المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409064
يتصفح الموقع حاليا : 219

البحث

البحث

عرض المادة

ولا يفلح الساحر حيث أتى..!

اشتهر في منطقتن القضيبية رجل بمعالجة المرضى ومشاكل الناس بالقرآن والأدعية المشروعة.

وبعد تحولي إلى عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة، وأمام عجز أهلي وأصحابي وغيرهم عن إرجاعي، وأُشيعت حولي إشاعات مغرضة بُغية التضييق عليَّ وإسقاطي.

وتطوع ذلك الرجل الذي كان يُظن به عند الشيعة أنه من أهل العلم والصلاح لإقناعي بالعدول عن قراري، فتقرب مني وبطريقة دبلوماسية ذكر لي أن والده كان زميلاً لوالدي رحمه الله.

ثم شرع في ذكر أمور؛ كان منها أن فتح لي المصحف بطريقة عشوائية وتمتم بكلمات لا أعرف ما هي، ثم قال لي: اقرأ هذه الآية فقرأتها.. فإذا بها آية زعم أنها تحذرني مما أن عليه!!

وقال لي: هذه الآية رحمة... وهي خير لك إذا طبقتها، وسوف تسمعها أكثر من مرة هذه الليلة لتأكيد الخير لك!

وبالفعل.. فبمجرد أن ركبت سيارتي وفتحت المذياع على إذاعة القرآن الكريم.. إذا بي أسمع نفس الآية!

ناديته منها قائلاً له: لقد صدقت!

فابتسم قائلاً: إن الله يحبك! وسوف تُوَفَّق في حياتك إذا طبقتها.

عند وصولي إلى المنزل فتحت التلفاز ففوجئت بالآية نفسها! فكرت فيما قاله.. وأسرعت ففتحت المصحف الذي في حوزتي بالمنزل بعجالة شديدة وبأسلوب عشوائي، فتفاجأت بالآية نفسها!

لم أنم ليلتها... لا خوفاً منه أو مما يصدر عنه، لكن ما حدث لي استولى على تفكيري، فبت أفكر: (كيف صدق قوله في كذا وكذا؟! وكيف حدث لي كذا وكذا وكيف وكيف؟!).

بعد أيام قليلة تفاجأت بصديق لي شيعي ومن نفس منطقتي يقول لي: لقد سمعت من أناس بالمنطقة أن فلاناً – يقصد الرجل المعروف بالعلم والصلاح – أخبرهم أنه تنبأ بأن (القضيبي) سوف يرجع شيعياً ما كان في السابق قريباً فضحكت وقلت: وهل صاحبنا يعلم الغيب أم أنه ساحر؟!

وعندها بدأت أفكر فيما قلته، نعم... لماذا لا يكون ساحراً؟!

ربطت بين كلام صديقي عنه وبين كلامه معي بالآية التي كانت تتكرر لي.

فسالت نفسي سؤالاً: ماذا يريد مني هذا الشخص بالتحديد؟

سألت عنه صديق والدي وهو من المنطقة أيضاً، فأخبرني أن الرجل ليس صالحاً كما يتصوره أهل المنطقة، وإنما هو شخص يتعامل الجن.

مضت أيام والرجل يحاول إقناعي بأنه يريد الخير لي، وأن الخير في اتباع مذهب آل البيت عليهم السلام، برأ الله تعالى آل البيت منه ومن أمثاله.

لإاحببت أن أختبره وأستخرج ما في جعبته، فدخلت معه في نقاس حول التوحيد والشرك في أكثر من جلسة، وكنت أرى فيه العجز عن الإجابة على التساؤلات التي أثيرها عليه والحجج التي أقابله بها.

وفي مجلس ضم عدداً هائلاً  من الشيعة وبعض السنة من المنطقة، طرحت عليه بعضاً من المسائل المتعلقة بالشرك، وذكرت ما عمله تلك الليلة، فلم يستطع الإجابة، بل تفاجأ الجميع بهروبه من المجلس، وانكشفت بذلك حقيقته، وانفضح أمره.

تذكرت حينها قول الله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ} [طه: 69] وقوله عز من قائل: {إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

لكن صاحبنا لم يكتفِ بذلك، بل بذل كل ما بوسعه من أجل إبعاد أهل المنطقة عني لئلا يتأثر بي أحدهم، مدّعيا بأن لدي نوايا خبيثة!

ولكن محاولاته باءت بالفشل، فقد افتُضح وعَلِم الناس حقيقة، من ذلك اليوم أصبح الخروج من المنزل، وأصبح معروفاً في المنطقة باسم الساحر، وكلما قابل أحداً من أهل المنطقة حاول خلق مبررات لنفسه، مدعياً بأن الذي ألجأه إلى هذا العمل هو قصد الخير.

لا أدري أين هؤلاء من الآيات والأحاديث الصريحة التي تدين السحر والسحرة وتنص على كفرهم!!

ثم أي حق هذا الذي ينتصر بالسحر والشعوذة عوضاً عن الحجة والبرهان؟!

هذه رواياتنا تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: وما هي؟ قال: (الإشراك والسحر..)

وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن جده علي عليه السلام أنه قال: (من تعلم شيئاً من السحر قليلاً أو كثيراً فقد كفر).

وعن الإمام علي عليه السلام أنه قال: (من جاء عرافاً فسأله وصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد).

 

  • السبت PM 12:13
    2022-03-12
  • 1610
Powered by: GateGold