المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409067
يتصفح الموقع حاليا : 265

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1627121172641.jpg

نسـخ عــقـيـدة الإمـام المعصوم و عودته عند الشيعة الجعفرية الرافضة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

      إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ،  و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل لـه ، و من يضلل فلا هادي لـه ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله[1]… .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون   [ سورة آل عمران : 102 ] .

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً    [ سورة النساء : 1 ]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً   [ سورة الأحزاب : الآية 70 – 71 ] .

و بعد :

      إن بدعة ولاية الفقيه التي ظهرت داخل المسرح السياسي الشيعي المعاصر في إيران تبرهن على أن عقيدة الإمام  المعصوم و عودته باطلة شرعاً و عقلاً ؛ ذلك أن تلك البدعة تبين يأس الشيعة من رجوع إمامهم المزعوم  و بالتالي نسخ تلك العقيدة - الباطلة – عندهم بشكل عملي من خلال ما يسمى بولاية الفقيه .

فالإمامة عند الشيعة الإمامية تعتبر أس العقيدة و الشمس التي تدور حولها كواكب عقائدهم  الباطلة فهم يجعلون من الإمامة ركناً من أركان الإسلام و جزءاً هاماً من عقيدته .

جاء في أصول الكافي عن أبي جعفر أنه قال : بني الإسلام على خمس ، على الصلاة ، و الزكاة ، و الصوم ، و الحج و الولاية ، و لم يناد بشيء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع و تركوا هذه – يعني الولاية ) .[2]

فالشيعة الإمامية  جعلت الولاية أصلاً من أصول الإسلام و جزءاً هاماً من عقيدته محتجين بأنه ليس في الإسـلام أمراً أهـم من تعيين الإمام و لم يكن للنبي r - حسب زعمهم – أن يفارق الدنيا قبل أن يحسم هذا الأمر ، ذلك أن الإمامة نص من الله تعالى و هي ليست بالاختيار و الشورى بين أهل الحل و العقد كما هي عند أهل السنة و الجماعة .

و لما كان لابد لهذه الدعوة من أدلة فقد أكثر الشيعة منها لإثبات بدعتهم بالنص المؤول تأويلاً فاسداً تارة  أو بالهوى المسمى عندهم عقلاً تارة أخرى .

و سوف نبحث في هذا السفر في عصمة أئمة الشيعة الرافضة و أدلتها و الرد عليها كمبحث أول .

كما سأبحث في ولاية الفقيه و أدلته كمبحث ثان . ثم أختم بخاتمة أبين فيها نتائج بدعة ولاية الفقيه على الشيعة الرافضة و عقيدتهم في الإمام المعصوم و عودته .

و الله المستعان

 

 

 

 

 


المبحث الأول

في عصمة  أئمة الشيعة  الرافضة

و أدلتها  و الرد عليها

 

قبل إيراد أدلة الشيعة لإثبات عقيدتهم لابد من تعريف العصمة لغة واصطلاحاً عند أهل السنة و الجماعة و عند الشيعة الرافضة ، حتى يفهم القارئ هذا البحث فهماً تاماً - إن شاء الله تعالى .

تعريف العصمة :

العصمة في اللغة تعني المنع ، قيل عصمه يعصمه عصماً أي منعه و وقاه ، و اعتصم فـلان بالله أي امتنع بلطفه مـن المعصية .[3]

قال ابن قتيبة : عصم بمعنى منع و منه العصمة في الدين إنما هو المنع من المعاصي ) .[4]

أما العصمة في الاصطلاح عند أهل السنة و الجماعة ، فهي :  للأنبياء و ذلك للزوم أداء الرسالة و تبليغها .

و قد بينت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ذلك بقولها : ( الأنبياء و الرسل قد يخطئون ، و لكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم ، بـل يبين لهم خطأهـم ؛ رحمـة بـهم و بأممهم ، و يعفو عن زلتهم ، و يقبل توبتهم ؛ فضلاً منه و رحمة ، و الله غفور رحيم …  ). [5]

 

أما الشيعة الإمامة فقد عرفوا العصمة بأنها : قوة في العقل تمنع صاحبها من مخالفة التكليف مع قدرته على مخالفته ) [6].

و لا شك بأن هذا التعريف باطل لمخالفته لأصول اللغة و الشرع و العقل السليم .

نشأة فكرة العصمة :

إن فكرة عصمة الإمام عند الشيعة الرافضة ما هي إلا ردة  فعل شيطانية تجاه مخالفيهم في قضية خلافة علي رضي الله عنه لرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، لذلك كانت صفة ملازمة للإمام عندهم  .

قال الخلال عليه رحمة الله : إن محنة الرافضة محنة اليهود ، قالت اليهود لا تصلح الإمامة إلا لـرجل مـن آل داود و قالت الرافضة لا تصلح الإمامة إلا لرجل من ولد علي بن أبي طالب … ) [7].

و لذلك نرى التستري الرافضي يقول : ( الإمام قائم مقام النبي r و له الولاية العامة في الدين و الدنيا و ساد مسده ، فكما أنه شرط في النبي اتفاقاً فكذا في الإمام إلزاماً ) [8].

      و مع أن عقيدة العصمة الإمام و عودته تبدو في ظاهرها أمراً يتعلق بمباحث العقائد و الشرائع ، بيد أن حقيقتها ذات صلة متينة بالخلافة و أحقية أئمتهم بها ، و يعتبر الكليني في كتابه ( الأصول الكافي ) من أوائل الروافض الذين أسهبوا في بحث موضوع عصمة الأئمة و أسبغوا عليهم صفات لم يصلها حتى الأنبياء .

و قد برر الخميني هذه البدعة الكفرية  بقوله : ( لأن عصمة المعصوم إنما كانت بسبب المنزلة العالية و المقام المحمود الذي لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل ، و أيضاً بسبب خلافته التكوينية التي تخضع لولاياتها و سيطرتها جميع ذرات هذا الكون ) [9].

و يؤكد حقيقة صلة العصمة بثبوت الإمامة ما ذكره الدكتور موسى الموسوي وهو أحد علماء الشيعة المعاصرين من أن العصمة التي تتنافى مع العقل و المنطق ، و التي نسبت إلى الإمام كي يسد بها النقاش في محتواها على العقلاء و الأذكياء ، و يرغم الناس على قبولها ، لأنها من معصوم لا يخطئ . فهناك أمور نسبتها كتب الشيعة إلى الأئمة و امتلأت بها كتب الروايات الموقوفة عندهم مثل الكافي في الأصول و الوافي و الاستبصار و من لا يحضره الفقيه و غيرها و فيها الكثير من الغلو من أجل إثبات عقيدة العصمة [10].

