المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412351
يتصفح الموقع حاليا : 280

البحث

البحث

عرض المادة

لماذا غاب صاحب الزمان؟

المؤمنون بوجود شخصية (صاحب الزمان) يجيبون على هذا التساؤل بقولهم: إن هناك علة مانعة من ظهوره، فمتى زالت هذه العلة كان ظهوره.

 

ثم يبينون العلة المانعة من ظهور المهدي بقولهم: إنه لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل، لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار، وكان يتحمل المشاق والأذى، فإن منازل الأنبياء عليهم السلام والأئمة إنما تَعْطُم لتحملهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالى.

 

وسيرة آبائه معلومة لدى الجميع، فقد كانوا مخالطين للناس ولم يخشوا أحداً منهم.

 

وقد أورد المؤمنون بصاحب الزمان روايات يذكرون فيها أن رسول صلى الله عليه وسلم كان مختفياً في مكة في بداية دعوته لخوفه على نفسه من القتل، ثم يقيسون اختفاء صاحب الزمان على اختفاء صاحب الزمان على اختفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الروايات ما رواه المجلسي في البحار (18/176) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (اكتتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة مستخفياً خائفاً خمس سنين، ليس يظهر، وعلي عليه السلام معه وخديجة، ثم أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر، فظهر وأظهر أمره).

 

وروى أيضاً في البحار (18/177) عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: (مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعدما جاءه الوحي عن الله تعالى ثلاث عشرة سنة، منها ثلاث سنين مستخفياً خائفاً لا يظهر حتى أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر، فأظهر حينئذ الدعوة).

 

وهاك روايات متشابهة تنصب في نفس المعنى تركتها اختصاراً.

 

ولكن هذا قياس مع الفارق الشديد، لوجوه:

الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يختف عن أنظار العالم، بل جعل الدعوة سراً.

الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم كان برفقة أشخاص، زوجته خديجة وعلي وغيرهما، فأما المهدي الذي تزعمونه فليس كذلك.

الثالث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم استتر حتى ظهر، وفي هذه الفترة كان يعد للدعوة وبالفعل أعد أتباعاً ليساعدوه في الدعوة.

 

وأما المهدي فمختف وليس له أتباع، وإن كانت الشيعة الإمامية هم أتباعه ومن المعلوم أنهم أتباعه منذ أن اختفى – فالآن هم بالملايين، أفلا يكفي ذلك العدد ليخرج المهدي ويكون بأمان ويجاهد معهم؟!!

 

وأذكر هنا أنني شاهدت برنامجاً ذات يوم يناقش مسألة وجود وحقيقة المهدي وقصة اختفائه.

 

وكان الحوار بين طرفين: مؤمن بوجوده، والآخر غير مؤمن، والأثنان كان من الشيعة.

 

وقد كان من تعليقات الطرف غير المؤمن حول هذه المسألة أنه قال: لو سلمان جدلاً بالقول بصحة كل ما جاء من الأخبار والمرويات عن قصة المهدي وعن سبب اختفائه، فالمعلوم من هذه الأخبار أن سبب اختفائه هو خوفه من أن يُقتل على أيدي العباسيين آنذاك، ولكن لماذا لا يظهر المهدي الآن على شاشات التلفزة ونحن في عصر الفضائيات والإنترنت، أو على الأقل يظهر في شريط فيديو صوت وصورة – كما هو الحال مع الكثير من الشخصيات السياسية المعارضة الهاربة التي تحارب الحكام – ويسلمه إلى يد الأشخاص الذين يدعون بين الحين والآخر بأنهم التقوا به، حتى يثبت للعالم – ولو للذين لا يؤمنون بوجوده على الأقل – بأنه شخصية غير وهمية وأنه ليس بخرافة ولا أكذوبة، مؤكداً ما جاء في الأخبار والروايات.

  • السبت PM 12:20
    2022-03-12
  • 652
Powered by: GateGold