المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413683
يتصفح الموقع حاليا : 201

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1627127393206.jpg

طعون الشيعة - الجزء الاول

طعون الشيعة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

نعم! نبي الله الصادق المصدوق الذي فضله الله على كافة خلقه، ومن فيهم من رسل الله وأوليائه، والذي امتدت رسالته على الكونين، وفرضت إمامته على الثقلين، ونيطت قيادته إلى يوم التناد ،وأقام الله  به العدل في الأرض([1])  حيث يكون لواء الحمد بيده، وتحته يكون آدم ومن دونه من النجباء والأخيار.

1- عن أمير المؤمنين عليه السلام أن عفيراً حمارَ رسول الله صلى الله عليه وآله قال له: بأبي أنت وأُمي  يا رسول الله! إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيدُ النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار([2]).

فهذه من فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم  عند الشيعة, الحمار يخاطب رسول الله : بقوله فداك أبي وأمي! فهل هذه محبة؟ فهل يليق بمقام نبينا أن يروى في حقه مثل هذا الكذب والافتراء.

2- نقل الصدوِق عنِ الرضا عليه السلامِ في قوله تعالىِ: ]وَإِذْ تَقُولُ للذي أنْعَمَ اللَّه عَلَيْه وأَنْعَمْت عَلَيْه أَمْسكْ عَلَيْكَ زوْجكَ وَاتَّقِ اللًه وَتُخْفِي فِي نَفْسِكً مَا اللُّهُ مبْدِيهِ[ [الأحزاب:37]، قاَل الرضا مفسراً هذه الآية: "إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده، فرأى امرأته زينب تغتسل، فقال لها: سبحان الذي خلقك"([3]).  ونحن نتساءل هل ينظر رسول الله r إلى امرأة رجل من أصحابه، ويشتهيها، ويعجب بها، ثم يقول لها سبحان الذي خَلقك؟! أليس هذا طعناً برسول الله r؟!

3- عن أبي عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يُقَبِّلَ عرض وجه فاطمة([4]). "وكان يَضعُ وجهَه بين ثَدْيَيْها"([5]). ونحن نقول: قبح الله هذا الكذب والافتراء ففاطمة رضي الله عنها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول الله r وجهه بين ثدييها؟! فإذا كان هذا نصيب رسول الله r ونصيب فاطمة، فما نصيب غيرهما؟

4- عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر قال: فجلستُ بَيَنه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدتَ إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا عائشة([6]).

وجاء مرة أخرى فلم يجد مكاناً، فأشار إليه رسـول الله: ههنا - يعني خلفه - وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء: فجاء علي عليه السلام فقعد بين رسول الله وبين عائشة، فقالت وهي غاضبة: ما وجدتَ لإسْتِكَ – أي  دُبُرَكَ - مُؤَخِرَتِكَ - مَوْضعاً غير حجري؟ فغضبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يَا حُميراء، لا تؤذيني في أخي([7]).

وروى المجلسي أن أمير المؤمنين قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ليس له خادم غيري، وكان معه لحاف ليس له غيره، ومعه عائشة، وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره، فإذا قام إلى الصلاة - صلاة الليل - يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا([8]).

فهل يرضى رسول الله أن يجلس علي t  في حجر عائشة امرأته؟ ألا يغار رسول الله r على امرأته  إذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الذي لا يُعْتَبَرُ من المحارم؟ ثم كيف يرضى أمير المؤمنين ذلك لنفسه؟! قبحهم الله وقاتلهم الله في هذا الافتراء والطعن.

5- طعنهم في عرض النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه عائشة   واتهامها بالفاحشة: فقد آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أزواجه أبلغ الإيذاء حتى اتهموا في أخبارهم عائشة التي برأها الله من فوق سبع سماوات؛ وهي الصديقة بنت الصديق بالفاحشة، فقد جاء في أصل أصول التفاسير عندهم "تفسير القمي" هذا القذف الشنيع، ونص ذلك ما قاله علي بن إبراهيم في قوله: ]وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا( [التّحريم، آية:11]، ثم ضرب الله فيهما - يعني عائشة وحفصة زوجتي رسول الله - مثلاً فقال: ]ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا( [التّحريم، آية10] قال: والله ما عنى بقوله ]فَخَانَتَاهُمَا( إلا الفاحشة، وليقيمنّ الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان فلان يحبّها، فلمّا أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان: لا يحلّ لك أن تخرجين – كذا – من غير محرم فزوّجت نفسها من فلان([9]).

6- تفضيلهم الأئمة على الأنبياء والرسل: قال الخميني: "فإن للإمام مقاما محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل"([10]).