و الجدير بالذكر أن الروافض اختلفوا في عصمة الأئمة هل هي من الله أو هي استعداد الإمام على الرغم من أن كثيراً من علماء الشيعة حرصوا على القول بأن الأئمة لا يوحى إليهم مثل الرسل ، بيد أن الشيخ المفيد في الاختصاص يثبت حتى الوحي لأئمة الشيعة ، و العياذ بالله .

قال في الاختصاص : عن أبي بصير قال : قال : سمعت أبا عبد الله يقول : لولا أنا نزداد لأنفدنا – أي نفد ما عندهم من علوم و معارف – فقد تزدادون فأخبره شيئاً ليس عند رسول الله r ؟ فقال : إذا كان ذلك أتى رسول الله r فأخبره . ثم أتى علياً فأخبره ، ثم إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب الأمر ؟ ) و في رواية أخرى تصرح بأن الأئمة يأتيهم الوحي كما يأتي للرسل تماماً و العياذ بالله .

      ( يأتي الملك رسول الله r فيقول : يا محمد ربك يأمرك كذا و كذا ، فيقول انطلق به إلى علي ، فيأتي به علياً ، فيقول : انطلق به إلى الحسن ، فلا يزال هكذا ينطلق به إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا ) [11].

     

 

 

        أدلة الشيعة الرافضة على عقيدة عصمة أئمتهم و الرد عليها :

 

      أتى الشيعة الروافض بأدلة نقلية و عقلية لإثبات عقيدتهم في عصمة الأئمة ،  و لعل أهم تلك الأدلة تتلخص بالتالي :

 

       أولاً – الأدلة النقلية :

رحم الله تعالى الإمام الشاطبي الذي قال : (  لا تجد مبتدعاً ممن ينتسب إلى الملة إلا وهو يستشهد على بدعته بدليل شرعي فينزله على ما وافق عقله و شهوته )) .

 

      وقد اعتمد الشيعة على كثير من الأدلة النقلية لتدعيم بدعتهم نوردها وفقاً لما يلي :

        أ – القرآن الكريم :

 

      1- قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (سورة البقرة : الآية 124) .

حاول الشيعة الرافضة الاستدلال بهذه الآية على أن إمامهم لا يكون إلا معصوماً ، لأن الله تعالى – بحسب زعمهم – لا يعطي عهده لظالم و الذي الإمامة أي الإمامة العظمى .

و غير المعصوم لابد و أنه ظالم لنفسه و لغيره و الله سبحانه عصم اثنين أن يسجدا لصنم و هما محمد r و علي رضي الله عنه ، فنال محمداً r الرسالة و علي رضي الله عنه الإمامة[12] .

 

     و قد رد أهل السنة و الجماعة على هذا الاستدلال المنحرف بقولهم :

      أن معنى إني جاعلك للناس إماماً أي أن الله تعالى قد جعل إبراهيم عليه الصلاة و السلام إماماً للناس في الإسلام و خصاله الحميـدة و التي هـي خصال الفطرة : ( الختان و الاسـتحداد و تقليم الأظافر و قص الشارب و نتف الإبط ) و الإمام هو الذي يقتدي به الناس في الخصال الحسنة و الله سبحانه و تعالى جعل إبراهيم إماماً في هذه الخصال يقتدي به من يريد رضى الله سبحانه و تعالى .

      أما قول إبراهيم عليه السلام : ( و من ذريتي ) فهو رجاء من إبراهيم إلى الله تعالى أن تكون كل ذريته أئمة هدى يدعون الناس إلى الله سبحانه وتعالى فأجابه الله سبحانه و تعالى أنه سيكون من ذريته الصالح و الطالح و لا يمكن أن ينال منصب القدوة الحسـنة إلا مـن كـان صالحـاً من ذريته عليه الصلاة و السلام [13].

      لذلك قال تعالى في كتابه العزيز : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ و َيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا و َأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )  ( سورة البقرة : الآية 132 ) .

      هذا هو العهد و هو الإسلام  الذي طلبه إبراهيم من ربه فلم يعطه الله سبحانه إلا للصالحين من ذريته و هذا هو قول الضحاك رضي الله عنه [14].

      2- قال تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) ( سورة المائدة: الآية 55) .

      استدل الشيعة الرافضة بهذه الآية الكريمة على أحقية علي بالإمامة بعد الرسول r حيث اعتبروا أن هذه الآية تدل على شرعية إمامة علي رضي الله عنه بعد النبي r [15] بل تمادى الشيعة بأن ادعوا الإجماع على ذلك ، حيث قال ابن المطهر الحلي الرافضي : ( اتفق المفسرون و المحدثون من العامة و الخاصة أنها نزلت في علي لما تصدق على المسكين بمحضر من الصحابة … ) [16].

      و للرد على هذه الشبهة نقول : إن هذه الآية لا تثبت شيئاً مما يدعيه الشيعة الرافضة ، لأن هذه الآية تخاطب مجموع المؤمنين ، و ليس علياً رضي الله عنه فقط .

       وقد سئل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب رضي الله عنهم عن معنى ( إنما و ليكم الله و رسوله ) هل هو علي بن أبي طالب ؟ فقال : علي من المؤمنين ؛ يذهب إلى أن هذا لجميع المؤمنين . قال النحاس : و هذا قول بين ؛ لأن " الذي " لجماعة )[17] . و بهذا يبطل قول الرافضة و حجتهم بالاعتماد على تفسيرهم الخاص لهذه الآية في أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة  .

 

      3- قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ( سورة الأحزاب : الآية 33) .

 

      بعد أن فشل الشيعة في إثبات بدعتهم من خلال الآيات السابقة لجؤوا إلى الآية 33 من سورة الأحزاب فقالوا : ( أن أهل البيت في الآية مقصورة على النبي r و على علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين ليصلوا بعد ذلك إلى أن الأئمة معصومين من جميع القبائح بحسب منطوق واستدلال الآية السالفة ، فالآية تقتضي المدح و التعظيم في ثبوت عصمة آل البيت و منهم الأئمة من جميع القبائح و الذنوب و الخطايا  [18] .

