المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409159
يتصفح الموقع حاليا : 345

البحث

البحث

عرض المادة

صلب المسيح عند النصارى

يعتبر النصارى حادثة صلب المسيح أحد أهم أحداث المعمورة، حيث يعتقدون أن الله أنزل ابنه السيد المسيح، ليموت على الصليب ليطهر البشر من أغلال خطيئة أبيهم آدم، بل وخطاياهم جميعاً.

وتؤكد الأناجيل - في إصحاحات مطولة - صلب المسيح، ذاكرةً الكثير من تفاصيل القبض عليه، ومحاكمته، وصلبه، ثم دفنه، ثم قيامته، فصعوده إلى السماء.

ومما يؤكد أهمية مسألة الصلب في الفكر النصراني أن النصارى يرون أن تجسد الإله في المسيح، هذا الحدث العظيم، إنما كان من أجل أن يصلب الإله، ويصور هذا القس الكاثوليكي الشهير توماس الأكويني (الملقب بالدكتور الملائكي) فيقول: " توجد أراء مختلفة، فيزعم البعض أن ابن الله كان سيتجسد حتى لو لم يخطئ آدم، ويرى البعض خلاف ذلك، ويبدو من الأصوب الانتماء إلى الرأي الثاني ... الكتاب يقول لنا دائماً: إن خطية الإنسان الأول هي الدافع لتجسد ابن الله، وعليه يظهر أن هذا السر إنما رتبه الله كدواء للخطيئة؛ بحيث إنه لولا الخطيئة لما كان التجسد ". (1)

ويصور الكاردينال الإنجليزي منينغ أهمية حادثة الصلب في كتابه " كهنوت الأبدية" فيقول: "لا تخفى أهمية هذا البحث الموجب للحيرة، فإنه إذا لم تكن وفاة المسيح صلباً حقيقية، فحينئذ يكون بناء عقيدة الكنيسة قد هدم من الأساس، لأنه إذا لم يمت المسيح على الصليب، لا توجد الذبيحة، ولا النجاة، ولا التثليث .. فبولس والحواريون وجميع الكنائس، كلهم يدعون هذا، أي أنه إذا لم يمت المسيح لا تكون قيامة أيضاً ".


(1) المسيح إنسان أم إله، محمد مجدي مرجان، ص (150).

ويقول جوردن مولتمان في كتابه " الإله المصلوب ": " إن وفاة عيسى على الصليب هي عصب كل العقيدة المسيحية، إن كل النظريات المسيحية عن الله، وعن الخليقة، وعن الخطيئة، وعن الموت، تستمد محورها من المسيح المصلوب ". (1)

وهذا ما أكد عليه بولس حين ألغى دور الناموس معتمداً على أن المسيح صلب مكفراً بصلبه الخطيئة، فافتدانا بذلك من لعنة الناموس، فيقول: " وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطل كرازتنا، وباطل أيضاً إيمانكم " (كورنثوس (1) 15/ 14).

وعليه نرى جلياً أهمية هذا الحدث التاريخي في الفكر النصراني، إذ يعتبره النصارى المحور الذي تدور حوله الحياة الإنسانية على وجه هذه البسيطة.


(1) انظر: مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء، أحمد ديدات، ص (10).

 

  • الثلاثاء PM 08:17
    2022-05-10
  • 657
Powered by: GateGold