المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409015
يتصفح الموقع حاليا : 228

البحث

البحث

عرض المادة

تقييم نقدي لدوكينز، ودينيت، ولويس، وولبرت، وهاريس، وستنجر (1)

أساس "الإلحاد الجديد" هو الإيمان بعدم وجود إله؛ عدم وجود مصدر أزلي مطلق لكل الموجودات. ذاك هو الاعتقاد الجوهري الذي ينبغي أن يراعى لينبني عليه صلاحية أغلب الحجج والبراهين الأخرى. وهنا أسجل اعتراضي، لأن "الملحدون الجدد" –أمثال ريتشارد دوكينز ودانيال دينيت ولويس وولبرت وسام هاريس وفيكتور ستِنجر– لم يفشلوا فقط في تكوين حجج قوية لذلك المعتقد، وإنما تجاهلوا الظواهر وثيقة الصلة بالسؤال عن وجود الإله.

ما أراه، أن الظواهر الخمسة التي تتجلى خلال خبرتنا المباشرة، التي لا يمكن تفسيرها إلا بوجود إله، هي؛ أولا، العقلانية المضمنة في كل خبرتنا بالعالم الفيزيائي. ثانيا، الحياة والقدرة على السير والتفاعل وظيفيًا بشكل مستقل. ثالثا، الإدراك والقدرة على الوعي والشعور بالمحيط. رابعا، الفكر المفاهيمي والقدرة على التفكير المجرد من خلال صياغة وفهم رموز ذات معنى دلالي، كتلك المتضمنة في اللغة. خامسا، الذات الإنسانية، مِحْوَر الإدراك والعقل والفكر والفعل الإنساني.

ينبغي التصريح بثلاثة أشياء تتعلق بتلك الظواهر وتطبيقها على وجود الإله. أولا، اعتدنا على سماع الحجج والبراهين الدالة على وجود الإله، لكن في نظري، مثل تلك الحجج مفيدة في صياغة بعض الرؤى الأساسية بعينها، إلا أنه لا يمكن اعتبارها "البراهين" الصالحة للتدليل على وجود الإله. في الواقع، تشكل الظواهر الخمس الواردة هنا، كل واحدة بطريقتها الخاصة، افتراض مسبق بوجود عقل مدبر خالد أزلي ومطلق. الإله هو الحالة التي تشكل أساس كل ما هو ذاتي البيان خلال خبرتنا البشرية. ثانيا، كما يجب أن يكون واضحًا من النقطة السابقة، نحن لسنا بصدد التحدث عن احتمالات وفرضيات، بل عن صدامات مع حقائق جوهرية لا يمكن إنكارها بدون تناقض ذاتي. بعبارة أخرى، لا نطبق النظريات الاحتمالية على مصفوفة بعينها من الحقائق والمعطيات، بل نأخذ بعين الاعتبار مسألة أكثر جوهرية بكثير، وهي كيف يمكن بأية حال من الأحوال تقييم الحقائق والمعطيات. وبالمثل تماما، ليس الأمر هو استخلاص وجود الإله من خلال وجود ظواهر بالغة التعقيد بعينها. بل بالأحرى، افتقار كافة الظواهر مقدمًا لوجود الإله. ثالثا، لقد ظل الملحدين، القدامى منهم والمعاصرين، في تَذَمَّرَ دائم من عدم وجود دليل يدعم وجود الإله، أجاب بعض المؤمنين بالإله بأن حرية الإرادة يمكن أن توجد فقط في حالة كون هذه الدليل غير قسري. النهج الـمُتَناول هنا هو أنه لدينا كل الدلائل والبراهين التي نحتاجها في خبراتنا المباشرة وأن الرفض المتعمد "للبحث"، هو وحده المسؤول عن أي نوع من الإلحاد وأشباهه.