 

و للرد على هذا الادعاء نقول إن هذا التفسير الذي أخذ به الشيعة الرافضة يخالف ما ذهب إليه أهل اللغة في تفسير معنى الرجس و التطهير .

      أما الرجس فقد فسرها أهل اللغة بأنها تدور على إحدى المعاني التالية[19] :

 

  • القذر : و منه قول الرسول الكريم r : اللهم إني أعوذ بك من الرجس ...) .
  • العقاب و الغضب : ومنه قوله تعالى : ( و يجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) .
  • الأوثان : و منه قولـه تعالى : ( فاجتنبوا الرجس ) .
  • الشك : ومنه قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم ) .

 

 بعد أن مررنا على معاني الرجس عند أهل اللغة يتبين لنا أن معناها يدور حول القذارة المادية و المعنوية . فالرجس المادي مثل الغائط و البول و غيرهما أما الرجس المعنوي مثل الشك في الله و عبادة غيره .

 

 و عليه فلا يوجد أي رابط ما بين ما يدعيه الرافضة بعصمة أئمتهم و هذه الآية . لأن طهر أهل البيت يكون بعدم التبرج  تبرج الجاهلية و بإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و طاعة الله و رسوله وعند فعل كل هذه الأوامر يكون الطهر لكل أهل البيت بل لكل مـن يفعل هذه الطاعات ابتغاء لمرضاة الله سبحانه و تعالى .

 

و التطهير و إذهاب الرجس لا يعني العصمة – بحسب مفهوم الروافض – من الذنب على الإطلاق و الدليل على ذلك هو ورود التطهير في غير أهل البيت كما في قوله تعالى : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ( سورة التوبة: الآية 102-103) .

فهؤلاء القوم ارتكبوا بعض المعاصي فلو كان التطهير يعني العصمة من الذنوب لما أطلق على هؤلاء الذين اعترفوا بذنوبهم أن يأخذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم .

و انظر إلى قوله تعالى في سورة النمل : (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل:56) .

و لم تكن ابنتا لوط معصومتين مع أنهما من آل لوط الذين و صفوا بالتطهير و أرادوا إخراجهم ، فتطهير آل بيت النبي r كتطهير آل بيت لوط عليه السلام .

 

      و انظر إلى قوله تعالى في صحابة رسول الله r إذ قال فيهم : ( رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) ( التوبة : 108 ) .

 و لم يقل أحد من أمة الإسلام أن هؤلاء أو أحدهم كان معصوماً من الذنوب و الأرجاس المادية و المعنوية على الرغم من وصف الله سبحانه و تعالى لهم بأنهم يحبون أن يتطهروا و الله يجب المتطهرين .

 

       ب – السنة النبوية الشريفة :

 

      استدل الرافضة بالسنة النبوية الشريفة و كان استدلالهم ليس من باب التصديق و الإيمان بالسنة ، بل لأنهم و جدوا في بعض هذه الأحاديث شبه اعتقدوا أنها تساند بدعتهم فاحتجوا و استدلوا بها تدعيماً لبدعتهم في عصمة الأئمة و عــودة الإمام الغائب عنهم .

كما أوردوا أحاديث من طرقهم تظهر بدعتهم و سفاهتهم .

 

      و عليه سنورد أولاً أحاديث أهـل السنة ثم أحاديث الرافضة :

 

1ً- أحاديث أهل السنة :

 

احتج الشيعة الرافضة[20] بما رواه جابر عن سمرة عن رسول الله r : يكون اثنا عشر أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي أنه قال : كلهم من قريش ) [21].

و برواية عند الإمام مسلم عن جابر ، قال سمعت رسول الله r ، يقول : لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ) ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قـال : فقـال : كلهم من قريش ) [22] .

 

فالشيعة يحتجون بهذه الأحاديث لا لأنهم يؤمنون بأحاديث رسول الله r بل ، لأن فيها شبهاً توافق هواهم و بدعتهم .

 

بيد أن هذه الأحاديث الصحاح لا يمكن أن تكون حجة لهم أبداً للأسباب التالية :

 

  • إن هذه الأحاديث تنص على أن هناك اثني عشر أميراً و في رواية البخاري خليفة أي أن هؤلاء سيحكمون المسلمين حكماً فعلياً ومن يتتبع سيرة أئمة الشيعة يلاحظ أن معظمهم لم يحكموا حتى أنفسهم بل عاشوا محكومين و مطاردين في كثير من الأزمان و العصور .
  • إن هذه الأحاديث تقول : إن الإسلام سيكون عزيزاً و منيعاً ، و من ينظر في إلى حال أئمة الشيعة الاثني عشر و حال الإسلام تتفاوت عزته من عصر إلى آخر بل أن مهديهم مختبئ – حسب اعتقادهم - منذ قرون لا يستطيع أن يحمي نفسه ، فكيف لـه أن يحمي الإسلام و بيضته .
  • إن عزة الإسلام كانت في أعلى قمتها في عصر خلفاء بني أمية و بني العباس و بني عثمان أيضاً و ليس في عهد أئمة الشيعة الاثني عشر.

 

 

 

2ً – أحاديث الشيعة :

 

جاءت الشيعة الرافضة بأحاديث كثيرة تدعم بدعتهم ، بيد أن الطابع العام على هذه الأحاديث أنها منقطعة الإسناد و رواتها مجهولون أو فيهم من اشتهر بالكذب على رسول الله r أو مطعون في ديانته .

 

 قال الإمام الشافعي عليه رحمة الله : ما رأيت قوماً أشهد بالزور من الرافضة ) [23].

 

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله : ( اتفق أهل العلم بالنقل و الراوية و الإسناد ، على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ، و لهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب ) [24].

 

 ومن هذه الأحاديث ما روى الشيخ مفيد الرافضي في كتابه روضة الواعظين : ( إن الله أنزل جبريل على النبي r بعد توجهه إلى المدينة في الطريق في حجة الوداع ، فقال يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك : انصب علياً للإمامة ، ونبه أمتك على خلافته . فقال النبي r : يا أخي جبريل إن الله بغض أصحابي بعلي ، إني أخاف منهم أن يجتمعوا على إضراري فاستعف لي ربي . فصعد جبريل و عرض جوابه على الله تعالى . فأنزله الله تعالى مرة أخرى . و قال النبي r مثلما قال أولاً ، فاستعفى النبي r كما في المرة الأولى . ثم صعد جبريل فكرر جواب النبي r ، فأمره الله بتكرير نزوله معاتباً له مشدداً عليه بقوله : ( يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته ) فجمع أصحابه و قال : يا أيها الناس إن علياُ أمير المؤمنين و خليفة رب العالمين ، ليس لأحد أن يكون خليفة بعدي سواه . من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ) .

