شخصية ابن قتيبه و سيرته - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 441855
يتصفح الموقع حاليا : 305

البحث

البحث

عرض المادة

شخصية ابن قتيبه و سيرته

[1] نسبه و مولده: 

هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبه الدينوري (1) ، وقيل المروزي (2) ، ولد سنة 213 هـ - 828 م لأب فارسي من مدينة مروحاخرة خراسان، و قد اختلف المؤرخون في تعيين المدينة التي ولد بها فقال السمعاني والقفطي والخطيب: أنه ولد ببغداد، وقال ابن النديم و ابن الثير: ولد بالكوفة، و قد اتفقوا جميعا على أنه نشأ ببغداد التي كانت تموج وقتئذ بأكابر العلماء في كل فن و تهوى إليها أفئدة المثقفين و المتعلمين من كل حدب وصوب. 

[2] نشأته: 

كان ابن قتيبه على استعداد لاستيعاب ما كانت بغداد تموج به من علوم ومعارف، فتقاقت نفسه إلى أن يتعلق من كل علم بسبب، و أن يغرب فيه بسهم، فها هو يحدث عن نفسه فيقول: "و كنت في عنفوان الشباب، و تطلب الآداب، أحب أن أتعلق من كل علم بسبب، و أن أضرب فيه بسهم" (3) 

كان ابن قتيبه منذ شبابه الباكر: ذا نفس طلعة، تواقة إلى المعرفة، مما كون لديه ملكة حب الاطلاع و التحصيل، فدفعه ذلك إلى أن يغشرا مجالس علماء أهل الحديث والتفسير والفقه، والنمو بالغة والكلام، والأدب، والتاريخ. 

وفضلا عن هذا، فقد درس الفارسية و أجادها، و قرأ التوراة و الإنجيل، وهكذا امتزجت لديه الثقافات المختلفة و تناهت إليه المعارف المتنوعة، حتى بات رأسا في العربية واللغة والفقه و الأخبار و أيام الناس. 

 

 

 

 

[3] شيوخه: 

تتلمذ ابن قتيبه لطائفة من أعلام عصره، وروى عن جمع من مشاهير أهل زمانه و أخذ عن كثير من أعيانه و أكابره، أذكر منهم:- 

1 - والده مسلم بن قتيبه، و قد أشار إلى ذلك في كتابه عيون الاخبار حيث يقول: حدثني أبي عن أبي العتاهية "و حدثني أبي، أحسبه عن الهيثم بن عديي" و أشار إليه كذلك في "المعارفه" (1) 

2 - أحمد بن سعيد اللحياني، صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، و قد حدثه اللحياني: بكتاب الأصول و كتاب غريب الحديث لأبي عبيد سنة 231 هـ، و كان عمر ابن قتيبه إذ ذاك - ثمانية عشر عاما (2) 

3 - أبو عبد الله محمد بن سلام الجمحي البصري، صاحب طبقات فحول الشعراء (3) 

4 - أبو يعقوب: اسحاق بن إبراهيم المعروف بـ ابن راهويه، وهو إمام جليل في الفقه و الحديث، صحب الشافعي و ناظره و روي عنه البخاري و مسلم، و أبو داود و الترمذي، و النسائي، و الإمام أحمد الذي قال عنه: "لا أعرف لاسحاق بالعراق نظيرا" (4) 

5 - مرملة بن يحيى التجيبي، صاحب الشافعي (5) 

6 - القاضي يحيى بن أكثم المتوفى 242 هـ، و قد أخذ عنه ابن قتيبه بمكة (6) 

7 - أبو عبد الله الحسن بن الحسن بن حرب السلمي المتوفى 246 هـ (7) 

8 - دعبل بن علي الخزاعي الشاعر (8) 

9 - أبو عبد الله محمد بن محمد بن مزروق بن بكير بن البهلول البصري المتوفى سنة 248 هـ (9) 

10 - أبو اسحاق إبراهيم بن سيفان الزيادي، تلميذ سيبوية، و الاصعي، و أبو عبيدة، توفى سنة 249 هـ. 

 

 

 

 

11 - أبو حاتم سهل بن محمد السبمستاني المتوفى 248 هـ. قال الأزهري في مقدمة التهذيب: و كان أبو حاتم السجتاني، أحد المتقدمين، جالس الاصمعي، و أبا زيد، و أبا عبيدة، وله مؤلفات حسان و كتاب في قراءة القرآن جامع ... و قد جالسه ثمر و عبد الله بن مسلم بن قتيبه، و وثقاه ". 

12 - محمد بن زياد بن عبيد الله بن زياد بن الربيع الزيادي البصري، المتوفى سنة 252 هـ. 

13 - أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم بن محمد العواق البايصل، البصري، المتوفى سنة 253 هـ. 

14 - أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي البصري، المتوفى سنة 253 هـ. 