ولا عجب من كذبهم وافترائهم  فقد روى أئمتهم أن علياً وازن بين النبي r وبين نفسه فقال: "أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والرسل بمثل ما أقروا به لمحمد r، ولقد حملت على مثل حمولة الرب، وإن رسول الله r يدعى فيكسى، وادعى فأكسى، ويستنطق واستنطق، -إلى هذا نحن سواء-، ولقد أوتيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي. علمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني"([11]).

فالرسول العظيم عليه الصلاة والسلام يساوي علياً في خصائل، ولم يحصل له خصائل أخرى لأنه بشر، وأما علي فهو  فوق النبي لأنه  فوق البشر، ولعله ..؟ معاذ الله! وفعلاً قالوه حيث ذكروا عن علي رضي الله عنه أنه قال: "أنا وجه الله، وأنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن، وأنا وارث الأرض، وأنا سبيل الله، وبه عزمت عليه"([12]). وهذا ليس بمستعبد من القوم لأنهم تعودوا على ذلك، وتجرؤا على تصغير شأن نبي الله r مقابل علي t بل نقل الحويزي نقلاً من الصدوق أن الرسول لم يرسل إلا لتبليغ ولاية علي إلى الناس، ولو لم يبلغ ما أمر بتبليغه من ولاية علي لحبط عمله – عياذاً بالله -.

وإليك النص: روى الصدوق في "الأمالي" أن رسول الله قال لعلي: لو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي"([13]).

ولم لا يكون كذلك؟ والحال أنه لم يرفع ذكره – لا يؤاخذنا الله بنقل كفريات القوم – إلا بعلي، ولم يوضع عنه وزره إلا به، كما ذكر البحراني عن ابن شهر آشوب تحت قوله: ووضعنا عنك وزرك: أي  بعلي بن أبي طالب عليه السلام([14]).

وعن البرسي ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك، قرأها النبي r، وأثبتها ابن مسعود وانتقصها عثمان"([15]).

6- من أكاذيبهم الشنيعة الخبيثة عليه صلى الله عليه وسلم ما ينسبونه إليه زوراّ وبهتاناّ أنه قال: "من خرج من الدنيا ولم يتمتع ([16])جاء يوم القيامة وهو أجدع"([17]). وأقبح منه وأشنع ما افتروا عليه بأنه عليه الصلاة والسلام قال: "من تمتع مرة واحدة عتق ثلثه من النار ومن تمتع مرتين عتق ثلثاه من النار ومن تمتع ثلاث مرات عتق كله من النار"([18]).

فانظر إلى القوم ما أقبحهم وأكذبهم، وأبعدهم من الشريعة الإسلامية الغراء، وتعاليمها النقية البيضاء، وما أجرأهم على الملذات والشهوات التي أصبغوا عليها صبغة الدين والشريعة، وما أشجعهم على الافتراء على رسول الله الصادق الأمين، الناهي عن المنكرات، والمحترز المجتنب عن السيئات؟ والقوم لا يريدون من وراء ذلك إلا أن يجعلوا دين الله الخالد لعبة يلعب بها الفساق والفجار، ويسخر به الساخرون والمستهزؤن نقمة عليه التي ورثوها من اليهودية البغضاء التي أسست هذه العقائد وهذا المذهب، وإلا فهل من المعقول أن ديناً من الأديان يحرر متبعيه من الحدود والقيود ومن الفرائض والواجبات والتضحيات والمشقات، ويجعل نجاتهم من عذاب الله وفوزهم بنيل الجنة في طاعة الشهوات والملذات؟.

والشيعة أعداء أهل البيت وسيد أهل البيت وإمامهم محمد رسول الله r لم يكتفوا بهذا الكذب ولم يقتنعوا به، بل زادوا وبالغوا حتى بلغوا حد الإساءة والإهانة حيث زعموا أن النبي r قال: "من تمتع مرة أمن من سخط الجبار ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار ومن تمتع ثلاث مرات زاحمني في الجنان"([19]).

وليس هذا فحسب، بل صرحوا بأسماء أهل البيت وشخصياتهم الذين جعلوهم غرضاً لأسنتهم المشرعة، ولأسهمهم المطلقة، وسيوفهم المشهرة، وما أقبح التعبير وما أفظع الكذب والبهتان، فيفترون على نبي الله الطاهر المطهر صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: "من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين عليه السلام - الإمام الثالث المعصوم حسب زعمهم - ومن تمتع مرتين كان درجته كدرجة الحسن عليه السلام - الإمام الثاني المعصوم المزعوم - ومن تمتع ثلاث مرات كان درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي.

