ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
ابحث الأن .. بم تُفكر
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
يتصفح الموقع حالياً 78
تفاصيل المتواجدون
من هنا الطريق
مجتمع المبدعين
الموالد
المادة
الموالد
جاء في جريدة الوطن الغراء تحت هذا العنوان ما نصه :
حضرات القراء أو المشتركين من عوام المسلمين وعلمائهم وفقرائهم وأغنيائهم ، لا تتوهموا أني مسيحي أو إسرائيلي أو بوذي ، لا وشرف الإسلام وذويه ما أنا إلا رجلاً مسلمًا ( كذا ) أبًا وأمًّا وجدودًا ، قد كنت في شبيبتي جاهلاً ، والشباب جنون لا أدري ما هو الدين ولا ما هي الفضيلة ، كنت أغضب إذا أرشد العالم إلى الحقيقة ، وأجاري الجهلاء في تسميته ( فيلسوف ) أي : غير مسلم حسب زعمهم ، مع أن المعنى بضد ذلك ، وأفرح وينتعش فؤادي من خزعبلات الجهلاء التي ما أضر العوام إلا الإصغاء إليها ، ولا أوقف الدين في أحرج المواقف إلا تقاعس العلماء وتركهم هؤلاء الجهلاء يخوضون صفوف الدين ، ويهددون حصونه بترهاتهم الكاذبة حتى مَنَّ الله عليّ بذرة من العقل ، وأبلغني من العمر التاسعة والعشرين ، وأرشدني إلى الطريق القويم ، فذهبت إلى طنطا في المولد الرحبي هذا العام ، ونظرت الموكب الذي يقوم به رجال الطرق والأشاير نظرة أفقدت حواسي من شر ما لاقيته من الخرافات التي أفضت بالدين الإسلامي في البلاد المصرية إلى هذه الدرجة ، لقيت اللصوص والمتفقهين يذكرون الله بألسنتهم وعيونهم تتغازل مع النساء ، وأفواههم ترسل واسع التقبيل إليهن . لقيت الفقهاء يرتلون آيات القرآن في الطريق ، لقيت الطبل والزمر يشنفان الآذان ، لقيت المغنيين ينشدون ( عزيز حبك ) ، و ( كان عقلك فين ) ، لقيت النساء حاملات أولادهن على أكفهن خلف المواكب يزغرتن كأن السيد يزف للختان أو للتأهيل . هل أصل الموكب يا حضرات العلماء كان كما نراه الآن ؟ وهل كانت هذه الخرافات موجودة فيه في الزمن السابق ، أم كان بخلاف ذلك ؟ وهل هذه البدع من ضمن واجبات الدين والسيد محتاج إليها أم لا ؟ أسئلة نوجهها إلى حضراتهم ونرجوهم الإجابة عليها ، وعن الباعث لتغاضيهم عن إبطال هذه العادات الخبيثة حتى نكتفي مؤنة تضاحك الغير علينا ولهم جزيل الفضل اهـ بحروفه .