ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
ابحث الأن .. بم تُفكر
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
يتصفح الموقع حالياً 80
تفاصيل المتواجدون
من هنا الطريق
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
المقالات

حاضر المسلمين يقبض الصدر، وقد يبعث على التشاؤم! ولكني واثق من أن هذه المحنة ستنجلي كما انجلت محن أخرى في أيام مضت..

عندما قرأت هذا السؤال أسرعت بالقول: لماذا لا يوجه هذا السؤال إلى الدينين السابقين عليه من الناحية التاريخية؟ هل أحدهما أو كلاهما حقق أهدافه، وفرض على العالم صبغته؟..

تقع المصائب والمشاكل عندما يفرط الإنسان فيما يجب عليه، أو يستهين بما يمنع منه.. فحوادث الطرق تنشأ غالباً من السرعة الزائدة عن الحد، أو من التوقف المباغت، أو من خروج المرء عن المسار المحدد له..

هناك جوانب في الحضارة الحديثة جديرة بالاحترام كله، بل أعتقد أنها امتداد أو انطلاق من الفكر المتحرر الراشد الباحث عن الحق، الحفي بالمعرفة، المستغل لأثمن مواهب الإنسان..

في مطالع البعثة المحمدية كان الرقيق واقعاً غير مؤلم ولا مستغرب ولا منكور.. وكانت جماهير الأرقاء تزحم المشارق والمغارب لا يأبه لهم أحد ولا يفكر في إنقاذهم مصلح..

الإسلام هو الوحي النازل على محمد صلى الله عليه وسلم ليوجه به الحياة إلى ربها، ويهدي الناس كافة إلى الصراط المستقيم.. أي إنه حقائق مقررة أولاً ثم أساليب متجددة في البلاغ والعرض، والحماية والدفاع..

بين العباد وربهم عقود تتصل بحقوقه جل شأنه، أو تتناول علاقة بعضهم ببعض، وقد تتناول علاقاتهم بالكون المسخر لهم، والأحياء التي ذللها لمنافعهم..

الذين خبروا الحياة في أوربا وأمريكا يؤكدون أن الأسرة وهم لا حقيقة له، وأنها في أفضل أحوالها تقوم بجزء تافه مما يجب تقوم به لإنشاء أجيال أزكى وأقوم..

في النشاط الإجتماعي للمرأة يمكن أن نعرف أبعاد هذا النشاط إذا ذكرنا أن قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشمل الرجال والنساء على سواء، وذلك ظاهر قوله تعالى: {وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ} [التوبة: 71].

إن الحاكم في مستدركه روى حديثاً موضوعاً حكم العالم الإسلامي أكثر من ألف عام، يقول هذا الحديث: لا تعلموا النساء الكتابة، ولا تسكنوهن الغرف.. أي إذا كان البيت مكوناً من طبقات لم يجز إسكان النساء في الطبقات العليا، حسبهن ظهر الأرض أو تحتها إن أمكن!!..

في قضية تعدد الزوجات أريد أن أسأل أولاً: هل الإسلام مبتدع التعدد مخالفاً بذلك الأديان التي سبقت؟ إن الأديان كلها، وثنية أو سماوية أباحت التعدد فلماذا يسأل الإسلام عنه ويؤاخذ به؟..

قبل بضعة أسابيع من معركة بدر وقع حدث دلالته العميقة في صلة المسلمين بأهل الكتاب. فقد كان بيت المقدس القبلة التي يتجه إليها أصحاب الأديان السماوية جميعاً.

ليس من قبيل المصادفات العارضة أن تروي آية فذة قصة الإسراء، ثم ينتقل السياق بغتة إلى تاريخ بني إسرائيل. وليس من قبيل المصادفات العارضة أن تسمى سورة الإسراء في بعض المصاحف سورة "بني إسرائيل".

البخل عاهة قديمة في الطبيعة البشرية، ترجع إلى حب المرء لنفسه وحرصه على مصلحته، وارتيابه في المستقبل ارتياباً يغريه بالإدخار، والجمع بعد الجمع!..

بين يدي العدد 38 الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية سنة 1981م عن الكحول والعقاقير المخدرة، وقد أجبت النظر في صحائفه فوجدتها ملآي بالنذر من ضراوة الخمر وفتم المخدرات، ووجدت دراسات طبية وإحصاءات احتماعية تثير التشاؤم بسبب كثرة السكارى والمدمنين!..

الصيام عبادة مستغربة أو منكورة في جو الحضارة المادية التي تسود العالم. إنها حضارة تؤمن بالجسد ولا تؤمن بالروح، وتؤمن بالحياة العاجلة ولا تكترث باليوم الآخر! ومن ثم فهي تكره عبادة تقييد الشهوات ولو إلى حين، وتؤدب هذا البدن المدلل وتلزمه مثلاً أعلى..