دعونا نجري تجربة فكرية، بالنظر لخبرتنا وتجربتنا الإنسانية المباشرة. تخيل لوهلة طاولة رخامية أمامك. هل تعتقد أنه، حتى ولو بعد تريليون سنة أو وقت لانهائي مطلق، يمكن أن تصبح هذه الطاولة فجأة أو تدريجيا واعية؟ تدرك محيطها؟ لديها وعي بالذات بنفس الطريقة التي لديك؟ ببساطة، ذلك لا يمكن ولن يمكن حدوثه، كونه محال التصور أساسًا. الشيء نفسه ينطبق على بقية المواد غير الحية. بمجرد فهمك لطبيعة المادة غير الحية، كطبيعة الكتلة/ الطاقة، تدرك أنه، بحكم تعريفها، لا يمكن أبدًا أن "تدرك" أو "تفكر"، لا يمكن أبدا أن تنطق "أنا". لكن موقف الملحد هو أنه في مرحلة ما من تاريخ الكون، المستحيل وغير متصور الحدوث قد حدث بالفعل. ففي نقطة ما، أصبحت المادة غير المتمايزة (وهنا نشمل الطاقة) مفعمة بالحياة، ثم أصبحت مدركة لمحيطها، ثم أصبحت بارعة القدرة على الفهم، ثم أصبحت "ذاتا". بيد أن بالعودة إلى مثال الطاولة، نرى لما هذا التصور مثير للضحك. فالطاولة ليس لديها أي مقومات للإدراك، حتى ومع مرور وقت لا نهائي، فلا يمكن أن "تكتسب" هذه المقومات. حتى وإن توافق الفرد مع إحدى سناريوهات أصل الحياة صعبة التحقق، فقد يمكن أن ينصرف المرء عن رشده تمامًا ويصبح غير عقلاني، حين يفترض أنه يمكن لقطعة من الرخام، في ضوء ظروف معينة، أن يكون لديها فكر ومنهج. وعلى المستوى دون الذري، ما ينطبق على الطاولة ينطبق بالمثل على كل المواد غير الحية في الوجود بالكامل.

على مدى الثلاثمئة سنة الأخيرة، كشفت العلوم التجريبية معلومات وحقائق عن العالم المادي، أكثر مما كان ممكنا لأجدادنا أن يتخيله بكثير. وهذا يشمل الفهم الشامل للجينات والشبكات والوصلات العصبية التي تشكل أساس الحياة، والوعي والفكر والذات. وبتجاوز هذه الظواهر الأربع في تفاعلها مع البنية التحتية المادية التي تم فهمها بشكل أفضل عن أي وقت مضى، فالعلوم لا تستطيع تفسير أي شيء عن طبيعة أو أصل الظواهر نفسها. وبالرغم من أن علماء منفردون حاولوا تفسيرها على أنها تجليات للمادة غير الحية، إلا أنه ليس هناك أي وسيلة ممكنة لإثبات أن فهمي لهذه الجملة ليست سوى تفاعُل عصبي. لا شك قطعا أن هناك تفاعُل عصبي يتزامن مع تفكيري؛ فقد استطاعت العلوم العصبية الحديثة تحديد مناطق الدماغ التي تدعم تَوَلُّد أنواع مختلفة من النشاط الذهني. لكن القول بأن فكرة معينة لا يمكن اعتبارها إلا إحدى مصفوفات التفاعُل العصبي، يحمل نفس القدر من السخافة الذي في قول إن فكرة العدالة ليست سوى حبر على الورق. ومن ثم، فمن غير المترابط منطقيًا افتراض أن الإدراك والفكر هما ببساطة تفاعُل مادي فقط.

نظرا لضيق المساحة هنا، أقدم نظرة عامة غاية في الاختصار، عن الظواهر الأساسية الخمسة التي تشكل أساس تجربتنا الإنسانية في الوجود، والتي لا يمكن تفسيرها داخل إطار "الإلحاد الجديد". وبالإمكان الاطلاع على دراسة أكثر تفصيلا في كتابي المقبل بعنوان (الحلقة المفقودة The Missing Link).

العقلانية

يسأل دوكينز وآخرون "من خلق الإله؟". وهنا، نرى بوضوح، أنه يشترك كل من الملحد والمؤمن في اتفاقهم على أمر واحد وهو؛ لو ان هناك شيء ما وجد، فلا بد من وجود أصل، دائم الوجود، يرد إليه. كيف ظهرت تلك الحقيقة الموجودة بشكل أزلي؟ الإجابة أنها لم تظهر، لم تستحدث أبدًا. بل كانت دائمة الوجود. الإله أو الكون، اختر ما تشاء، فإحداهما دائم الوجود.