 

      و قد رد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله على هذا الحديث فقال : ( فانظر أيها المؤمن إلى حديث هؤلاء الكذبة الذي يدل على اختلاقه ركاكة ألفاظه و بطلان أغراضه و لا يصح منه إلا من كنت مولاه ، ومن اعتقد منهم صحة هذا فقد هلك ، إذ فيه اتهام المعصوم قطعاً من المخالفة بعدم امتثال أمر ربه ابتداء وهو نقص ، و نقص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كفر  ، و أن الله تعالى اختار لصحبته من يبغض أجلّ أهل بيته ، وفي ذلك ازدراء بالنبي صلى الله عليه وسلم و مخالفة لما مدح الله به رسوله و أصحابه من أجل المدح، قال الله تعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما ) واعتقاد ما يخالف كتاب الله و الحديث المتواتر كفر ، و أنه صلى الله عليه وسلم خاف إضرار الناس و قد قال الله تعالى : ( و الله يعصمك من الناس ) قبل ذلك كما هو معلوم بديهة و اعتقد عدم توكله على ربه فيما وعده نقص ، و نقصه كفر و إن فيه كذباً على الله تعالى ) و من أظلم ممن افترى على الله كذباً و كذباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن استحل ذلك فقد كفر ، و من يستحل ذلك فقد فسق، و ليس في قوله : من كنت مولاه ، أن النص على خلافته متصلة ، و لو كان نصاً لادعاها علي رضي الله عنه ، لأنه أعلم بالمراد ، و دعوى ادعائها باطل ضرورة ، و دعوى علمه يكون نصاً على خلافته و ترك ادعائها تقية أبطل من أن يبطل ) [25] 0

 

و أختم هذه الفقرة بقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة  : ( لا ريب أنهم متفقون على مخالفة العترة النبوية ، مع مخالفة إجماع الصحابة ، فإنه لم يكن في العترة النبوية – بنوا هاشم – على عهد  النبي r و أبي بكر و عمر و عثمان و علي من يقول بإمامة اثني عشر ، و لا بعصمة أحد بعد النبي - r - و لا بكفر الخلفاء الثلاثة ، بل و لا من يطعن في إمامتهم … ) [26].

 

و بعد أن بينت أدلة الشيعة النقلية و أظهرت ضعف حجتهم و استدلالاتهم لجؤوا إلى ما أسموه الحجج العقلية ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عقيدتهم الفاسدة :

 


ثانياً – الأدلة العقلية ( الشهوة و الهوى ) :

 

أتى الشيعة بأدلة أسموها عقلية[27] و هي في حقيقتها خليط مركب من الشهوة و الهوى يسير مع انحرافاتهم العقدية ، و شهواتهم الشيطانية ، ولعل أهم تلك الأدلة تتلخص بما يلي :

 

  • الإمام قائم مقام النبي - r - و لـه الولاية العامة في الدين و الدنيا و ساد مسده ، فكما أن شرط العصمة في النبي اتفاقاً ، فكذا في الإمام إلزاماً و بالجملة أن الأدلة على عصمة النبي r دالة على عصمة الإمام ، وهي انتفاء فائدة نصب الإمام أيضاً على تقدير عدم عصمته و للزوم التسلسل لو لم يكن الإمام معصوماً ...
  • إن الأمر باتباعه أمر مطلق . فلو وقع معصية لزم أن يكون الله آمراً لنا بفعل المعصية ، وهو قبيح عقلاً لا يفعله الحكيم تعالى ، لأن الإمام حافظ للشرع و كل من كان حافظاً للشرع لابد من عصمته .
  • أن الخطأ من البشر ممكن ، فإذا أردنا رفع الخطأ الممكن يجب أن نرجع إلى المجرد من الخطأ و هو المعصوم .
  • لو ثبتت عصمة الأمة ، لما كانوا بحاجة إلى إمام ، لأن الفكرة في وجوب وجود الإمام ترجع إلى صدور الخطأ عن المكلفين .
  • لو أن الأمة توجهت منزهة عن كل غرض و هوى للنفس لاختيار الإمام ، فإن الخطأ إذا كان جائزاً على كل مرد ، فقد جاز الخطأ على المجموع و بذلك تخطئ الأمة فلا تعطي المستحق و تختار غيره .

 

و لا شك أن هذه الأدلة التي سماها الشيعة بالأدلة العقلية من السهل جداً الرد عليها بما يلي :

 

الحقيقة أن هذه الأدلة الواهية قد أثارت على الشيعة موجة من النقد الممزوج بالاستخفاف و الاستهجان ، فأدلتهم واهية و لا تستند إلى عقل و لا نقل حتى قال ابن سلام عليه رحمة الله : ( عاشرت الناس و كلمت أهل الكلام و كذا فما رأيت أوسخ وسخاً و لا أقذر قذراً و لا أضعف حجة و لا أحمق من الرافضة ) [28].

 

ذلك أن قولهم أن الإمام قائم مقام النبي و أن الإمام معصوم إلزاماً ، فهذا القول لا يسانده دليل لا شرعي و لا عقلي ذلك أن النبي مؤيد بالوحي إذا أخطأ لا يقره على خطأه بل يصوبه ، أما غير النبي فإن وقوع الخطأ وارد في حقه دون تصويب إلا من بطانته الصالحة إذا كان لـه تلك البطانة . و من يعتقد أن الإمام مؤيد بالوحي فإنه يجعله نبياً وهذا كفر مخرج مـن الملة و العياذ بالله تعالى .

 

أما قولهم أن الإمام المعصوم يحمي الأمة من الوقوع بالخطأ فهذا القول أثبت التاريخ عدم صوابه ، فمن يقرأ التاريخ يرى أن الشيعة أكثر الفرق الإسلامية تفرقاً و تشرذماً و خرقاً للإسلام و أصوله ، دون أن تحميهم حجة عصمة أئمتهم بل تفرقوا إلى فرق كل واحدة تلعن أختها .