15 - أبو الخطاب زياد بن زياد الجساني البصري، المتوفى سنة 254 هـ. 

16 - شيابة بن سوار، المتوفى سنة 254 هـ. 

17 - أبو عثمان الجاحظ، المتوفى سنة 254 هـ - و قد أجاز ابن قتيبه ببعض كتبه، كما صرح به ابن قتيبه في عيون الأخبار، حيث قال:"  و فيما أجاز لنا عمرو بن بحر من كتبه، قال .. ".

18 - أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري، المتوفى سنة 257 هـ. 

19 - أبو طالب زيد بن أخزم الطائي البصري الذي قتله الزنج سنة 257 هـ. 

20 - أبو الفضل العباسي بن الفرج الرياشي، تلميذ الأصمعي الذي قتله الزنج بالبصرة، وهو قائم يصلي في مسجده سنة 257 هـ. 

21 - أبو سهل الصفار عبدة بن عبد الله الخزاعي الكوفي، نزيل البصرة، المتوفى سنة 258 هـ. 

 

[4] تلاميذه: 

جلسن إلى ابن قتيبه، و أخذ عنه كثير من أهل الأدب و اللغة، منهم: 

1 - ابنه، أبو جعفر: أحمد بن عبد الله بن مسلم، وهو أحد رواته (1) ، قيل كان يحفظ كتب أبيه كما كان يحفظ القرآن. 

2 - أحمد بن مروان المالكي، المتوفى سنة 298 هـ. ومما رواه عنه: كتاب تأويل مختلف الحديث. 

3 - أبو بكر: محمد بن قلق بن المرزيات، المتوفى 309 هـ. 

4 - أبو القاسم: إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصائغ، المتوفى 313 هـ. 

5 - أبو محمد: عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري، المتوفى 323 هـ. 

6 - أبو القاسم: عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير التحسيمي، المتوفى 334 هـ. 

7 - الهيثم بن كليب الشامي، المتوفى 335 هـ. 

8 - قاسم بن أصبغ الأندلسي، المتوفى 340 هـ. 

9 - عبد الله بن جعفر بن درستويه الفسوي (2) ، و قد وصل إلينا من رواياته عنه: كتاب الأشربة. 

10 - أبو القاسم: عبيد الله بن محمد بن جعفر محمد الأزدي، المتوفى 348 هـ. 

11 - أبو بكر: أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد الأزدي، المتوفى 348 هـ (3) 

12 - أبو بكر: أحمد بن محمد بن الحسن الدينوري. 

13 - أبو عبد الله: محمد بن أبي الأسود، المتوفى 343 هـ. 

14 - أبو اليسر إبراهيم بن أحمد الشيباني البغدادي، المتةفى 298 هـ. 

هذا و لابن قتيبة تلاميذ آخرون، غير ما ذكرت، و إنما اكتفيت بهذه الطائفة، قصد الاختصار. 

 

 

 

 

[5] مذهب ابن قتيبة الفقهي: 

لم يسعفني ما طالته يدي من كتب التراجم و السير، في تبيين مذهب ابن قتيبة الفقهي، و الذي يظهر لي أنه لم يكن صاحب مذهب خاص متميز في الفقه و الأثر، ثم هو ليس بشافعي ولا مالكي و لا بحنفي، إذ لو كان شافعيا لجاء ذكره في طبقات الشافعية لابي السبكي، أو في طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة الدمشقي، أو مالكيا لترجم له ابن فرحون في الديباج المذهب، كما ترجم لابنه أبي جعفر و لو كان حنفيا، لذكره الإمام اللكنوي في طبقات الحنفية 

و ليس ببعيد أن يكون حنبليا، أو على الأقل - يذهب في الأخذ بالحديث مذهب الإمام أحمد، فتكون نسبته إلى أحمد كنسبه البخاري إلى الشافعية، و مما يساعد على الاطمئنان إلى أحد هذا الرأي: قول صاحب كتاب التحديث بما قيد أهل الحديث: " و كان ابن قتيبة يميل إلى مذهب أحمد و إسحاق. 

[6] آراء العلماء في ابن قتيبة: 

اختلف أهل التراجم و السير في تحديد المذهب الكلامي الذي كان عليه ابن قتيبة، كما اختلفوا في مدى توثيقه و تضعيفه في الرواية و النقل، وذهبوا في؟؟؟؟ مذاهب قذذا. 

فابن النديم قال عنه: كان صادقا فيما يرويه (1) ، و قال الخطيب في تاريخ بغداد: كان ثقة دينا فاضلا (2) و هذا أبي العماد الحنبلي في شذراته يقول عنه: كان فاضلا ثقة صدوقا (3) 

و جاء في ميزان الاعتدال للذهبي: أبو محمد، صاحب التعانيق، صدوق (4) 

أما الإمام البهيقي فقد عده من اكراميه (5) ، و روى صاحب مرآة الزدات - كما قال الذهبي: أن الدار قطني قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التنبيه، منحرفا عن القشرة، و كلامه يدل عليه. 