عند هذه المرحلة تمامًا يعود موضوع العقلانية ليتصدر النقاش. فبخلاف اعتراضات الملحدين، هناك اختلاف جوهري بين ما يدعيه المؤمن والملحد بشأن الكيان دائم الوجود. فيدعي الملحدون أن تفسير نشأة الكون هو بكل ببساطة أنه أزلي الوجود، لكننا لا نستطيع تفسير كيف ظهرت حالة الوجود الأزلي هذه. فهي غير قابلة للتفسير، ويجب أن تُقبل هكذا. أمّا المؤمنون فيصرون على أن الإله لا يمكن أن يكون غير قابل للتفسير إطلاقا؛ وجود الإله غير واضح لنا، لكن الحال ليس كذلك بالنسبة للإله.

إن الوجود الأزلي للإله يجب أن يتضمن في نفسه منطقا نستطيع فهمه، لأنه لا يمكن أن يكون هناك عقلانية مضمنة في الكون، إلا في حالة كون هذه العقلية مبنية على عقلانية مطلقة. بعبارة أخرى، مثل هذه الوقائع المفردة كقدرتنا على معرفة وتفسير الحقائق، الترابط بين أعمال الطبيعة وأوصافنا المجردة لتلك الأعمال (ما أسماه الفيزيائي يوجين ويجنر Eugene Wigner الفاعلية غير المعقولة للرياضيات) ودور الشفرات (أنساق الرموز systems of symbols الفاعلة في العالم المادي)، مثل الشفرات الجينية والعصبية في مستويات الحياة متناهية البدائية، تتضح في كون طبيعة العقلانية تأسيسية ومنتشرة تماما. على الرغم من أن الصور التقليدية المستقرة في الأذهان حول طبيعة الإله تعطينا بعض التلميحات، إلا أننا لا نستطيع رؤية المنطق المتضمن فيها. فمثلا، تناقش كلًا من (إلَنور ستامب Eleonore Stump) و(نورمان كرِتسمَان Norman Kretzmann) في صفة البساطة المطلقة للإله، والتي عند فهمها فهمًا تامًا، تساعد على توضيح استحالة عدم وجود الإله. ألفن بلانتنجا أيضا أوضح كيف أن الإله يمكن فهمه ككيان ضروري الوجود، في كل العوالم الممكنة.

من الممكن أن يرد الملاحدة بطريقتين: قد يكون للكون منطق ذاتي داخل وجوده لا نستطيع رؤيته؛ و/أو أننا لا نحتاج إلى الإيمان بوجوب وجود كيان (إلهي) بمنطقه الذاتي الذي في وجوده. وعلى النقطة الأولى، يرد المؤمنين برفض وجود كون يتعدى وجوده حاصل كلي لمجموعة من الأشياء التي تشكله، ونحن نعلم يقينا أن أي من تلك المكونات لا تملك منطقًا ضمنيًا لوجود غير منتهي. ويردون على النقطة الثانية، بأن وجود العقلانية التي نختبرها من غير شك –من قوانين الطبيعة إلى قدرتنا على التفكير العقلاني– لا يمكن تفسيرها إلا إذا كان هناك أساس مطلق لها، والتي لا يمكن إلا أن تكون أقل من عقل غير محدود. كما أشار الرياضياتي (كيرت جودل Kurt Gödel) "الوجود عقلاني".(1) وصلة هذه العقلانية بالموضوع هي أن "نظام الوجود يعكس نظام عقل سام ينظمه".(2) لا يمكن التحايل على واقع العقلانية باللجوء إلى الانتقاء الطبيعي. الانتقاء الطبيعي يفترض مسبقًا وجود كيانات مادية، التي بدورها تتفاعل وفقًا لقوانين وشفرات معينة تحكم عمليات الحياة. ومعنى ذكر الانتقاء الطبيعي هو افتراض أن هناك نوعا ما من المنطق لما يحدث في الطبيعة (التكيف) وأننا قادرون على فهم هذا المنطق.