 

أما اعتقاد أهل السنة و الجماعة القائم على كتاب الله و سنة رسول الله ، فقد حمى الإسلام و بيضته - بفضل الله أولاً و بفضل تمسكهم بحبل الله و سنة رسوله و إجماع أمته ، لاستحالة اجتماع الأمة الإسلامية على الخطأ و إن جاز خطأ بعض الأمة دون بعضها الآخر ، فإن هذا لا يفيد تعميمه على المجموع ، لقول الرسول الكريم r : ( لا يجمع الله هذه الأمة على ضلالة أبداً ، و يد الله على الجماعة ، فمن شذ شذ في النار ) [29].

و في رواية الطبراني : ( لن تجتمع أمتي على الضلالة أبداً ، فعليكم بالجماعة ، فإن يد الله على الجماعة ) [30].

 

و عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أمتي لا تجتمع على الضلالة ، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم ) [31].

 

و قد ناقش الإمام البغدادي الرافضة في بيعة الحسن لمعاوية رضي الله عنهما ، فقال : ( فإذا سئلوا عن بيعة الحسن لمعاوية لم يمكنهم أن يقولوا أنها كانت صواباً ، لأن هذا القول يوجب تصحيح ولاية معاوية و هو عندهم ظالم كافر ، و لم يمكنهم أن يقولوا أنها خطأ فيبطلوا عصمة الحسن ) [32].

و هكذا نرى أن البغدادي قد أبان أن ادعاء العصمة لأئمة الشيعة تفتقر إلى أي دليل شرعي صحيح أو عقلي قويم ، بل أن أفعال و أقوال آل البيت تدل على خطئهم و اعترافهم بذلك ، وهذا بلا شك موافق لعقيدة أهل السنة و الجماعة و مخالف لمذهب الرافضة في عصمة الأئمة .


المبحث الثاني

 

في ولاية الفقيه و أدلتها :

 

بعد أن بسطنا القـول بعصمة أئمـة الشيعة و بينت بدعتها و ضلالها ، نبحث في بدعة معاصرة سماها أصحابها بولاية الفقيه .

 

فالرافضة تعتقد أن الإمام لابد أن يكون معصوماً ، لأن إمامته راجعة إلى الله تعالى لا إلى اختيار الأمة ، لأن الأمة ليست معصومة عن الخطأ ، فكيف لها أن تختار معصوماً !

 

      و حيث أن الرافضة يرون هذا الرأي نلاحظ أن بدعتهم في ولاية الفقيه قد قلبت مفهومهم في الإمام المعصوم و عودته رأساً على عقب و خصوصاً بما يتعلق باختيار الأمة لإمامها أو نائبه و صلاحيات هذا النائب الذي ينسخ عقيدة الرافضة في انتظار الفرج عن إمامهم المزعوم الذي طالت غيبته مما جعل اليأس ، و الإحباط يملأ قلوب الرافضة و نقرأ هذا جليأ في قول الخميني : ( قد مر على الغيبة الكبرى[33] لإمامنا المهدي أكثر من ألف ، و قد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر ، في طول هذه المدة المديدة هل تبقى أحكام الإسلام معطلة يعمل الناس من خلالها ما يشاؤون ، القوانين التي صدع بها في الإسلام r و جهد في نشرها و بيانها و تنفيذها طيلة ثلاثة و عشرين عاماً ، هل كان ذلك لمدة محدودة ؟ هل حدد الله عمر الشريعة بمائتي عام مثلاً ؟ و هل ينبغي أن يخسر الإسلام بعد عصر الغيبة الصغرى كل شئ ؟ الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من الاعتقاد بأن الإسلام منسوخ ... ) [34].

     

      و من خلال مقالة الخميني الرافضي نستطيع أن نستنتج ما يلي :

 

  • أن غيبة إمام الرافضة المزعومة قد طالت و ربما تطول قروناً و لا بد من مخرج من هذا المأزق الذي وضعوا فيه أنفسهم جراء بدعتهم و مخالفتهم للإسلام و أصوله .
  • أن الرافضة قد أصابهم اليأس من طول الغيبة المزعومة و خصوصاً أنهم لا يملكون شيئاً أمام هذه العقيدة الفاسدة التي صاغها الشيعة الرافضة لأنفسهم .
  • أن عقيدة الشيعة قائمة على عدم تطبيق الأحكام الشرعية إلا بوجود الإمام المعصوم حتى أنهم قالوا : ( كل راية قبل راية القائم رضي الله عنه صاحبها طاغوت ) [35].
  • أن عقيدة انتظار خروج الإمام أدت إلى فساد المجتمع الشيعي لعدم وجود من يردعهم دينياً .
  • أن عقيدة انتظار خروج الإمام المعصوم أدت إلى نسخ الشريعة عند الشيعة ، لأن أحكام الشريعة عندهم لا تطبق إلا بوجود إمامهم المعصوم و هذا المزعوم غائب و لا يمكن معرفة تاريخ عودته إن كان سيعود أصلاً .

 

و أمام هذه الحقائق الواقعية حاول الخميني و من أخذ برأيه الخروج من هذا المأزق ببدعة جديدة أطلقوا عليها اسم  " ولاية الفقيه "

 

أدلة ولاية الفقيه  :

 

رحم الله تعالى الإمام الشاطبي الذي قال : (  لا تجد مبتدعاً ممن ينتسب إلى الملة إلا وهو يستشهد على بدعته بدليل شرعي فينزله على ما وافق عقله و شهوته )) .

 

و على هذا كان لابد لهؤلاء النفر أصحاب بدعة ولاية الفقيه من أدلة نقلية وعقلية لتسويغ بدعتهم و تمريرها على أتباع المذهب الشيعي الرافضي و من هذه الأدلة ما يلي :

 

أولاً - القرآن الكريم :

 

قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:58)

      قال الخميني مستدلاً بهذه الآية لتبرير بدعته : ( إن الخطاب موجه إلى من يمسكون الأمور بأيديهم ، وليس خطاباً للقضاة ، لأن القضاة جزء من الحكومة … ) [36].

 

      ثانياً – السنة المنسوبة إلى النبي r :

 

 و جاء القوم بحديث منسوب إلى النبي r يقول فيه : ( اللهم ارحم خلفائي – ثلاث مرات – قيل : يا رسول الله و من خلفاؤك ؟ قال الذين يأتون بعدي ، يرون حديثي و سنتي فيعلمونها الناس من بعدي ) .

