عبد الله بعض ما ورد في العهد القديم من نصوص تدل على الصفات الحسنة التي كان يتمتع بها سيدنا إبراهيم - عليه السلام - منها:

1. هو أمة كمقامة في القرآن: "وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية، ويتبارك به جميع أمم الأرض" (1).

2. امتازت حياته بالكرم (2)، وضيافة الأغراب (3)، والإخلاص والوفاء والأمانة والحنو والرقة والعاطفة (4) وغير ذلك من النصوص (5).

[ب - افتراءات التوراة على سيدنا إبراهيم - عليه السلام -]

1. تزعم التوراة: أن إبراهيم - عليه السلام - حين كان راجعًا من شرق الأردن إلى فلسطين أخرج له ملكها "ملكى صادق" خبزًا وخمرًا لانعاشه وإنعاش جنوده الذين معه فأكلوا وشربوا" (6).

2. وتزعم: أن إبراهيم - عليه السلام - يخالف تعاليم الله -عَزَّ وَجَلَّ- في الميراث بما ينم عن ... خروجه عن طاعة الرب فقد نص سفر التثنية على أن إبراهيم - عليه السلام - ورث ماله كله لإسحاق وحرم منه إسماعيل: "وأعطي إبراهيم إسحاق كل ما كان له وأما بنوا السراري اللواتي كانت وإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا وصرفهم عن إسحاق ابنه شرقًا إلى أرض المشرق وهو بعد حي" (7).

3. وتزعم: أن إبراهيم - عليه السلام - يرضي بظلم سارة وذلها لهاجر زوجته الثانية ويقول لها افعلى بها ما يحسن في عينيك: "فقال إبراهيم لساراي هو ذا جاريتك في يدك افعلى ما يحسن في عينيك فأذلتها ساراي فهربت من وجهها" (8).


(1) تكوين: (18/ 18) صلاة إبراهيم من أجل سدوم.
(2) انظر: تكوين: (13/ 9)، (14/ 23) إبراهيم ينقذ لوطًا.
(3) انظر: تكوين: (18/ 2 - 8) الزوار الثلاثة.
(4) انظر: تكوين: (14/ 14، 24)، (18/ 23 - 32)، (23/ 2) موت سارة.
(5) انظر: فلسطين في الميزان, د/ الهاشهي، ص 30، جهود الإمامين، ص 387.
(6) انظر: تكوين: (4/ 18) قابيل وهابيل.
(7) تكوين: (25/ 5 - 6) موت إبراهيم.
(8) تكوين: (16/ 6) هاجر وإسماعيل.

4. تنازله عن زوجته مرتين - مرة لفرعون - بحجة خوفه من القتل ثم ربح بها هدايا ثمينة من ذهب وفضة وجوار وحمير وجمال وغنم وبقر ... غير أن فرعون لم يمسسها (1). والنص يقول: قال إبراهيم لزوجته: إنى قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك، قولى إنك أختى ليكون خير بسببك .. وتحيا نفسى من أجلك (2) ثم تنازله عن هذه الزوجة للمرة الثانية لأبيمالك فلم يمسسها بسبب رؤيا حذرته منها ثم أرجعها إلى زوجها إبراهيم مع هدايا نفيسة (3).

[ج- جهود العلماء فى الرد على هذه الافتراءات]

وينتقد العلامة رحمة الله الهندي ما لفقه كتبة العهد القديم لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - بطرحه أسئلة استفهامية يستنكر من خلالها هذه الافتراءات فيقول: كيف يجوز للعقل أن يرضى إبراهيم بترك حريمه وتسليمها ولا يدافع عنها, ولا يرضى بمثله من له غيرة ما، فكيف يرضى مثل إبراهيم الغيور (4).

وانتقد صاحب تصير الميزان قصة إبراهيم - عليه السلام - في التوراة نقدًا إجماليًا بعد ما عرضها دون أن يدخل في التفاصيل فقال:

هذه القصة فيها من التدافع بين جملها والتناقض بين أطرافها مما يدل على أن هذا الكتاب المقدس لعبت به أيدى التحريف فلقد أهملت التوراة ذكر مجاهداته في أول أمره وحجاجاته لقومه وما قاساه منهم من المحن والأذى وهي طلائع بارقة لماعة من تاريخه - عليه السلام - ولقد أهملت أيضًا ذكر بنائه الكعبة المشرفة وما يتعلق بها وليس إهمال ذكره إلا لنزعه إسرائيلية من كتَّاب التوراة ومؤلفيها دعتهم إلى الصفح عن ذكر الكعبة! وإحصاء ما بناه من المذابح ... ونسبت إليه أيضًا ما لا يلائم مقام النبوة (5).