ونقل السيواطي و الداودي عن الحاكم قوله: أجمعت الأمة على أن القتبي كذاب. وقد أنكر عليه هذا القول الإمام شمس الدين الذهبي إذ قال: هذه مجازفة قبيحة و كلام من لم يخف الله. 

 

 

 

 

وتابع الإمام الذهبي على ذلك ابن العماد الحنبلي فقال: هذا - يعني قول الحاكم - بغي وتخرص. 

وبالجملة فإن جمهور أهل العلم من اهل التاريخ و التراجم و من أهل اللغة والنحو مجمعون على وصف ابن قتيبة بالصدق و الثقة و الأمانة و النقل و السداد في الرأي والوجاهة في الموقف. 

وفي ضوء كل هذا أقول: إن ابن قتيبة في زمرة أهل السنة معدود، وفي مسلكهم مورود، وهو أجل من أن ينسب إلى الميل إلى بعض أهل الضلال و الابتداع، واسمى من أن يرمي بالكذب والتشبيه. 

قال محقق كتاب "القرطبي" : "و الحق أنه من أهل السنة، مؤيد لهم، وهو من الصدق، و الورع بالمكان الأسمى، و إلى ذلك ذهب أكثر العلماء" . 

و هكذا، نخلص إلى القول: 

إن القائلين بتجريح ابن قتيبة و اتهامه، كانت تعوزهم الحجة القوية و البينة الظاهرة، فقد بدا وظهر ان تعدد الأقوال لا بقدر و ان تكون مجرد دعاوى بغير دليل، مما أفقدها مصداقيتها. 

والحق أن ابن قتيبة من الراسخين في علوم اللغة و الشعر و الفقه و التاريخ و أيام الناس، كما تقدم. 

ولا يسعنى هنا إلا أن أقرر ما تقدم لي قوله: إن هذا الإمام من اهل الفضل و الثقة والصدق والأمانة. 

و حسب النظر في اقوال الفحول و الفطاحل عنه، فإنها قاضية بما قلته شاهدة لصفته و حسبنا الله و نعم الوكيل. 

 

[7] ذكر خبر وفاته: 

قضى ابن قتيبة الشطر الأكبر من حياته في "بغداد" يطلب العلم، و يتولى التدريس فيها، 

ويعكف على التضيق و التاليف. 

و تركها من قصير عمل خلالها قاضيا لمدينة "ديثور" بتزكية من الوزير أبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وزير المتوكل، و ابنه المعتمد، ولذلك قيل له: الدينوزي. 

ثم عاد من "ديثور" إلى بغداد، و أقام فيها حتى مات سنة 276 هـ، وفقا لما ذهب إليه كثير ممن ترجموا له، أذكر منهم (ابن كثير) (1) و (الذهبي) (2) و (ابن العماد الحنبلي) (3) و (السيواحي) (4) و (كارل بروكلمان) (5) و بمثل ذلك قال أبو القاسم إبراهيم بن أيوب الصائغ - تلميذ ابن قتيبة - فيما نقله عنه الخطيب في تاريخه (6) وقد قص قصة وفاته مفصلة، فهو أجدر بأن تكون روايته أثبت من غيرها، إذ هو أعرف بأمره و أبصر بحاله. 

ومن الغريب أن نجد أن الخطيب راوي هذه الرواية عن أبي القاسم الصائغ، يذكر في سنة وفاة ابن قتيبة أنها كانت سنة سبعين و مائتي (7) ، و كأنه لم يلق إلى هذه الرواية، وذلك ربما لانها لم تصح لديه لاسيما و ان الخطيب من رجال الحديث بل هو من المتمرسين في علوم الحديث و بصره بالحديث و علمه و رجاله لا يخفى. 

و بمثل ما ذهب إلأيه الخطيب هنا، قاله ابن النديم في فهرسته (8) ، و لم أرمي أهل التراجم من وافقها على ما ذهب إليه وجاء في "طبقات النحويين" لابي بكر محمد بن الحسن الابيدي المتوفى سنة 375 هـ: إن ابن قتيبة توفى سنة ست و تسعين و مائتي ". 

و لا شك أن"  تسعين "محرفة عن" سبعين " (9) .

هذا، و إذا كان أهل التراجم مختلفين في تعيين سنة وفاة ابن قتيبة، فإنهم متفقون على أن وفاته مانت بسبب هريسة أكلها، فأصابته حرارة، ثم صاح صيحة شديدة، ثم أغمى عليه إلى وقت صلاة الظهر، ثم اضطرب ساعة، ثم هدأ، ومازال يتشهد إلى وقت السحر، ثم مات (10) 

 

 

  • الاحد PM 02:36
    2021-07-25
  • 5975
Powered by: GateGold