وبالعودة إلى المثال السابق عن الطاولة الرخامية، نصرح بأن العقلانية الحقيقية التي يرتكز عليها تفكيرنا والتي نواجهها في دراستنا للكون متناهي الدقة حسابيًا، لم تكن لتولد من صخرة. الإله ليس حقيقة مطلقة عمياء، بل عقلانية مطلقة متضمنة في كل بعد من أبعاد الوجود.

هناك التفاف جديد، رغم عدم معقوليته، على سؤال أصل الواقع المادي، يظهر في ادعاء دانيال دينيت أن الكون "خلق نفسه من لاشيء، أو من شيء لا يمكن تمييزه إطلاقا في الغالب عن اللاشيء".(3) هذه الفكرة قد تم عرضها بشكل أكثر وضوحا من جانب ملحد معاصر،  وهو عالم الفيزياء فيكتور ستِنجر الذي انتهي بعرض حله الخاص لمسألة أصل الكون وقوانين الطبيعة في كتبه (ليس عن طريق التصميم: نشأة الكون Not by Design: The Origin of the Universe) و(هل وجد العلم الإله؟ Has Science Found God?) و(الكون المفهوم The Comprehensible Cosmos) و(الإله: الفرضية الفاشلة God: The Failed Hypothesis).

قدم ستِنجر نقدا مبتكرا عن فكرة قوانين الطبيعة وانعكاساتها المفترضة. في كتابه (الكون المفهوم) قال بأن تلك التي تسمي بالقوانين لم تصدر هكذا من الأعلى، كما أنها ليست ضوابط مدمجة في سلوك المادة غير الحية. هي ببساطة عبارة عن ضوابط، على الطريقة التي بها يمكن للفيزيائيين صياغة عباراتهم الرياضية عن مشاهداتهم وملاحظاتهم. حُجَّة ستِنجر مبنية على تفسيره لفكرة محورية في الفيزياء الحديثة، وهي فكرة التناظر Symmetry. طبقًا لأغلب التفاسير الفيزيائية الحديثة، التناظر هو أي نوع من التحويلات التي تُبقي قوانين الفيزياء الـمُطبقة على النظام غير متغيرة. الفكرة طُبِقت أولًا على المعادلات التفاضلية للميكانيكا الكلاسيكية والكهرومغناطيسية، ثم طُبِقَت بعد ذلك بأساليب جديدة على النسبية الخاصة وعلى مشاكل ميكانيكا الكم. أعطي ستِنجر لقرائه لمحة عامة عن هذا المفهوم الفَعَّال، ولكن بعد ذلك شرع في استخلاص استنتاجين لا يتسقان منطقيًا. الأول هو أن مبادئ التناظر تلغي فكرة قوانين الطبيعة، والآخر هو أن اللاشيء يمكن أن يُنتِج شيء، لأن اللاشيء غير مستقر!

من المدهش أن نرى كيف وظَّفَ (أنتوني زيي Anthony Zee) –أحد رواد المتخصصين في التناظرات– في كتابه (التناظر المخيف (Fearful Symmetry نفس الحقائق التي استشهد بها ستِنجر، ليخلُص إلى استنتاجا مختلفًا:

لعبت التناظرات دورًا مركزيا متزايدا في فهمنا للعالم المادي... الفيزيائيون الأصوليون مستمرون في إيمانهم أن التصميم المطلق انتشر تدريجيا بالتناظرات. بدون التناظرات التي ترشدنا، لم يكن للفيزياء المعاصرة أن توجد... كلما تبتعد الفيزياء عن الخبرات اليومية وتقترب أكثر من المصمم المطلق، كلما تتخلص عقولنا من مراسيها التقليدية... أفضل التفكير في المصمم المطلق الـمُعرّف بالتناظر.(4)

يرى ستِنجر أن "اللاشيء" تناظري بالكامل، لأنه لا توجد حركة أو زمن أو سرعة متجهة أو تسارع بشكل مطلق في الفراغ. وردًا على السؤال "من أين نشأت وأتت التناظرات؟" صرح بأنها هي بالضبط تناظرات الفراغ، إذ أن قوانين الفيزياء هي فقط ما يُتَوقَع أن يكون لو أنها نشأت من اللاشيء.