فانظر إلى الأكاذيب التي نسجت على رسول الله r، والافتراءات التي تقولت عليه، وإلى أهل بيت النبوة  كيف أهينوا وجعلوا مساوين لأهل الأهواء والهوس، وكيف عدلوا بالفسقة والفجرة؟ أو بعد ذلك يدعي القوم بأنهم يحبون أهل البيت وموالون لهم؟ هذا وللقوم شنائع في هذه المسألة وقبائح، وافتراءات وبهتانات على أهل البيت وسادتهم.

ومنها ما اخترعوه ونسبوه إلى محمد الباقر - الإمام الخامس عندهم - أنه قال: إن النبي r لما أسري به إلى السماء قال: لحقني جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد! إن الله تبارك وتعالى يقول: إني قد غفرت للمتمتعين من أمتك من النساء([20]).

8- من أكاذيبهم المضحكة المبكية عليه صلى الله عليه وسلم أنهم يروون عن جعفر الصادق أنه قال: لما ولد النبي r مكث أياماً ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه، فأنزل الله فيه لبنا، فرضع منه أياماً حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها"([21]).

ومثل ذلك ما ذكروا: "لم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يؤتى به النبي r فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث"([22]).

طعونهم في أنبياء الله عليهم السلام

إن القوم لم يتقولوا بمثل هذه الأقاويل، ولم يتفوهوا بمثل هذه الترهات ضد رسول الله r فحسب، بل قالوا بمثل هذه المقالات وأكثر بخصوص رسل الله السابقين وأنبيائه والمرسلين، فلقد تجرؤا على موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام حيث قالوا: إن جعفر كان أعلم منهما، فلقد أورد الكليني عن سيف التمار أنه قال: كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر، فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة، فلم نر أحداً، فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة! ورب البنية! ثلاث مرات – لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبئتهما بما ليس في أيديهما"([23]).

وأهانوا أولي العزم من الرسل، واختلقوا قصة غريبة، فقالوا: إن علياً لما ولد، ذهب رسول الله r إليه، ولكنه رآه ماثلاً بين يديه، واضعاً يده اليمنى في أذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنفية، ويشهد بواحدانية الله وبرسالته وهو مولود ذلك اليوم، ثم قال لرسول الله : اقرأ؟ فقال له: اقرأ – وبعده النص حرفياً -: لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله عز وجل على آدم، فقام بها شيث فتلاها من أول حرف فيها إلى آخر حرف فيها، حتى لو حضر بها شيث لأقر له أنه أحفظ له منه، ثم قرأ توراة موسى، حتى لو حضره  موسى لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ زبور داود، حتى لو حضره داود لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ إنجيل عيسى، حتى لو حضره عيسى لأقر بأنه أحفظ لها منه، ثم قرأ القرآن، فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير أن أسمع منه آية"([24]).

كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.

هذا ولقد قالوا إنه ينادي مناد يوم القيامة: "أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود عليه الصلاة السلام، فيأتي النداء من عند الله عز وجل: لسنا إياك أردنا، وإن كنت لله خليفة، ثم ينادي "مناد": أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة السلام، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل: يا معشـر الخلائق! هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه، وحجته على عباده"([25]).

وأهانوا رسل الله وأنبيائه حيث قالوا: إن نبي الله أيوب لم تتغير نعمة الله عليه إلا لإنكاره ولاية علي، كذلك صفي الله يونس عليه السلام لم يحبس في بطن الحوت إلا لإنكاره أيضاً، وكذلك يوسف وقبله آدم عليهما السلام.

فأورد الحويزي رواية في تفسيره أنه قال: "دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين، فقال: يا ابن الحسين! أنت الذي تقول: إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي، لأنه عرضت عليه ولاية جدي، فتوقف عندها؟ قال: بلى! ثكلتك أمك، قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين؟ فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدي! دمي في رقبتك، الله الله في نفسي ... ثم قال: يا أيتها الحوت! قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول" لبيك لبيك يا ولي الله! فقال: من أنت؟ قال: حوت يونس يا سيدي! قال: إيتنا بالخبر، قال: يا سيدي! إن الله تعالى لم يبعث نبياً من آدم إلى أن صار جدك محمد إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقي ما لقي آدم من المصيبة، وما لقي نوح من الغرق، وما لقي إبراهيم من النار، وما لقي يوسف من الجب، وما لقي أيوب من البلاء, وما لقي داود من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس! تول أمير المؤمنين"([26]). ومثلها أورد البحراني في مقدمة تفسيره "البرهان" عن سلمان أنه قال لعلي t: بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان! أنت حجة الله الذي به تاب على آدم، وبك أنجى يوسف من الجب، وأنت قصة أيوب وسبب تغيير نعمة الله عليه"([27]).

