المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409184
يتصفح الموقع حاليا : 367

البحث

البحث

عرض المادة

إبطال نسبة الأناجيل والرسائل إلى الحواريين - انجيل لوقا

هو ثالث الأناجيل وأطولها، ويتكون من أربعة وعشرين إصحاحاً يتحدث الإصحاحان الأولان عن النبي يحيى وولادة المسيح، ثم تكمل بقية الإصحاحات سيرة المسيح إلى القيامة بعد الصلب.

وأما كتابة هذا الإنجيل فتختلف المصادر في تحديد زمنها بين 53 - 80 م، وقد اعتمد الكاتب في مصادره على مرقس، فنقل عنه ثلاثمائة وخمسين من فقراته التي بلغت ستمائة وإحدى وستين فقرة، كما نقل عن متى أو عن مصدر آخر مشترك بينه وبين متى. (1)

[من هو لوقا؟]

وتنسب الكنيسة هذا الإنجيل إلى القديس لوقا، ولا تذكر المصادر النصرانية الكثير عن ترجمته، لكنها تتفق على أنه لم يكن من تلاميذ المسيح كما يتضح من مقدمته إذ يقول: " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة " (لوقا 1/ 1 - 2).

وتتفق المصادر أيضاً في أنه لم يكن يهودياً، وأنه رفيق بولس المذكور في كولوسي 4/ 14 وغيرها، وأنه كتب إنجيله من أجل صديقه ثاوفيلس " أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحة الكلام الذي علِّمت به " (لوقا 1/ 3 - 4).

وتختلف المصادر في تحديد شخصية ثاوفيلس، فقال بعضهم: كان من كبار الموظفين الرومان. وقال آخرون: من اليونان. وقال آخرون: بل كان مصرياً من أهل الإسكندرية، وتكاد المصادر تتفق على أنه كتب له باليونانية.

وأما لوقا، فقيل بأنه كان رومانياً. وقيل إنطاكياً، وقيل غير ذلك.

وعن مهنته، قيل بأنه كان طبيباً، وقيل: كان مصوراً، لكنه على أي حال مثقف وهو كاتب قصص ماهر. (2)

[ملاحظات على إنجيل لوقا]

ويلحظ المحققون على إنجيل لوقا ملاحظات، أهمها:

1 - أن مقدمته تتحدث عن رسالة طابعها شخصي، وأنها تعتمد على اجتهاده لا على إلهام وحي، وكان قد لاحظ ذلك أيضاً عدد من محققي النصرانية، فأنكروا إلهامية هذا الإنجيل، منهم مستر كدل في كتابه " رسالة الإلهام " ومثله واتسن، ونسب هذا القول إلى القدماء من العلماء، وقال القديس أغسطينوس: " إني لم أكن أؤمن بالإنجيل لو لم تسلمني إياه الكنيسة المقدسة".

2 - شك كثير من الباحثين في الإصحاحين الأولين من هذا الإنجيل، بل إن هذا الشك كما ذكر جيروم يمتد إلى الآباء الأوائل للكنيسة، وكذلك فرقة المرقيونية فليس في نسختها هذان الإصحاحان.

ويؤكد المحققون بأن لوقا لم يكتب هذين الإصحاحين، لأنه يقول في أعمال الرسل " الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع " (أعمال 1/ 1) أي معجزاته، بدليل تكملة النص " ما ابتدأ يسوع يعلم به إلى اليوم الذي ارتفع فيه " (أعمال 1/ 2)، والإصحاحان الأولان إنما يتكلمان عن ولادة المسيح، لا عن أعماله.

ونقل العالم الكاثوليكي توماس وارد في كتابه ( Errata to the Protestant Bible) عن جيروم قوله: بأن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكون أيضاً في الباب الثاني والعشرين من هذا الإنجيل. (3)

وهكذا نرى للإنجيل أربعة من الكتاب تناوبوا في كتابة فقراته وإصحاحاته.

3 - إن الغموض يلف شخصيته، فهو غير معروف البلد ولا المهنة ولا الجهة التي كتب لها إنجيله تحديداً، ولا تاريخ الكتابة و .... المعروف فقط أنه من تلاميذ بولس، وأنه لم يلق المسيح، فكيف يصح الاحتجاج بمن هذا حاله وكيف يجعل كلامه مقدساً؟

 

 


(1) انظر: المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب، ص (64 - 65، 150)، التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، موريس بوكاي، ص (87 - 90).

(2) انظر: قاموس الكتاب المقدس، ص (822)، المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب، ص (64 - 65).

(3) انظر: الفارق بين المخلوق والخالق، عبد الرحمن باجي البغدادي، ص (535 - 536)، الأسفار المقدسة قبل الإسلام، صابر طعيمة، ص (261).

 

 

  • الخميس PM 12:15
    2022-05-12
  • 941
Powered by: GateGold