أما د/ بدران: له مآخذ على ما ورد في التوراة حول قصة سيدنا إبراهيم - عليه السلام - فيقول: لقد شوهت التوراة صورته ... ويبدو أن كتبة التوراة أقاموا حلفًا مع الشيطان وأخذوا معه العهد على تلويث صورة الأنبياء العظماء ... فألصقوا لإبراهيم خليل الله أشياءً لا تليق بمكانته .. ولا بنبوته بل لا تليق مطلقًا بإنسان له كرامته (6)


(1) تكوين: (12/ 4 - 15) دعوة إبراهيم.
(2) تكوين: (12/ 11 - 13) إبراهيم في مصر.
(3) ينظر: القصة كاملة في تكوين (12/ 10 - 20)، (13/ 1 - 3)، (20/ 1 - 15) إبراهيم وأبيمالك.
(4) إظهار الحق: (2/ 556).
(5) العلامة محمد حسين الطباطبائي: (7/ 225) بتصرف بالحذف.
(6) التوراة: د/ بدران ص 50.

وعن موقفه الذى تنازل فيه عن زوجته لفرعون يقول د/ بدران: هكذا صورت التوراة إبراهيم - عليه السلام - وألصق له كتبتها أشياءً غير أخلاقية وجعلته يؤثر الأشياء الدنيوية على شرفه ... ألصقوا به الخوف وعدم الاهتمام بالشرف لمجرد أن يملأ بطنه، وماذا عن موقف فرعون (1)؟ تقول التوراة:

"إن فرعون اتخذ سارة زوجة له .. ولما عرف أن سارة زوجة إبراهيم دعاه وقال له: "ما هذا الذي صنعت بي؟ لماذا لم تخبرنى أنها امرأتك؟ لماذا قلت هى أختى؟ حتى أخذتها لى لتكون زوجتى؟ والآن هو ذا امرأتك. خذها واذهب" (2).

(وهكذا كان موقف فرعون أسمى وأنبل من موقف إبراهيم - عليه السلام - هكذا أوقفت التوراة إبراهيم - عليه السلام - موقفًا خسيسًا يرضى لزوجته أن تكون لغيره) (3) وحاشا لله أن يصدر ذلك من أبى الأنبياء وخليل الرحمن وكل ما نسبته له التوراة كذب وافتراء.

وينتقد د/ محمد دياب ما نسب لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - في التوراة بقوله: هكذا يحوى كتاب اليهود المقدس الكثير من اللغو والعبث والهذى فينسب لخليل الرحمن الاتجار بالعرض والشرف كما يصفه بالكذب عندما قال عن سارة لما سأله أبيمالك - من هذه؟ قال أختى - (4).

[موقف القرآن الكريم من سيدنا إبراهيم عليه السلام.]

إن ما نسبته التوراة إلى إبراهيم - عليه السلام - زور وبهتان ومحض افتراء على خليل الرحمن فهو أعلى منازل الأنبياء بعد رسولنا - صلى الله عليه وسلم - فقال تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (5) بل إنه أمة بميزان القرآن الكريم وهو فرد فقال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (6) وهو من أولى العزم من الرسل قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (7). وهو بانى الكعبة ومطهرها من الأصنام فقال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (8). وغير ذلك من الآيات إلى تبين مقامه الرفيع عند الله سبحانه وتعالى.


(1) التوراة: د/ بدران ص 50.
(2) تكوين: (12/ 18 - 20) إبراهيم في مصر.
(3) التوراة: د/ بدران ص 50.
(4) انظر: أضواء على اليهودية د/ محمد دياب ص 83.
(5) سورة النساء الآية: (125).
(6) سورة النحل الآية: (120).
(7) سورة الأحزاب الآية: (7).
(8) سورة البقرة الآية: (127) وانظر: فلسطين في الميزان د/ الهاشهى ص 29.

  • الثلاثاء AM 11:10
    2022-05-17
  • 1336
Powered by: GateGold