ونقل عن "معاني الأخبار" أن أبا عبد الله سئل عن قول علي t: إن أمرنا صعب مستعصب، لا يقر به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان، فقال: إن في الملائكة مقربين وغير مقربين، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين، فعرض أمركم على الملائكة فلم يقر به إلا المقربون، وعرض على الأنبياء فلم يقر به إلا المرسلون، وعرض على المؤمنين فلم يقر به إلا الممتحنون([28]).

وكذبوا عن أبي الأنبياء آدم صلوات الله وسلامه عليه: "أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، فتاب عليه، هي سؤاله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين([29]). فهذه هي عقيدة القوم التي يكنونها في صدورهم، ويخفونها في كتبهم، وهذه هي الإهانات التي يوجهونها إلى نجباء الله وأصفيائه، رسل الله وأنبيائه مع من فيهم سيد الرسل والأنبياء وإمام المرسلين بدعوى حب أهل البيت وموالاتهم.

إهانة أهل البيت

والحال أن أهل البيت سواء كانوا آل بيت النبي أو آل بيت علي لم يسلموا من سلاطة لسانهم، وبذاءة أقلامهم، وخبث باطنتهم.

طعونهم في علي بن أبي طالب t

هذا وعلي - الإمام والمعصوم الأول عندهم - شأنه شأن الآخرين، فلقد أهانوه، وصغروه، واحتقروه، ونسبوه إلى الجبن والذل، واتهموه بالتذلل والمسكنة.

1- قالوا: إن أبا بكر - رضي الله عنه - لما بويع بالخلافة، وأنكر علي خلافته، وامتنع عن بيعته فقال أبو بكر لقنفذ – هكذا يسمون عمر قاتلهم الله -: ارجع، فإن خرج و إلا فاقتحموا عليه بيته، وإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار، فانطلق قنفذ الملعون، فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي عليه السلام إلى سيفه، فسبقوه إليه وكاثروه، فتناول بعض سيوفهم فألقوا في عنقه حبلاً، وحالت بينه وبينهم فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله، ثم انطلق بعلي عليه السلام يعتل عتلاً - أي يجرجر عنيفاً – حتى انتهى به إلى أبي بكر - إلى أن قال - فنادى علي عليه السلام قبل أن يبايع والحبل في عنقه: يا ابن أم! إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني([30]).

فهذا هو علي بن أبي طالب في نظر الشيعة، وهكذا يصورونه جباناً، خائفاً، مذعوراً، ملبباً، وهو الذي اختلقوا فيه القصص، واخترعوا الأساطير، فيه، وفي قوته وشجاعته وطاقته وجرأته وبسالته.

2- وليس هذا فحسب، بل اتهموه بالجبن والهوان إلى حد قالوا فيه على لسان زوجته ابنة النبي r، فاطمة رضي الله عنها أنها لامته، وغضبت عليه، وطعنت، وشنعت عليه بعد ما طالبت فدك وتشاجرت مع الصديق والفاروق رضي الله عنهم أجمعين، ولم يساعدها علي في تلك القضية حسب زعمهم بل قالت له: يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الجنين، وقعدت حجرة الظنين .. إلى آخر ما قالته"([31]).

"وإن فاطمة عليها السلام لامته على قعوده وهو ساكت"([32]).

3- وأكثر من ذلك أنهم قالوا إن عمر بن الخطاب غصب ابنته ولم يستطع أن يمنعه من ذلك، فلقد قال الكليني أن أبا عبد الله قال في تزويج أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب: إن ذلك فرج غصبناه([33]).

وأيضاً: "إن علياً لم يكن يريد أن يزوج ابنته أم كلثوم من عمر، ولكنه خاف منه، فوكل عمه عباس ليزوجها منه([34]).

وهذا لا شك من أعظم الطعن في علي t، والله إن العربي ليموت دفاعاً عن عرضه، ويشرفه ذلك، ويمدح به، أعلي t وهو سيد من سادات الشرفاء، وسيد من سادات الأتقياء يقول ذلك فرج غصبناه؟ تُأخذ ابنته غصباً.

 هذا لا يمكن أن يكون من أدنى الأشراف منزلة، فكيف يكون من علي t.

هذا مع قول علي: إني والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت([35]).

