المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413166
يتصفح الموقع حاليا : 299

البحث

البحث

عرض المادة

مؤتمر (الاتجاهات الجديدة في البيولوجيا التطورية) بالجمعية الملكية في لندن (1)

تتجه أنظار المجتمع العلمي اليوم إلى الجمعية الملكية بلندن، حيث ينتظر الجميع ما يسفر عنه مؤتمر (الاتجاهات الجديدة في البيولوجيا التطورية New Trends in Evolutionary Biology)، والذي بدأ صباح أمس الإثنين 7 نوفمبر 2016، وينتهي عصر الأربعاء 9 نوفمبر 2016. وذلك لخصوصية الجهة التي تحظى باحترام واسع بين كافة المهتمين بالعلوم، وكذلك لخصوصية القضية التي باتت تشغل الكثير من العلماء.

مضى اليوم الأول من المؤتمر في نقاشات متوترة بين أنصار التركيبة الحديثة Modern Synthesis وأنصار التركيبة التطورية الموسعة Extended Evolutionary Synthesis، الأمر الذي يشعرك أن المشكلة التي يواجهها التطور هي الآليات فقط. يعلق دكتور دوجلاس أكس (عالم الأحياء ومدير معهد بيولوجيك) -على حسابه على تويتر-: "بعد مرور اليوم الأول من اجتماع الجمعية الملكية؛ الأمر أشبه بحرب عصابات، في ظل وجود فيل كبير في الغرفة*".

وأكمل حديثه موضحا ملخص محاضرات اليوم: "يبدو أن التركيز ينصب على ما إذا كانت بعض الإضافات الجديدة في البيولوجيا التطورية حديثة وهامة بالدرجة التي تسمح بتلقيبها بـ"النظرية الجديدة". ولكن القضية الكبرى، التي يلاحظها عشرات الحاضرين الآن، هي أنه لا شيء من هذه الإضافات يمكّن النظرية من شرح كيف نشأت فعلا الأشياء الجديدة".

لدونة النمط الظاهري (أو اللدونة المظهرية) Phenotypic plasticity، الوراثة فوق الجينية extra-genetic inheritance وبناء الموقع البيئي Niche construction، كانت أبرز المواضيع التي تناولها المتحدثين اليوم، وما زال الجميع يتجاهل نشأة الأشكال المعقدة والمعلومات.

المحاضرة الأولى كانت لدكتور (جيرد مولر Gerd B. Müller)، قدم فيها أسبابه لدعم التركيبة التطورية الموسعة، مع عرض "أوجه القصور التفسيرية" في التركيبة التطورية الحديثة. أو بعبارة أكثر وضوحا؛ الإخفاقات الرئيسية للداروينية الجديدة في تفسير انفجارات الابتكار الإبداعي التي نراها في تاريخ الحياة.

المحاضرة الثانية كانت لدكتور (دوجلاس فوتويما Douglas Futuyma)، والذي ارتكز كلامه حول فكرة أنه "إذا قرأت كتابي الذي كتبته قبل عشرين عامًا، فقد احتوى بالفعل على معظم أفكار ما يسمى بالتركيبة الموسعة". وأصر على أن الانتخاب وحده هو الذي يمكن أن يفسر التغييرات بعيدة الاحتمال.

المحاضرة الثالثة كانت للدكتورة (سونيا سلطان Sonia E. Sultan) قدمت فيها أدلة على تكيفات موروثة ولكن غير جينية منخرطة في اللدونة النمائية (eco-evo-devo). على سبيل المثال، تنمو الضفادع الصغيرة ذات النمط الجيني genotype نفسه بشكل أكبر في البرك مع افتراس السمندل. وأوضحت أنه حتى النماذج الدقيقة للأنماط الجينية لا يمكنها استيعاب ظواهر اللدونة. في الأسئلة والأجوبة، سُئلت عما إذا كانت هذه هي اللاماركية، وأجابت: "التنميطات مشكلة، لكن إذا كنت تقصد التطور اللاماركي بمعنى وراثة الصفات المكتسبة، نعم! بالتأكيد ليس من المفترض أن يحدث ذلك".

كانت المحاضرة الرابعة للدكتور (راسل لاند Russell Lande)، أيضًا عن اللدونة المظهرية. اختلف مع سلطان واعتبر أن الآلية الداروينية الجديدة كافية جدا ووافية لشرح هذه الظاهرة. كما أدلى بالتعليق الهجومي الوحيد تجاه نظرية التصميم الذكي: "نتفق جميعًا هنا على داروين، باستثناء بعض المتعصبين الأصوليين الموجودين هناك".

من الجدير بالذكر أنه حدث بعض التصفيق على العبارات الجريئة التي ألقيت أثناء الخلاف بين د. سونيا سلطان ود. راسل لاند حول اللدونة المظهرية، لكن سرعان ما تم تحذير الحضور من أن كلا من التهليل والاستهجان لن يتم قبولهم. الموقف الذي من الصعب فهمه في ضوء تعليق لاند وغيره من أنه لا يوجد خلاف هنا حول التطور!

المحاضرة التالية كانت للدكتور (توبياس أولر Tobias Uller) الذي اعتبر أن العمليات التطورية ذاتية المرجعية (ومتكررة). واقترح نظرة علائقية بدلاً من النظرة المستقلة للعمليات الرئيسية الثلاث (التباين والوراثة والاختيار).

التالي كان (جون دوبري John Dupré) الذي جادل لصالح نظرة أنطولوجية تكون الأنواع species  فيها عمليات، وليست أشياء أو مجموعة من الأشياء، والتطور هو تغيير هذه العمليات. وأوضح أيضًا إن الأنواع التي تتكاثر لا جنسيا تفتقر إلى أي خصائص تتحمل هذا التغيير.

أما المحاضرة الأخيرة فكانت للدكتور (كيفن لالاند Kevin Laland) حول بناء الموقع البيئي كانحياز نمائي وعملية تطورية مهمة. لكنه فشل في تحديد أي دور لهذه العملية في التطور الكبروي.

كما اختتم دوجلاس أكس تعليقاته اليوم: "إلى أن يتم إعادة صياغتها انطلاقا من مركزية الأسباب الذكية، ستبقى النظرية التطورية «نظرية أصول» غير قادرة على تفسير الأصول".

سنستمر في تغطية المؤتمر في الأيام القادمة، تابعونا.


* فيل كبير في الغرفة: مثل إنجليزي يشبه تجاهل الحقائق الواضحة بتجاهل وجود فيل كبير في غرفة ما.


المصادر:

- Douglas Axe on Twitter https://twitter.com/DougAxe

- David Klinghoffer, Tense Atmosphere at Royal Society "New Trends in Evolutionary Biology" Meeting: A Report on Day 1, November 7, 2016 http://www.evolutionnews.org/2016/11/tense_atmospher103265.html 

  • الثلاثاء PM 01:50
    2021-11-16
  • 1046
Powered by: GateGold