 

و قد قال الخميني : ( أن المقصود بخلفاء الرسول أولئك الذين يسعون إلى نشر علوم الإسلام و أحكامه و لا علاقة لها بنقلة الحديث و رواته المجردين عن الفقه ، فالمقصود هم فقهاء الإسلام الذين يجمعون إلى فقههم و علمهم العدالة و الاستقامة في الدين … ليصل في نهاية المطاف إلى تبرير نظرية ولاية الفقيه و صلاحية الفقيه لتعمم جميع شؤون الحياة ) [37].

 

ثالثاً – أقوال منسوبة للإمام الغائب :

 

كما استدل أصحاب هذه البدعة  بتوقيع منسوب عن إمام الرافضة المغيب و الذي زعموا فيه أنه قال : ( و أما الحوادث الواقعة فارجعوا إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم و أنا حجة الله ) [38].

 

قال الهمداني الرافضي في شرح هذا القول : ( يتضح من التأمل و التدقيق في الرواية المذكورة ، التي هي الدليل لأساس على نصب الفقهاء في عصر الغيبة أن الفقيه الذي يأخذ روايات الأئمة و يتمكن منها ، يكون في موقعهم ، ليرجع الشيعة إليه في الأمور التي يجب أن يرجعوا فيها إلى الإمام ) [39].

 

صلاحيات الفقيه في ولايته :

 

بعد أن أورد فقهاء الشيعة أدلتهم من أجل تبرير و تشريع بدعة ولاية الفقيه ، اختلفوا في حدود و سلطات الفقيه الولي إلى اتجاهات ثلاثة [40] :

 

الاتجاه الأول : يرى أن للفقيه ولاية عامة ، فالفقيه هو نائب الإمام الغائب و له أن يملكه الإمام الغائب .

الاتجاه الثاني : يرى أن للفقيه ولاية خاصة فقط ، أي يملك سلطة الفتيا و القضاء ، و يملك إصدار الأحكام في الموضوعات العامة أو الخاصة فينفذ حكمه فيها ، كما ينفذ حكمه في القضايا الشرعية … و لكنه لا يملك الولاية العامة .

 

الاتجاه الثالث : هذا الاتجاه يسلب من الفقيه سلطة إصدار الأحكام في الموضوعات ، فليس له الحق في ذلك ، و لا يجب على الناس إطاعته فيها ، فلو أصدر حكماً في ثبوت هلال شهر رمضان ، فلا يجب على الناس الصيام ، لأن حكمه ليس حجة عليهم إلا إذا أوجب لهم الاطمئنان الذاتي .

 

و أمام هذه الآراء لمتكلمي الشيعة الروافض اختيار الخميني المبتدع هذه البدعة القائلة بالولاية العامة للفقيه .

 

إذ يرى الخميني أن سلطة الفقيه أثناء ولايته سلطة مطلقة ، لا تختلف أبداً عن سلطة الإمام المعصوم ، ولا حتى عن النبي r و يستند في ذلك إلى التوقيع المزعوم للإمام المزعوم ، الذي يقول فيه : ( أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم و أنا حجة الله ) .

 

فالخميني يرى أن الفقيه حجة على أهل زمانه و لا فرق بينه و بين الإمام الغائب مما يعني حقيقة أن عقيدة ظهور الإمام أو عدم ظهوره أصبحت تحصيل حاصل للشيعة الرافضة ما دام هناك من يطبق شريعة الشيعة .

و قد توقف الخميني طويلاً عند رواية سماها ( صحيحة قداح ) وهي قول الرسول الكريم r : (  العلماء ورثة الأنبياء )[41] ليثبت من خلالها ما يريد من أن المقصود بالعلماء في البيان النبوي هم الفقهاء ، و ليسوا الأئمة و أن منزلة العلماء مثل منزلة الأنبياء من حيث الطاعة و الامتثال لأوامرهم .

 

و مما قاله لتبرير بدعته : ( إن المقياس في فهم الروايات آخذ بظواهر ألفاظها ، هو العرف و الفهم المتعارف … و إذا رجعنا إلى العرف في فهـم عبـارة ( العلمـاء ورثة الأنبياء ) و سألنا العرف : هـل أن هذه العبارة تعني الفقيه بمنزلة موسى و عيسى عليهما السلام ؟

 

لأجاب : نعم ! ؟ لأن هذه الرواية تجعل العلماء بمنزلة الأنبياء ، و بما أن موسى و عيسى عليهما السلام من الأنبياء ، فالعلماء بمنزلة موسى و عيسى عليهما السلام ، و إذا سألنا العرف : هل أن الفقيه وارث رسول الله r ؟ لأجاب : نعم ... فورود كلمة الأنبياء بصيغة الجميع ، إنما يقصد به كل الأنبياء ... حتى لو نزلنا العلماء منزلة الأنبياء بوصفهم أنبياء ، فإنه ينبغي إعطاء جميع أحكام المشبه بهم للمشبه ) [42].

 

ثم يؤكد الخميني بدعته بقوله : ( أن جميع شؤون الرسول r قابلة للانتقال و الوراثة ، و من جملتها الإمارة على الناس ، و تولي أمورهم ، من كل ما ثبت للأئمة من بعده و للفقهاء من الأئمة … ) [43] .

 

      ثم ينتهي إلى البدعة التي تمناها ، فيقول : تبين لنا أن ما ثبت للرسول r و الأئمة فهو ثابت للفقيه ) [44].

 

و تبعاً لهذه المقدمات فإن الجاحد لولاية الفقيه يعتبر جاحداً للإمام المعصوم و الجاحد للإمام المعصوم يعتبر جاحداً لحقوق الله و الجاحد للحقوق الله يقع في حد الشرك الأكبر عند الشيعة الروافض .

 

و هذا ما عبر عنه الخميني عندما قال : ( إن الراد على الفقيه الحاكم يعد  راداً على الإمام ، و الرد على الإمام رد على الله ، و الرد على الله يقع في حد الشرك بالله ) [45].

 

و قد بين النراقي الرافضي في كتابه عوائد الأيام صلاحيات الولي الفقيه ، فقال : ( إن كلية ما للفقيه العادل تولية و لـه الولاية فيه أمران  :

 

أحدهما : كلما كان للنبي و الأئمة الذين هم سلاطين الأنام و حصون الإسلام و فيه الولاية و كان لهم ، فللفقيه أيضاً ذلك إلا ما أخرجه الدليل من إجماع أو نص أو غيرهما .