وهو الذي يحكون عنه أن أبا وائلة يقول: كنت أماشي فلاناً، أي عمر كما صرح باسمه المجلسي في "حياة القلوب"، إذ سمعت منه همهمة، فقلت له: مه، ماذا يا فلان؟ فقال: ويحك أما ترى الهزبر القضم ابن القضم، والضارب بالبهم، الشديد على من طغى وبغى، بالسيفين والراية، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب، فقلت له: يا هذا هو علي بن أبي طالب، فقال: ادن مني أحدثك عن شجاعته وبطولته، بايعنا النبي r يوم أحد على أن لا نفرّ، ومن فرّ منا فهو ضال ومن قتل منا فهو شهيد والنبي زعيمه، إذ حمل علينا مائة صنديد تحت كل صنديد مائة رجل أو يزيدون، فأزعجونا عن طحونتنا، فرأيت علياً كالليث يتقي الذر وإذ قد حمل كفاً من حصى فرمى به في وجوهنا ثم قال: شاهت الوجوه وقطت وبطت ولطت، إلى أين تفرون؟ إلى النار، فلم نرجع، ثم كرّ علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت، فقال: بايعتم ثم نكثتم، فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن قتل، فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان ناراً، أو كالقدحين المملوءين دماً، فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا، فبادرت أنا إليه من بين أصحابي فقلت: يا أبا الحسن! الله الله، فإن العرب تكرّ وتفرّ وإن الكرة تنفي الفرة، فكأنه عليه السلام استحيى فولى بوجهه عني، فما زلت أسكن روعة فؤادي، فوالله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة([36]).

ورووا في شجاعة عليّ قصصاً كثيرة، منها ما رواه القطب الراوندي: "إن علياً بلغه عن عمر ذكره شيعته فاستقبله في بعض طرق البساتين وفى يد علي (ع) قوس فقال: يا عمر! بلغني عنك ذكرك شيعتي فقال: اربع على ظلعك فقال عليه السلام: إنك لههنا، ثم رمى بالقوس على الأرض فإذا هو ثعبان كالبعير فاغراً فاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه فصاح عمر الله الله يا أبا الحسن! لا عدت بعدها في شيء، وجعل يتضرع إليه فضرب بيده إلى الثعبان فعادت القوس كما كانت فمضى عمر إلى بيته مرعوباً([37]).

وأيضاً ما ذكره سليم بن قيس العامري الشيعي أن علياً شتم عمر وهدده بقوله: والله لو رمت ذلك يا ابن صهاك لأرجعت إليك يمينك، لئن سللت سيفي لأغمدته دون إزهاق نفسك فرمّ ذلك، فانكسر عمر وسكت وعلم أن علياً إذا حلف صدق، ثم قال علي (ع): يا عمر! ألست الذي هم بك رسول الله وأرسل إلي فجئت متقلداً بسيفي، ثم أقبلت نحوك لأقتلك فأنزل الله عز وجل: ]فلا تعجل عليهم إنما نعدّ لهم عداً[ قال ابن عباس : ثم إنهم تآمروا وتذاكروا فقالوا: لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حياً، فقال أبو بكر: من لنا بقتله؟ فقال عمر: خالد بن الوليد، فأرسلا إليه، فقالا: يا خالد! ما رأيك في أمر نحملك عليه؟ قال: احملاني على ما شئتما، فوالله! إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت، فقالا: والله ما نريد غيره قال: فأنى لها، فقال أبو بكر: إذا قمنا في الصلاة، صلاة الفجر، فقم إلى جانبه ومعك السيف، فإذا سلمت فاضرب عنقه، قال: نعم! فافترقوا على ذلك، ثم إن أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي (ع) وعرف إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلاء طويل، فندم على أمره فلم ينم ليلته تلك حتى أتى المسجد وقد أقيمت الصلاة فتقدم فصلى بالناس مفكراً لا يدري ما يقول، وأقبل خالد بن الوليد متقلداً بالسيف حتى قام إلى جانب عليّ وقد فطن عليّ ببعض ذلك، فلما فرغ أبو بكر من تشهده صاح قبل أن يسلم يا خالد! لا تفعل ما أمرتك، فإن فعلت قتلتك، ثم سلم عن يمينه وشماله، فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيب خالد وانتزع السيف من يده ثم صرعه وجلس على صدره وأخذ سيفه ليقتله واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالداً فما قدروا عليه، فقال العباس حلفوه بحق القبر لما كففت فحلفوه بالقبر فتركه وقام فانطلق إلى منزلهً([38]).

هذا ولقد بالغوا وأكثروا في شجاعته وقالوا: كان يملك من القوة حتى "إن علياً ركض برجله الأرض يوماً فتزلزلت الأرض"([39]).