لا أرى كلمات أحق بالسماع وأولى بالتأمل من كلمات الأذان، ولا أرى داعياً أقرب إلى الرشد من المؤذن.. إن الكلمات الجهيرة المدوية في الآفاق، تذكير بالله وحقوقه، تذكير بالعمل الذي خلقنا من أجله، إنها مناشدة لأبناء آدم أن يعرفوا الصراط المستقيم ويثبتوا عليه، وأن يحذروا السبل المعوجة وينأوا عنها.

لابد من تمهيد لهذا الموضوع، والموضوع الذي يجيء بعده، نتحدث فيه عن الأوج الذي رفع محمد صحبة إليه، وثبتهم – صلوات الله وسلامه عليه – في رباه! لقد اتفق الدارسون لشخصية محمد علي أن قدراته الروحية خارقة للعادة

الصلاة جزء من النشاط الإسلامي فوق كل أرض يعمرها الإسلام، والمسجد هو السمة الأولى للحضارة الإسلامية في كل قرية أو مدينة.

الله اسم الذات، المختص به جل شأنه، لا يتسمى به غيره، فهو علم على المعبود بحق، الذي تعنو له السموات والأرض وما بينها، ونحن نرفض إطلاق اسم "وجود" أو "ديبه" على الذات الأقدس فلفظ "الله" وحده هو العلم الحقيقي.

في القرآن الكريم {ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ} [طه: 8] وفيه كذلك {وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180].

هذا ميدان شائك! لأنه يتصل بعالم الغيب، ودرايتنا به قليلة، وسأنقل خطواتي بحذر، مستهديا بما أملك من طاقة عقليه، وبما تيسر من تعاليم سماوية!..

لا ريب أن الفتوح الإسلامية كانت شيئاً خارقاً للعادات، ولو أنك سألت أعرابياً قبل بعثة محمد أو إبانها: هل تفكرون في غزو فارس أو الروم؟ تظن بك مسا!!.

يطن كثير من الناس أن هذا العصر ليس عصر الأديان، ما توحي له كلمة دين من تعصب خاص، وأفق محدود، ورباط بالماضي، وتجهم لما لم نألف..!! ويقولون: هذا عصر الإنسانية العامة، ذات المعالم المطلقة والانفتاح على الآخرين.

قبل أن ينتهي أجل الدنيا، وتتلاشى الحياة فوق هذا الكوكب ستقع أشياء كثيرة مثيرة! .. بعضها يتصل بالأمة الإسلامية التي كلفت بهداية العالمين وفرطت في هذا التكليف! وبعضها يمس الناس كلهم، الذين خلقهم الله لعبادته فأثروا عبادة أنفسهم، وجعلوا إلههم هواهم!..

التجارة باب عظيم من أبواب الثراء في الدنيا كما هي ميدان فسيح للنشاط العمراني، وتنقيل الخيرات بين أرجاء الأرض.

لا يرتاب عاقل في أن الإسلام منح الفرد حق التملك مادام السبب مشروعاً قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعَٰمًا فَهُمْ لَهَا مَٰلِكُونَ وَذَلَّلْنَٰهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} [يس:71-73].

سمعت كلمة من صديق عاش في أوربا ردحاً من الزمن عجبت لها ولم أنسها، قال: إن يوم إقرار الموازنة العامة للدولة يكاد يكون يوم عيد! الفرحة عامة، والبشر باد على الوجوه!

الإنسان ليس ملاكاً معصوماً، ومن ثم لا نستغرب وقوع الخطأ منه، وإذا أخطأ فلا ينبغي أن نبادر إلى قمعه بوحشية، وإظلام حاضره ومستقبله..

عندما يتخذ التعصب الديني قناعاً له من الحرية الفكرية فإن الأمر يستحق كل ازدراء ومن حق المسلمين أن يسألوا: لماذا نالت "إسرائيل" الرضا التام بوجودها وهي تقوم على أساس يهودي صرف؟ وترسم حدودها وفق مخططات التوراة؟

{إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]. هذه الآية أدل شيء على صفة أمتنا وفحوى رسالتها، إنها أمة أورثها الله كتابه وأوصاها أن تعمل به وتدعو إليه، وأن تجعل وجودها المادي والأدبي مربوطاً بحقائق الوحي الأعلى

الناس ترهب الحكم الديني لأمرين: الأول أنه قد يحرج مخالفيه في العقيدة، ويضيق عليهم الخناق، ويعدهم – بلغة العصر – مواطنين من الدرجة الثانية!

عندما ظهر الإسلام في العالم كانت هناك دول صغرى وكبرى، وأديان سماوية وأرضية، وفلسفات مزدهرة أو مدبرة، وشهوات فردية وجماعية، وهذه طبيعة المجتمع البشري من بداية التاريخ إلى عصرنا هذا مع تفاوت يسير.