 

و ثانيهما : إن كل فعل يتعلق بأمور العباد في دينهم أو دنياهم و لابد من الإتيان به و لا مفر منه عقلاً أو عادة ، أو من حجة توقف أمور المعاد أو المعاش لواحد أو جماعة عليه و إناطة انتظام أمور الدين أو الدنيا ، أو شرعاً من حجة ورود أمر به … ) [46].

 

و مما سلف يتبين لنا مما نقلناه حول حدود بدعة ولاية الفقيه أن للفقيه ما للإمام المعصوم من صلاحيات و حدود و هذا الأخير كل ما كان للنبي من حدود و صلاحيات .

و السؤال الذي يطرح نفسه عند هذه النتيجة التي أرادها الخميني و من دار بفلك بدعته .

 

 ما هي الضمانات التي و ضعت لعدم انحراف و استبداد الفقيه أثناء ولايته و خصوصاً أن لـه صلاحيات و سلطات الإمام المعصوم بحسب ما يعتقد هؤلاء ؟ .

 

لا شك أن الروافض بهذه البدعة الجديدة قد خرجوا حتى  عن أس دينهم و معتقدات شيعتهم الأوائل . لا بل ضربوا بعرض الحائط أصول دينهم الذي يدور على بدعة الإمام المعصوم و عودته . و في معنى أوضح أن الشيعة الجدد قد نسخوا عقيدة الإمام المعصوم و عودته ، ليتلاقوا مع إخوانهم في النظرية و التطبيق الفرقة البهائية المعروفـة بالكفـر والفسـاد و الضلال .

 

ذلك أنهم قد قرروا أن حكم الفقيه هو بمثابة حكـم الرسول و حكم أئمتهم مع الفارق الذي ذكره الخميني إذ قال : ( أن عصمة المعصوم إنما كانت بسبب المنزلة العالمية و المقام المحمود الذي لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل ، و أيضاً بسبب خلافته التكوينية التي تخضع لولايتها و سيطرتها جميع ذرات هذا الكون ) [47].

فالخميني و غيره من شيوخ الرافضة يضع أئمة الشيعة فوق الأنبياء و هذا كفر بواح ، لا تأويل و لا تفسير حسن لـه ، عصمنا الله من هذا الاعتقاد و أمثاله  .

 

و الحقيقة أن الخميني و من قال بقوله يتلاقى مع البهائية  في بدعة ولاية الفقيه ذلك أن هذا الاعتقاد قد أدى إلى  نسخ عقيدة الإمام المعصوم و عودته فما الحاجة إلى ظهور الإمام الغائب و هناك من يتولى جميع صلاحياته فعلاً و لم يعد هناك أي ضرورة أو حاجة لعودته .

 

لذلك نرى أحد مراجع الشيعة ( الخوئي ) الذي عارض عقيدة ولاية الفقيه فأسس جمعية في إيران سماها ( جماعة الحجتية ) أي جماعة الإمام الحجة ، والتي ترفض الولاية من حيث المبدأ و تدعوا إلى الالتزام بمبدأ الانتظار حتى يظهر إمامهم الغائب [48].

 

كما نجد الشيخ محمد جواد مغنية الرافضي ينتقد ولاية الفقيه في كتاب أسماه ( الخميني و الدولة الإسلامية ) الذي قال فيه : ( إن التفاوت في المنزلـة يستدعـي التفاوت في الآثار لا محالة و من هنا كان للمعصوم الولاية على الكبير والصغير حتى على المجتهد العادل ، و لا ولاية للمجتهد على البالغ الراشد ، و ما ذاك إلا لأن نسبة المجتهد إلى المعصوم تماماً كنسبة القاصر إلى المجتهد العادل ) [49].

 

لذلك يصل جواد مغنية الرافضي ومن أخذ برأيه إلى نتيجة مفادها أنه : ( لا دليل على وجوب طاعة الفقيه كالإمام المعصوم ، رغم ورود أخبار تبين أن العلماء كالأئمة فالإنصاف يقتضي الجزم بأن مقام العلماء لنشر الأحكام الشرعية ، لا كون العلماء كالأنبياء و الأئمة المعصومين ) [50].

 

 


الخاتمة :

 

و مما سلف يتبين لنا النتائج التالية :

 

  • إن أصحاب عقيدة ولاية الفقيه يرون أن تولي الفقيه لمصالح الناس إنما هـو تنفيذ لأوامـر الله و رسوله و إمامهم الغائب المزعوم ، لأن الإمام عند الرافضة معين من قبل الله تعالى و حيث إن هذا الإمام غائب و أن رجعته غير معلومة ، فإن الفقيه نائب عـن ذلك الإمام الغائب فـي كل صلاحياته و مميزاته .
  • إن بدعـة ولاية الفقيه ما هي من حيث النظريـة و التطبيق إلا الابـن التوءم لعقيدة البهائية الذين يعتقدون أن إمامهم ناطق بعلم الإمام المستور و أنه الباب إليه .[51]
  • من خلال استقراء آراء مخالفي عقيدة ولاية الفقيه ( من الشيعة الروافض أنفسهم ) يتبين لنا أنه لا يوجد عند الشيعة ما يدل على وجوب طاعة الفقيه طاعة عامة مطلقة كطاعة إمامهم الغائب ومما يعني عدم شرعية ولاية الفقيه و بالتالي بطلان تأسيس ما يسمى بجمهورية إيران الإسلامية بحسب قواعد الشيعة أنفسهم .
  • إن إثبات عقيدة ولاية الفقيه تنتهي عند الشيعة إلى مساواة الفقيه بإمامهم المعصوم صاحب المقامات العليا التي تتغلب حتى على الأنبياء و هذا مخالف لكل منقول و معقول .
  • إن الفكر الشيعي المعاصر يعيش في مأزق خطير يتمثل فـي استحالة التوفيق بين بدعة الإمام المعصوم و عودته و بدعة ولاية الفقيه بصلاحياتـه المطلقة [52].
  • إن عقيدة الشيعة قائمة على أن الدولة الشيعية لا تقوم بشكل شرعي إلا بظهور الإمام الغائب مما يعني أن تلك العقيدة أصبحت من الأوهام الخيالية عند أصحاب بدعة ولاية الفقيه الذين ضربوا بعرض الحائط كل آمال الشيعة و تاريخهم في الإمام الغائب و عودته . ذلك أن إعطاء الحق للأمـة في اختيار الفقيه النائب عن الإمام الغائب يعتبر مناقضاً لأصول الشيعة في إنكارهم حق الأمة في اختيار إمامها باعتبار أن الإمامة لطف إلهي أوجبه الله على ذاته – و العياذ بالله تعالى – فلا يجـوز بأي حال من الأحوال فعله و هم الذين أنكروا على الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم – اختيارهم للخلفاء الراشدين بالشورى بين أهل الحل و العقد . و هاهم اليوم بعد كل هذه الفتن التي حاكوها ضد أهل السنة و الجماعة يعطون الحق للأمة في اختيار إمامها .

