المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409099
يتصفح الموقع حاليا : 188

البحث

البحث

عرض المادة

عرض نماذج من الجهود النقدية للكتاب المقدس

[1 - المعنى اللغوي للجهود]

جهود مأخوذة من: (جهد في الأمر جهداً أي جد، والمفعول مجهود. والجهدُ المشقة، والنهاية والغاية والوسع والطاقة، والجَهْدُ في الفلسفة: كل نشاط يبذله الكائن الواعى جسمياً أو عقلياً ويهدف غالباً إلى غاية) (1).

المعنى اللغوي للـ "نقد":

للنقد في اللغة معنيان مترادفان يشيران إلى معنى واحد وهما ما يلي:

(1) أنه جاء بمعني التمييز والتنقية:

فالمقصود بالنقد والتَّنقادُ: تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها (2).

(2) وجاء بمعنى الفحص والاختبار:

نقد الشىء نقداً: أي اختبره ليميز جيده من رديئه، يُقال: نقد النثر والشعر: أظهر ما فيهما من عيبٍ أو حسن) (3).


(1) المعجم الوسيط د/ إبراهيم أنيس وآخرون 1/ 142 - ط- دار إحياء التراث الإِسلامي -قطر -1406هـ/1985م
(2) لسان العرب- لابن منظور 6/ 4517
(3) المعجم الوسيط 2/ 944 مرجع سابق.

المعني الاصطلاحي للنقد (1):

هو عملية تقويم، وتصحيح وترشيد، وعليه فإنه لا يكون بمعني النقض؛ بل هو محاكمة إلى قواعد متفق عليها أو إلى نسق كلى، ذلك أن النقد .. نقد اجتهاد ما جزئياً كان أو كلياً في أي مجال من مجالات العلوم الشرعية إنما هو عملية محاكمة "وتقويم" (2) تهدف إلى التصحيح والترشيد من خلال مواطن الخطأ والصواب، بناءً على مقاييس متفق على جلها أو كلها (3).

وبناء على ذلك:

فإن نقد علماء المسلمين للكتاب المقدس يقصد منه عرضه على المعايير النقدية التي حددها بعض العلماء منها الشرعى والعقلى ومنها ما هو علمى أو تاريخى أو منطقى وذلك لبيان الصحيح من الفاسد فيه وتهدف دراسة هذه الجهود النقدية إلى:

عرض ما أبرزه علماء المسلمين- فترة البحث- في الكتاب المقدس من مخالفات ومتناقضات وقع فيها كتبة العهد القديم والجديد على حد سواء وتقويم تلك المعالجات النقدية التي قاموا بها وبيان مكانة هذا النقد من الناحية العلمية.


(1) النقد في اصطلاح الأدباء: بمعني: (تقويم الشئ والحُكم عليه بالحسن أو القبح، وهذا يتفق مع اشتقاق الكلمة فإن أصلها من نقد الدراهم لمعرفة جيدها من رديئها ... والناقد علي العموم يجب أن يكون ذا حظ كبير من العقل وحظ كبير من الذوق، واطلاع الناقد علي الآداب الأخرى يوسع أفقه ويزيد في تجاربه)، النقد الأدبي أ/ أحمد أمين صـ1، 2 - ط- مكتبة النهضة المصرية ط- 5 - 1983م بتصرف بالحذف، وفي الاصطلاح الفنى: يُقال الناقد الفني هو: كاتبُ عمله تمييز العمل الفني: جيده من رديئة وصحيحه من زيفه يجمع على نُقّاد، ونَقَدَةُ. المعجم الوسيط 2/ 944.
(2) وإذا كان النقد بمعنى التقويم فلا بد من الإشارة إلى الفرق بين التقييم والتقويم في المنهج العلمي: فيقول علماء التربية: التقييم والتقويم يفيدان في بيان قيمة الشىء إلا أن كلمة التقويم صحيحة لغويا وهي الأكثر استعمالا، كما أنها تعني بالإضافة إلى قيمه الشئ تعديل أو تصحيح ما اعوج منه، أما كلمة تقييم فتدل فقط على إعطاء قيمة لذلك الشىء ومن هنا فإن التقييم يمثل جزءا من التقويم وان مفهوم التقويم أعم وأشمل من مفهوم التقييم (علم المناهج- الأسس والتنظيمات. د/ محمَّد السيد على. ص 233 ط - دار الفكر العربي- القاهرة. ط. 2 سنة 2000 م).
(3) انظر: أبجديات البحث في العلوم الشرعية د/ فريد الأنصاري صـ 98 ط- الدار البيضاء- ط 1/ 1979 م.