وتزلزلت يوماً فركضها حتى سكنت كما يكذب الصافي: عن فاطمة عليها السلام قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر وفزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي عليه السلام، فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى باب علي عليه السلام فخرج عليهم غير مكترث لما هم فيه، فمضى واتبعه الناس حتى انتهوا إلى تلعة فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم علي: كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ فحرّك شفتيه وضرب بيده الشريفة، ثم قال: مالك اسكني، فسكنت بإذن الله، فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم الأول حيث خرج إليهم، قال لهم: فإنكم تعجبتم من صنعي؟ قالوا: نعم! قال أنا الرجل الذي قال الله: ]إذا زلزلت الأرض زلزالها* وأخرجت الأرض أثقالها* وقال الإنسان مالها[ : فأنا الإنسان الذي يقول لها: مالك، ]يومئذ تحدث أخبارها[ إياي تحدث([40]).

وأكثر من ذلك، أنه صرع إبليس يوماً بقوته الجبارة كما رواه ابن بابويه القمي في "عيون أخبار الرضا"([41]). ومثل هذا كثير.

وروى البرسي في كتابه لمّا وصف وقعة خيبر: وإن الفتح فيها كان على يد علي (ع) وإن جبريل (ع) جاء إلى رسول الله (r) مستبشراً بعد قتل مرحب، فسأله النبي (r) عن استبشاره فقال: يا رسول الله! إن علياً لما رفع السيف ليضرب به مرحباً أمر الله سبحانه إسرافيل وميكائيل أن يقبضا عضده في الهواء حتى لا يضرب بكل قوته ومع هذا قسمه نصفين وكذا ما عليه من الحديد وكذا فرسه ووصل السيف إلى طبقات الأرض، فقال لي الله سبحانه: يا جبرئيل بادر إلى تحت الأرض وامنع سيف علي عن الوصول إلى ثور الأرض حتى لا تنقلب الأرض، فمضيت فأمسكته فكان على جناحي أثقل من مدائن قوم لوط وهي سبع مدائن قلعتها من الأرض السابعة ورفعتها فوق ريشة واحدة من جناحي إلى قرب السماء وبقيت منتظراً الأمر إلى وقت السحر حتى أمرني الله بقلبها، فما وجدت لها ثقلاً كثقل سيف عليّ ... وفى ذلك اليوم أيضاً لما فتح الحصن وأسروا نسائهم فكان فيهم صفية بنت ملك الحصن، فأتت النبي (r) وفى وجهها أثر شجة، فسأله النبي (r) عنها فقالت: إن علياً لما أتى الحصن وتعسر عليه أخذه أتى إلى برج من بروجه، فهزّه فاهتز الحصن كله، وكل من كان فوق مرتفع سقط منه وأنا كنت جالسة فوق سريري فهويت من عليه، فأصابني السرير فقال لها النبي (r): يا صفية! إن علياً لما غضب وهزّ الحصن غضب الله لغضب علي (ع) فزلزل السماوات كلها حتى خافت الملائكة ووقعوا على وجوههم وكفى به شجاعة ربانية، وأما باب خيبر فقد كان أربعون رجلاً يتعاونون على سدّه وقت الليل، ولما دخل الحصن طار ترسه من يده من كثرة الضرب فقلع الباب وكان في يده بمنزلة الترس يقاتل فهو في يده حتى فتح الله عليه([42]).

ثم بعد هذا يظهرونه بأضعف وأذل ما يكون ؛ فقد روى  اليعقوبي الشيعي: وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار، وخرج علي ومعه السيف، فلقيه عمر، فصارعه عمر فصرعه، وكسر سيفه، ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله! فخرجوا وخرج من كان في الدار وأقام القوم أياماً ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع([43]).

فهل يعقل من مثل ذلك الرجل الشجاع الباسل، البطل الكمّيت أن يجبره أبو بكر على بيعته، وعمر على تزويجه من بنته، وعثمان على رضائه بتقديمه، وتسمية أبنائه بأسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين، ومعه من أهل بيته وأنصاره من معه؟!