 

و أخيراً أختم هذا البحث بقول شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى عندما قال في الرافضة :

 

 ( هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً و ظلماً يعادون خيار أولياء الله تعالى ، من النبيين ، من السابقين الأوليين من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم و رضوا عنه – يوالون الكفار و المنافقين من اليهود و النصارى و المشركين و أصناف الملحدين ، …. ) [53].

 

( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) ( سورة البقرة : 286-285 )  .

 -----------------------------------------------

[1]  - هذه الخطبة تسمى عند أهل العلم بخطبة الحاجة ، و هي تشرع بين يدي كل خطبة ، سواء كانت خطبة جمعة أو عيد أو مـقدمة كتاب …إلخ .

[2] - أصول الكافي ، ج 2/18 و في الشافي شرح الكافي تصحيح لهذا الحديث عند عند الرافضة ، ج5/28. و الملاحظ أن أحاديث الشهادتين متواترة عند أهل السنة و الجماعة و أنها أحد مباني الإسلام  الخمسة و قد أسقطتها الشيعة الإمامية و أحلت بدلاً منها الإيمان بالولاية .

[3]  - مختار الصحاح ، ج1/183.

[4]  - التقريب لابن قتيبة ، ج1/324.

[5]  - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء ، ج3/264.

[6]  - الشيعة في عقائدهم و أحكامهم ، للكاظمي القزويني ، ص 322.

[7]  - السنة للخلال ، ج3/497-498.

[8]  - الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة ، ص 50.

[9]  - الحكومة الإسلامية ،ن ص47.

[10]  - الشيعة و التصحيح ، د. موسى الموسوي ، ص 82-83.

[11]  - الاختصاص للشيخ المفيد ، ص 307.

[12]  - انظر تلخيص الشافي ، ج 1/ قسم 2/253 – مجمع البيان للطبرسي ، ج1/457.

[13]   - انظر فتح القدير للشوكاني ، ج1/137-138- تفسير القرطبي ، ج2/108.

[14]  - تفسير القرطبي ، ج2/108.

[15]  - مجمع البيان ، ج2/182.

[16]  - منهاج الكرامة لابن المطهر الحلي ، ص147.

[17]  - تفسير القرطبي ، ج6/221.

[18]  - مجمع البيان للطبرسي ، ج1/50 .

[19]  - لسلن العرب ، ج 6/94- مختار الصحاح ، ج1/99. الغريب لابن قتيبة ، ج2/105.

[20]  - انظر مسائل خلافية حار فيها أهل السنة ، علي آل حسن ، ص 12و ما بعدها .

[21]  - رواه البخاري في صحيحه ، ج8/127.

[22]  - صحيح مسلم ، ج 2/1453.

[23]  - منهاج السنة ، ج 3/502. سنن البيهقي ، ج10/208.

[24]  - منهاج السنة ، ج1/59.

 [25] - رسالة في الرد على الرافضة لمحمد بن عبد الوهاب ، ص 6-7.

[26]  - منهاج السنة ، ج 3/406- 407.

[27]  - الصوارم المهرقة ، في جواب الصواعق المحرقة ، نور الله التستري ، ص 50.نظرية الإمام ، د. أحمد صبحي ، ص 116-119.

[28]  - السنة للخلال ، ج3/499.

[29]  - المستدرك على الصحيحين ، ج2/200.حلية الأولياء ، 3/37.

[30]  - المعجم الكبير ، ج12/447.

[31]  - اعتقاد أهل السنة ، ج1/105.

[32]  - أصول الدين للبغدادي ، ص78.

[33]  - يدعي الشيعة أن لإمامهم غيببة صغرى و غيبة كبرى أما الغيبة الصغرى : فالإمام احتجب عن عامة الشيعة دون نفر قليل سموا رواة الحديث إذ كانوا هؤلاء – حسب دعواهم – ينقلون إلى الإمام المزعوم مسائل الناس و مشاكلهم ، و يعودون بالأجوبة عنها . أما الغيبة الكبرى : فإن الإمام المزعوم احتجب عن جميع الشيعة العامة و الخاصة منهم  .

[34] - الحكومة الإسلامية ، للخميني ، ج23-24.

[35]  - أصول مذهب الشيعة الإمامية ، ج2/738.

[36]  - الحكومة الإسلامية ، ج 2/738 .

[37]  - الحكومة الإسلامية ، ص 60- 63- 69 .

[38]  - آراء في المرجعية الشيعية ، ص 65.

[39]  - آراء في المرجعية الشعية ، ص 65.

[40]  - آراء في المرجعية الشيعة ، ص 137-138.

[41]  - ففي مجمع الزوائد : عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله r العلماء خلفاء الأنبياء قلت له في السنن العلماء ورثة الأنبياء ، رواه البزار و رجاله موثقون ، ج 1/126.

[42]  - الحكومة الإسلامية للخميني ، ص 84-85.

[43]  - المصدر السابق ، ص 86.

[44]  - المصدر السابق ، ص 88.

[45]  - كشف الأسرار للخميني ، ص 207.

[46]  - آراء في المرجعة الشيعية ، ص 60.

[47]  - الحكومة الإسلامية ، للخميني ، ص 47.

[48]  - إيران من الداخل ، فهمي الهويدي ، ص 105.

[49]  - الخميني والدولة الإسلامية ، ص 61- 62.

[50]  - المصدر السابق ص 63.

[51]  - انظر تاريخ المذاهب الإسلامية ، محمد أبو زهرة ، ص 212.

[52]  - عقيدة العصمة بين الإمام المعصوم و الفقيه عند الشيعة ، د. محمد الخطيب ، ص 225.

[53]  -منهاج السنة النبوية ، ج1/20.

  • السبت PM 01:06
    2021-07-24
  • 1127
Powered by: GateGold