[2 - نوعية المؤلفات- فترة البحث-]

لقد تنوع الإنتاج العلمي لعلماء المسلمين- فترة البحث- ويمكن تصنيف ما وقع تحت يدي من مؤلفات إلى الأنواع التالية:

[النوع الأول: المؤلفات الدفاعية]

استغل اليهود والنصارى ضعف الدولة الإِسلامية في غضون الحروب الصليبية واتخذوا سلاح التشكيك في الإِسلام بإطلاق الشبه حول القرآن والسنة وألفوا الكتب التي تطعن في الإِسلام وتمدح في النصرانية، فتصدي لهم علماء الدولة الإِسلامية في كل مكان للرد عليهم وللدفاع عن الإِسلام والمسلمين، واتسمت هذه المؤلفات بروح المواجهة الدفاعية أو الجدل الدفاعى لتلك الشبه التي وجهوها إلى الإِسلام مع توجيه النقد لمعتقداتهم الخاطئة (1)

[النوع الثاني: المؤلفات النقدية]

تلك التي أخضع فيها النقاد المسلمون الكتاب المقدس للنقد العلمي القائم على أصول واضحة ومعايير محددة وذلك من أجل بيان الحق من الباطل وتمييز الطيب من الخبيث في الكتاب المقدس. وبهذا النوع كانت النقلة المنهجية الهائلة في التأليف والحوار حيث اتخذ علماء المسلمين أسلوباً جديداً في الكتابة وهو الدراسة النقدية الموجهة باعتبار أن ذلك أقوى وسيلة للدفاع وإشغال الخصم بنفسه وإرشاده إلى مواطن عيبه أولى من الوقوف موقف المدافع فقط، وازدهرت هذه الحركة أكثر من القرن الثالث عشر الهجري إلى الآن وأحس النصارى بضعفهم أمام الدراسات النقدية التي تكشف زيفهم وتبين تحريفهم للنصوص. وانتشرت المؤلفات النقدية التي تضع الكتاب المقدس بقسميه في الميزان لتقييمه والحكم عليه (2).

وهناك من خص العهد القديم بالنقد والدراسة التحليلية متخذاً منه نماذج توضح ما ينقد (3)، وهناك من خص العهد الجديد بالنقد والتفنيد (4).


(1) من هذه المؤلفات: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: لابن تيمية. ت سنة 728 هـ، هداية الحياري في أجوبة اليهود والنصارى: لابن القيم ت سنه 751 هـ، والجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح: للألوسى البغدادى ت سنه 1317 هـ.
(2) من هذه المؤلفات: إظهار الحق للعلامة: رحمة الله الهندى ت سنة 1308 هـ.
(3) من هذه المؤلفات: التوراة "العقل، العلم، التاريخ" د/ بدران محمَّد بدران ط/ سنة 1979 م ونقد التوراه د/ أحمد حجازى السقا، والتربية في التوراة د/ عابد توفيق الهاشمي.
(4) من هذه المؤلفات: الجوهر الفريد فى رد التثليث واثبات التوحيد: لأيوب بك صبرى. ط/ 1319 هـ، والفارق بين المخلوق والخالق للعلامة البغدادى ت سنة 1330 هـ.

[النوع الثالث: مؤلفات متخصصة في دراسة الأديان "مقارنة الأديان"]

وبجانب المؤلفات الدفاعية والنقدية كثرت المؤلفات التى تقوم بدراسة الموضوعات المختلفة في الكتاب المقدس وتقويمها بميزان الإِسلام لإبراز ما وقع فيه أهل الكتاب من تحريف وتبديل. (1)

[النوع الرابع: الدراسات التاريخية]

وهي في محتواها سرد للأحداث التاريخية التي مر بها بنو إسرائيل وبيان مدى تأثر اليهودية والنصرانية بالفلسفات القديمة والحديثة عن طريق مخالطة اليهود والنصارى لغيرهم من الشعوب الوثنية والفلسفات العقيمة في القديم والحديث (2).


(1) من هذة المؤلفات: الوحى والملائكة بين اليهودية والمسيحية والإِسلام ل / أحمد عبد الوهاب، واليوم الآخر بين اليهودية والمسيحية والإسلام د / فرج الله عبد الباري، والنبوة والأنبياء بين اليهودية والمسيحية والإِسلام. ل / أحمد عبد الوهاب.
(2) من هذه المؤلفات: تاريخ بنى إسرائيل من أسفارهم د/ محمَّد عزة دروزة، تاريخ الديانة اليهودية 1 / محمَّد خليفة حسن.

  • الثلاثاء AM 10:03
    2022-05-17
  • 927
Powered by: GateGold