المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413372
يتصفح الموقع حاليا : 217

البحث

البحث

عرض المادة

مكانة الأناجيل الحالية

الأناجيل الحالية تعتبر تراجم لحياة المسيح، كتبها الحواريون من تلاميذ عيسى عليه السلام بعد رفعه بمدة، وفي أوقات مختلفة ولغات متباينة ضمنوها مقتطفات من المواعظ والحكم والأمثال ولا يصح نسبة هذه الأناجيل إلى عيسى عليه السلام باعتبار أنه يعرفها أو يعرف شيئاً عن كتابتها (1).

فجاءت هذه الأناجيل بناءً على ذلك متناقضة ومتعارضة يصادم بعضها بعضاً يشهد بذلك من وقف عليها أنها ليست الإنجيل الحق المبعوث به الرسول المنزل من عند الله تعالى وأن أكثرها من أقوال الرواة وأقاصيصهم، وأن نقلته أفسدوه من وجوه بحكاياتم، وألحقوا به أموراً غير مسموعة من المسيح ولا من أصحابه. مثل ما حكوه من صورة الصلب والقتل واسوداد الشمس وتغير لون القمر (2)

وهذه الأمور جرت في زعم النصارى بعد المسيح فكيف تجعل من الإنجيل ولم تسمع من المسيح عليه السلام والإنجيل الحق إنما نطق به المسيح وإذا كان كذلك فقد اهتزت الثقة بهذا الإنجيل وعدمت الطمأنينة بنقلته (3).

[أما عن كتابتها]

لم يعرف على وجه الحقيقة متى كُتب الإنجيل الأول، وإنما قالوا: إن تاريخ كتابته يتراوح ما بين 39 - 41 م بعد رفع المسيح وأن الذي كتبه هو متى العشار (أحد الحواريين) باللغة العبرية، .. ثم كتب مرقس إنجيله باللغة اليونانية ويتراوح تاريخ كتابته ما بين 56 - 60 م ومرقس أحد السبعين


(1) تاريخ الدعوة إلى الله- الألورى ص100 مرجع سابق.
(2) انظر: المنتخب الجليل من تخجيل من حرف الإنجيل- المسعودي ص 99 بتصرف يسير.
(3) المرجع السابق ص 99 بتصرف يسير.

صاحب برنابا و"بولس" (1) فى رحلتهما الثانية إلى إنطاكية (2) تمركز للتبشير في مصر إلي أن قتله فيها الوثنيون الرومانيون (عام 62 م). وكتب لوقا إنجيله باليونانية حوالي 53 - 64 م وهو طبيب روماني، وليس من تلاميذ المسيح، بل من تلاميذ بولس، وكتب يوحنا الصياد إنجيله حوالي 68 - 98 م وهو من الحواريين (3). وسيأتى الحديث عن هذه الأناجيل ومحتوياتها بالتفصيل من حيث التأليف، ووقت التدوين، وغير ذلك من أمور تتعلق بسندها.

ولذلك يقول العلامة رحمة الله الهندي عن التوراة والإنجيل الأصليين: (إن التوراة الأصلية وكذا الإنجيل الأصلى فقدا قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - والموجودان الآن بمترلة كتابين من السير مجموعين من الروايات الصحيحة والكاذبة ولا نقول أنهما كانا موجودين علي أصالتهما إلى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - ثم وقع فيهما التحريف حاشا وكلا) (4).

(وكلام بولس على تقدير صحة النسبة إليه أيضاً ليس بمقبول عندنا؛ لأنه عندنا من الكاذبين الذين كانوا قد ظهروا في الطبقة الأولى وهو قديس عند أهل التثليث ومع ذلك لا نشتري قوله بحبة، والحواريون الباقون بعد عروج عيسى عليه السلام إلى السماء نعتقد في حقهم الصلاح، ولا نعتقد في حقهم النبوة وأقوالهم عندنا كأقوال المجتهدين الصالحين محتملة للخطأ، ونعترف بفقدان السند المتصل إلى آخر القرن الثاني وبفقدان الإنجيل العبراني الأصلي لمتى لارتفاع الأمان عن أقوالهم (5).

[وخلاصة هذه القضية]

أن التوراة الأصلية والإنجيل الأصلي قد فقدا إلا أن هذا لم يمنع من التصديق بما نزل على سيدنا موسى وسيدنا عيسى (عليهما وعلي نبينا الصلاة والسلام) فالإيمان بهما وبما أنزل عليهما جزء لا ينفصل عن عقيدة المسلم وكذلك الإيمان والتصديق بجميع الرسل، أما التوراة الحالية التي أطلق عليها النصارى (العهد القديم) والأناجيل الحالية (العهد الجديد) بعيدان كل البعد عن التوراة والإنجيل الأصليين وإن كان يوجد بهما بقايا حق إلا أنه حق تلبس بكثير من الباطل فقد لعبت بهما يد التحريف والتبديل كما سيتضح في ثنايا البحث.


(1) اسمه العبرى شاول، ولد في طرسوس في ولاية كيليكية من أعمال الإمبراطورية الرومانية قضى فيها طفولته، كان أبوه فريّسياً من سبط بنيامين دخل المسيحية في 38 م كان يضطهد النصارى ادعي أنه رأي المسيح، وقلب النصرانية رأساً على عقب (قاموس الكتاب المقدس ص 196 - 199).
(2) هى: مدينة على نهر العاصي، على مسافة 15 ميلاً من البحر الأبيض المترسط أسسها سلوقس أحد قواد جيش الاسكندر الأكبر عام 300 ق. م (قاموس الكتاب المقدس ص 124، 125).
(3) تاريخ الدعوة إلى الله: الألوري، ص 100، 101 بتصرف.
(4) إظهار الحق: رحمة الله الهندي، 1/ 188.
(5) المرجع السابق نفس الصفحة.

  • الثلاثاء AM 10:01
    2022-05-17
  • 683
Powered by: GateGold