4- علي t الذي رفض قبول الخلافة والإمارة حينما قدمت إليه بقوله: دعوني والتمسوا غيري: يهينونه بالكذب عليه، ويحطون عن مكانته ومقامه، ويصورونه في صورة  الحريص الذي يجري خلف المناصب ويسعى لأجلها مستعملاً في سبيلها كل الوسائل، والوسائل التي تأبى نفوس أبية شريفة اختيارها وإتيانها، نعم! يجعلونه كصاحب الهوس والهوى والأغراض ليستخدم للحصول عليها حسبه ونسبه وحتى زوجته وأولاده، فانظر إليهم وإهانتهم لسيد أهل البيت ماذا يقولون فيه في كتابهم، المعتمد الموثوق عندهم لما بويع أبو بكر، ووصل الخبر إلى مسامع علي، قال: إن هذا الاسم لا يصلح إلا لي، وسكت عنه يومه ذلك: "فلما كان الليل حمل علي فاطمة عليها السلام وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام، فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله r إلا أتاه في منزله، فناشدهم الله حقه، ودعاهم إلى نصرته، فما استجاب منهم رجل([44]). وهل هناك إهانة أكبر من هذه أن يقال عن مثل علي رضي الله عنه أنه حمل زوجته ابنة النبي على حمار، وأخذ سبطيه، وذهب إلى أبواب الناس يستعطفهم ويستنصرهم ويستجديهم؟

سبحان الله! ما أشنع الكذب وما أقبحه!

ثم زادوا على ذلك: إن علياً عليه السلام لما رأى خذلان الناس إياه، وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته([45]).

فلتلاحظ الكلمات والحروف، ولتكرر النظرة على هذه العبارة القصيرة حتى تعرف كيف يصورون عليا رضي الله عنه مطروداً مسترداً من قبل الناس أجمعين.

ولقد ذكر محدث القوم ابن بابويه القمي مثل هذه الروايات في كتابه حيث ذكر قصة طويلة أن أنصار علي وأعوانه القليلين كيف ردوا على أبي بكر، وامتنعوا عن قبول خلافته وإمارته، وتكلموا ضده جهراً وعلناً على رؤوس الأشهاد، فلما سمع أصحاب أبي بكر بذلك حضروا إليه: "شاهرين السيوف، وقال قائل منهم: والله! لئن عاد منكم أحد، فتكلم بمثل الذي تكلم به لنملأن أسيافنا منه، فجلسوا، أي أصحاب علي – في منازلهم، ولم يتكلم أحد بعد ذلك([46]).

5- أهانوا علي بن أبي طالب t حيث وصفوه بكل قبح، وأنه كان مفلساً فقيراً لا مال له, ولأجل ذلك رفضت فاطمة الزواج منه لما قدمه إليها أبوها، وهذا هو النص:

"فلما أراد - رسول الله r - أن يزوجها عن علي أسر إليها، فقالت ... إن نساء قريش تحدثني عنه أنه رجل دحداح البطن، طويل الذراعين ضخم الكراديس، أنزع، عظيم العينين، لمنكبيه مشاشاً كمشاش البعير، ضاحك السن، لا مال له([47]).

وفي رواية في "الكافي" أوردها الكليني تبين أن فاطمة رضي الله عنها لم ترض بعلي حتى بعد الزواج، ولم تقبله عن طيب قلبها، والرواية هذه: لما زوج رسول الله r علياً فاطمة عليهما السلام دخل عليهما وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فوالله! لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه، وما أنا زوجته، ولكن الله زوجك([48]).

وذكر الأربلي عن بريدة قال: قال رسول الله r: قم يا بريدة نعود فاطمة، فلما أن دخلنا عليهما أبصرت أباها دمعت عيناها، قال: ما يبكيك يا بنتي؟ قالت: قلة الطعم، وكثرة الهم، وشدة الغم – وفى رواية أخرى قالت: والله! لقد اشتد حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي([49]).

فهؤلاء هم القوم، وهذا هو دأبهم، وماذا يرجى ويتوقع من الذين يتطاولون على صحابة رسول الله، الصديق والفاروق وذي النورين وغيرهم من الأخيار الأطهار، والذين يجترؤن على رسل الله وأنبيائه وسيد المرسلين، أيحترمون علياً وأهل بيته؟ كلا! لا يمكن أن يكون كذلك.

 6- عن أبي عبد الله عليه السلام جعفر الصادق قال: أُتِيَ عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه، فأخذت بيضة وصَبَّت البياض على ثيابها وبين فخذيها، فقام علي فنظر بين فخذيها، فاتَّهَمَها([50]).

ونحن نتساءل: هل ينظر أمير المؤمنين بين فخذي امرأة أجنبية؟ وهل يُعْقَلُ أن ينقل الإمام الصادق هذا الخبر؟ وهل يقول هذا الكلام رجل أحبَّ أهل البيت؟

7- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قامت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين وهو على المنبر، فقالت: هذا قاتِل الأحبة، فنظر إليها، وقال لها: يا سلفع، يا جريئة، يا بذية ، يا مذكرة، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء، يا التي على هَنِهَا شيء بَيِّنٌ مُدلِيَ([51])

الهن: اسم الفرج في لغة العرب.