للأجماع معنيان نحب أن نوضحهما: فهناك إجماع على حكم شرعي مستفاد بطريق القطع من كتاب الله تعالى، أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أن هذا الإجماع يعتمد على نص هو الذي أثبت الحكم الشرعي ويستوي في هذا النص أن يكون من الكتاب أو السنة، مادامت دلالته قاطعة!

وظيفة القانون في أي مجتمع أن يحرس عقائده وقيمه، وأن يحمي أفراده، ويصون حقوقهم المادية والأدبية وفق ما استقر بينهم من مباديء ومُثل!..

عندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لابن عمه عبدالله بن عباس دعوة ترفع شأنه وتعلى رتبته قال: "اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ".

يعلم المسلمون أن دينهم باق ما بقيت السموات والأرض، وأن به تبيان كل شيء يحتاج الناس إليه! أي إن كتاب الله وسنة رسوله هما النور المبدد لكل ظلمة، الكاشف لكل حيرة، وهما الدواء الشافي من كل علة والساد لكل خلة. .

هناك فرق بين حرية القول وحرية الشتم! وحرية العمل وحرية الإيذاء! أنا أقول ما أشاء وأفعل ما أشاء، ولكن تقف مشيئتي عندما تبدأ حرية غيري وحقوقه..

أئمة الفقه الإسلامي المشهورون أربعة، وقد كانوا قديماً ضعف ذلك مرة أو مرتين، بيد أن الذين رسخت مكانتهم وخلد ذكرهم أولئك الأربعة، الكبار أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل!

لا نستطيع إنكار المدى الكبير الذي بلغته الحضارة الحديثة في اكتشاف أسرار الكون! إنها حضارة ذكية العقل واسعة المعرفة، وقد طوعت ما بلغته إلى تقدم صناعي باهر طفر بالإنسانية طفرة رحيبة ورهيبة، في جميع المجالات المدنية والعسكرية..

إذ طال الكلام عن الدار الآخر فلا يأمن أحد! فإن توارث الذهول عنها أمات الشعور بها، حتى قال الحسن البصري عن الموت – وهو اول مراحلها – ما رأيت حقاً أشبه بباطل من الموت...!

يندر أن يكون المرء شريراً من جميع نواحيه، أندر من ذلك أن يكون – مع غلبة الشر عليه – شريراً في جميع الأوقات.

ظاهر أن الذي أوحى بهذا السؤال ما كتبه "داروين" عن أصل الأنواع، وما أعلنه من رأي في قضية النشوء والارتقاء.

لا يتعارض حديث مع كتاب الله أبداً! وما يبدو حيناً من تعارض هو من سوء الفهم لا من طبيعة الواقع، وذلك مثل حديث "لَا يَدْخُلُ أَحَدُكُمْ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ" وقوله تعالى: {ٱدْخُلُوا ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32].

القرآن الكريم هو كلام الله تبارك وتعالى، المسجل بين دفتي المصحف الشريف، وهو المعجزة التي أيد الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، وتحدى مكذبيه! وهو منقول بالتواتر، ومتعبد بتلاوته، ومعصوم إلى آخر الدهر من أي تحريف.

يوجد فارق ضخم بين تاريخ الإسلام – في نشأته الأولى – وتاريخ الدينين السابقين عليه، أعني اليهودية والنصرانية.. إن الإسلام تحول على عجل إلى دولة قائمة لها سلطات وطيدة

ذكرت في أكثر من كتاب أنه يستحيل أن يقع تناقض بين الدين والعلم، فإن العلم الصحيح وصف دقيق لجزء من ملكوت الله، والدين الحق توجيه آت من عند الله خالق هذا الملكوت، فكيف يحدث بينهما تكاذب؟

جلست يوماً أفكر: ما أنا بين الناس؟ قلت: واحد من ألوف مؤلفة تسكن هذه الأرض! سألت مرة ثانية: ما أنا بين من سكنوها منذ الأزل ومن يسكنونها آخر الدهر؟

لابد من دراسة الماضي والتفرس في أحداثه، فإن هذه الأحداث ليست ملكاً لأصحابها، وإنما هي ملك الإنسانية جميعاً، يدرسها الخلف ليستفيدوا منها العبر، ويستخلصوا منها النتائج، ويضعوها نصب أعينهم وهم يحططون للحاضر والمستقبل على سواء...

إن الطفل الذي يودع في أحد الملاجيء قد يفكر في أبيه عندما يكبر، وقد يبحث عنه، ولكن لا يجري في خاطره أبداً أنه جاء الدنيا من عدم، أو ظهر على الأرض من غير أب!!