مغالطة ستِنجر الجوهرية قديمة، فمن الخطأ معاملة "اللاشيء" على أنه جنس من "الشيء". وعلى مدى القرون، أولئك المفكرون الذين نظروا في مفهوم "اللاشيء" كانوا حريصين على التأكيد على هذه النقطة. فالعدمية المطلقة تعني عدم وجود قوانين، وعدم وجود فراغات، وعدم وجود مجالات وقوى، وعدم وجود طاقة، وعدم وجود بناءات، أو حتى أي كيانات مادية أو عقلية من أي نوع، وبالتالي لن يوجد أي نوع من "التناظر"، وليس هناك أي خواص أو قوى كامنة. العدمية المطلقة لا يمكن أن تنتج شيء معين، حتى في وجود وقت لانهائي. وفي الواقع، لا يمكن أن يكون هناك أي وقت في العدمية المطلقة.

ماذا عن رؤية ستِنجر المتأصلة في كتابه (الإله: الفرضية الفاشلة) من أن ظهور الكون من العدم لا يخرِق مبادئ علم الفيزياء، لأن صافي مقدار الطاقة في الكون يساوي صفر؟ تلك الرؤية بزغت في الأفق عن طريق الفيزيائي (إدوارد تريون Edward Tryon) الذي برهن على أن صافي مقدار الطاقة في الكون يكاد يساوي الصفر تقريبا، وبالتالي ليس هناك أي تناقد في القول بأنه نشأ من اللاشيء، حيث أنه نفسه لاشيء. لو جمعت طاقة الجاذبية، والتي هي سالبة، وبقية كتلة الكون بالكامل، والتي هي موجبة، ستكون النتيجة ما يقرب من الصفر. وعليه، لن يكون الكون في حاجة لأي طاقة ليُخلق، وبالتالي، لا يلزم وجود خالق له.

وفي نفس الإطار، يشير الفيلسوف الملحد (جون سمارت J. J. C. Smart) إلى أن افتراض أن صافي مقدار الطاقة في الكون يساوي الصفر، لا يجيب إطلاقًا على تساؤل لما ينبغي وجود أي شيء من الأساس. أضاف سمارت أن الفرضية وصياغاتها الجديدة لا زالت تفترض بعد زمكاني ومجال كمي وقوانين الطبيعة. وبالتالي، فإن تلك الصياغات لا هي تواجه سؤال لما ينبغي أن يوجد أي شيء ولا تتَعَرَّض لسؤال ما إذا كان هناك سبب لا زماني لوجود الكون الزمكاني.(5)

يبدو جليا من هذا التحليل أن ستِنجر لم يجب على سؤالين مركزيين؛ لماذا يوجد شيء بدلا من لاشيء؟ وكيف للشيء الموجود أن يعمل وفق التناظرات أو يُكَوِن بناءات معقدة؟

وظف أنتوني زيي نفس حقائق التناظر التي أشار إليها ستِنجر، لكي يصل إلى استنتاج مفاده أن عقل المصمم الأسمى هو مصدر التناظر. في الحقيقة، تعكس قوانين الطبيعة التناظرات الكامنة في الطبيعة. ذلك التناظر، وليست فقط لقوانين الطبيعة، يشير إلى عقلانية ووضوح الكون؛ تلك العقلانية المتأصلة في عقل الإله.


1. Hao Wang, A Logical Journey: From Gödel to Philosophy (Cambridge, MA: MIT Press, 1996), 316.

2. Palle Yourgrau, A World Without Time: The Forgotten Legacy of Gödel and Einstein (New York: Basic Books, 2005), 104–5.

3. Daniel Dennett, Breaking the Spell (New York: Viking, 2006), 244.

4. Anthony Zee, Fearful Symmetry (New York: Macmillan, 1986), 280–81.

5. J. J. C. Smart and John Haldane, Atheism and Theism (Great Debates in Philosophy) (Oxford: Blackwell, 2003), 228 ff.

  • الثلاثاء AM 11:23
    2021-11-16
  • 871
Powered by: GateGold