فهل يتلفظ أمير المؤمنين بمثل هذا الكلام البذيء؟ هل يخاطب امرأة بقوله يا التي على هنها شيء بين مدلي؟ وهل ينقل الصادق عليه السلام مثل هذا الكلام الباطل؟

8- تقدم أنهم  ذكروا عن علي t أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليـل، وعلي وعائشـة في فراش واحد وفي لحاف واحد([52]). ثم يذكرون في "الكافي"([53]): من وُجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما حد الزنا.

 

  • قال الخميني : فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل , وكان هدفه هو تطبيقه في العالم لكنه لم ينجح , وحتى خاتم الأنبياء r الذي قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة فإنه هو أيضا لم يوفق ..! انظر الكتاب الشيعي " مختارات من أحاديث وخطابات الإمام الخميني(2/42).
  • "أصول الكافي" (1/237).
  • "عيون أخبار الرضا" (ص113) لأبي جعفر محمد بن علي.
  • " بحار الأنوار" (43/44) لمحمد باقر المجلسي.
  • " بحار الأنوار" (43/78).
  • "البرهان في تفسير القرآن" (4/225).
  • كَتاب سليَم بن قيس (ص179).
  • "بحار الأنوار" (40/2) لمحمد باقر المجلسي.
  • هذا نصّ القمّي كما نقله عنه المجلسي في "بحار الأنوار" (22/240) وتفسير القمّي (2/377).
  • "الحكومة الإسلامية" (ص52)، منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى.
  • "الأصول من الكافي" كتاب الحجة (ص196، 197).
  • "رجال الكشي" (ص184).
  • "تفسير "نور الثقلين" (1/654).
  • "البرهان في تفسير القرآن" (4/475).
  • "البرهان في تفسير القرآن" (4/475).
  • ومن المقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمتع هو ولا آل بيته ,وليس من آل البيت ولد متعة , ولم تفعله سيدات آل البيت .
  • "تفسير منهج الصادقين" للملا فتح الله الكاشاني – فارسي (2/489).
  • "تفسير منهج الصادقين" (ص492) نقلاً من "حضرة من خصه الله باللطف الأبدي، خاتم مجتهدي الإمامية الشيخ علي بن عبد العالي روّح الله روحه" في رسالته التي كتبها في باب المتعة.
  • "تفسير منهج الصادقين" (2/393).
  • "من لا يحضره الفقيـه" لابن بابويـه القمـي الملقب بالصـدوق (3/463).
  • "الأصول من الكافي"، كتاب الحجة (1/458)ط/ طهران.
  • "الأصول من الكافي" (1/465).
  • "الأصول من الكافي" كتاب الحجة، (1/261).
  • "روضة الواعظين" (ص84)، لمحمد بن الفتال النيسابوري.
  • "كشف الغمة" (1/141).
  • "تفسير نور الثقلين" (3/435).
  • مقدمة "البرهان" (ص27).
  • "البرهان" (ص26).
  • "كتاب الخصال" لابن بابويه القمي (1/270) تحت عنوان "الكلمات التي تلقاها آدم من ربه".
  • "كتاب سليم بن قيس" (84-89).
  • "الأمالي" للطوسي (ص259)، "حق اليقين" للمجلسي (ص203، 204).
  • "أعيان الشيعة" (ص26)، القسم الأول.
  • "الكافي في الفروع" (2/141) ط/ الهند.
  • "حديقة الشيعة" لمقدس الأردبيلي (ص277).
  • ""نهج البلاغة" (ص452).
  • "تفسير القمي" (1/1414و115).
  • "كتاب الخرائج والجرائح" (ص20، 21).
  • "كتاب سليم بن قيس العامري" (ص256، 257).
  • "تفسير البرهان" مقدمة (ص74).
  • "الصافي" (ص571).
  • (2/72).
  • "الأنوار النعمانية" لنعمة الله الجزائري.
  • "تاريخ اليعقوبي" (2/126).
  • "كتاب سليم بن قيس" (ص82، 83).
  • "كتاب سليم بن قيس" (ص83).
  • "كتاب الخصال" للقمي (2/465).
  • "تفسير القمي" (2/336).
  • "الفروع من الكافي".
  • "كشف الغمة" (1/149،150).
  • "بحار الأنوار" (4/303).
  • "البحار" (41/293).
  • "البحار" (40/2).
  • "البحار" (7/181).

  • السبت PM 02:49
    2021-07-24
  • 1437
Powered by: GateGold