ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
ابحث الأن .. بم تُفكر
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
يتصفح الموقع حالياً 58
تفاصيل المتواجدون
من هنا الطريق
مجتمع المبدعين
المواد

يدعي بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يملك القدرة على المناقشة والمحاجة، وأنه كان متهورا تنقصه الحكمة؛ ويستدلون على ذلك بأنه لم تكن لديه طريقة منظمة أو أفكار مرتبة في المجادلة، بل كان يقع كثيرا في التكرار المعيب

يشكك بعض المغالطين في ثبوت معجزة الإسراء والمعراج، والجزم بوقوعها بالكيفية التي يعتقدها المسلمون، ويرون أنها لا تخرج في مجملها - لما فيها من مجاوزة للعقل والواقع المألوف - عن أحد هذين الاحتمالين: إما أنها رؤيا منامية مستدلين على ذلك بقوله عزوجل

يطعن بعض المشككين في معجزة الإسراء والمعراج ويستدلون على ذلك بما يزعمونه من مخالفة بعض ما ورد فيها من أحداث لمقتضى المنطق أحيانا، أو لجملة ما عهد من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، أو لطبيعة ما اختصت به الجنة، وما اتسم به الغيب أحيانا أخرى

يطعن بعض المشككين في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كانت تعرض له حالات نسيان - لا سيما حين سحر - ذاهبين إلى أن نسيانه تكرر في شئونه الخاصة، فضلا عن صلاته. وهم يرمون من وراء ذلك إلى القدح في عقل النبي - صلى الله عليه وسلم - ووعيه بما يتنافى مع عصمته.

يدعي بعض المشككين أن معجزاته - صلى الله عيه وسلم - ما هي إلا حكايات أسطورية لا أساس لها. ويقولون: إن هذه المعجزات لا يقبلها العقل، كما أنها تخالف السنن الكونية، وقد اعترف بعض علماء التاريخ بأن ما نقل من معجزاته - صلى الله عيه وسلم - مجرد أساطير

يشكك بعض المغرضين في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم، ويستدلون على ذلك بالروايات التي تذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مات متأثرا بالسم الذي وضعته له المرأة اليهودية في ذراع الشاة التي أهدتها له

يتهم بعض الحاقدين النبي - صلى الله عليه وسلم - بفساد العقل، زاعمين أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يذكر أشياء لا تمت للواقع بصلة، ويثبت وجود ما لا وجود له حقيقة، ولا يقوم دليل مادي على ثبوته، ويستدلون على ذلك بأنه أقر بوجود الجن

يدعي بعض المغرضين أن إخباره - صلى الله عليه وسلم - بالغيب ليس معجزة، وليس خاصا به وحده، ويستدلون على ذلك بـما يزعمونه من أن علم الغيب هو مجرد علم كسائر علوم الناس، وأن كثيرا من الناس يعلمون الغيب من خلال اتصالهم بالجن ومناجاة الأرواح؛ فلا علاقة لعلم الغيب بالوحي

يدعي بعض المشككين أن خطأ النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض اجتهاداته يتنافى مع عصمته، ويستدلون على ذلك: بما كان منه - صلى الله عليه وسلم - حين مر بقوم يلقحون النخل، فقال: «لو لم تفعلوا لصلح، فخرج شيصا» [1]. ويرمون من وراء ذلك إلى الطعن في اجتهاداته صلى الله عليه وسلم؛ ب

ينكر بعض المشككين عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - من كيد الشيطان له، ويستدلون على ذلك بتأثر قلبه - صلى الله عليه وسلم - بوسوسة الشيطان؛ إذ يقر - صلى الله عليه وسلم - بذلك فيقول: «إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله كل يوم مائة مرة»

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قاصر الفهم؛ إذ إنه لقصر فهمه، وخمول بديهته ألجأ جبريل - عليه السلام - إلى أن يكرر فعل الأمر "اقرأ" على مسامعه ثلاثا عند أول لقاء به، وما كان أغناه عن ذلك التكرار لو كان المتلقي أذكى، وأسرع بديهة من النبي صلى الله عليه وسلم.

ينكر بعض المغالين سحر لبيد بن الأعصم للنبي صلى الله عليه وسلم، ويستدلون على ذلك بأن وقوع السحر عليه - صلى الله عليه وسلم - نقص وعيب ينافيان عصمته صلى الله عليه وسلم، وبأن القول بتعرضه للسحر يتعارض مع بعض آيات القرآن الكريم الثابتة في حقه صلى الله عليه وسلم

يدعي بعض المغرضين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مصابا بالجنون، وتنتابه حالات من الصرع، ويستدلون على ذلك بما وصفه به قومه من الجنون وفقدان العقل، وبأنه - صلى الله عليه وسلم - كان ضعيف البنية الجسدية مثله مثل سائر المصابين بالصرع

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتملص من مطالب المشركين واليهود؛ لأنه كان يفتقد تأييد الله له بالمعجزات، فلم يكن كغيره ممن سبقوه من الأنبياء والرسل، ويستدلون على ذلك بما زعموه من أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يستجب لمطالبهم حين طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزات حسية

يطعن بعض المشككين في عقيدته صلى الله عليه وسلم، زاعمين أنه لم يكن يعتقد أنه سيموت، ويستدلون على هذا بأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعين خليفة من بعده اعتقادا منه في الخلود والبقاء الأبدي في هذه الحياة

يدعي بعض المتوهمين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوشك على الوقوع في الفتنة، ويستدلون على ذلك بقوله - عز وجل - له: )وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا (73) ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا (74)( (الإسراء)

يزعم بعض الطاعنين أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يشك في كونه نبيا بعد نزول الوحي عليه؛ مستشهدين على ذلك بشكواه لخديجة، ورجوعه إلى ورقة بن نوفل عند نزول الوحي عليه أول مرة، وبتأخره في تبليغ الوحي حيرة منه - صلى الله عليه وسلم - في أمر نبوته. هادفين من وراء ذلك إلى إثبات أن شكه وحيرته يتنافيان مع عصمته.

ينكر بعض المغرضين عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل بعثته، مدعين أنه كان وثنيا على دين قومه قبل نزول الوحي عليه، ويستدلون على ذلك بأن الله وصفه بالضلال قبل بعثته في القرآن الكريم في قوله عز وجل: )ووجدك ضالا فهدى (7)( (الضحى)

يتهم بعض المغالطين النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه كان يعتقد أن الناس سيخرجون من الإسلام أفواجا، كما دخلوه أفواجا؛ مستدلين على ذلك بما زعموه من أنه - صلى الله عليه وسلم - بكى لهذا السبب؛ ويبرهنون على دليلهم بما نسبوه لجابر بن عبد الله

يدعي بعض المشككين أن أمر الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بالتقوى، ونهيه عن طاعة الكافرين والمنافقين والمكذبين، وكذلك نهيه عن التكذيب بآيات الله، وتحذيره من الشرك - كل ذلك يتنافى مع عصمته صلى الله عليه وسلم. ويستدلون على ذلك بقوله عز وجل: )يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين( (الأحزاب: 1)

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حاول الانتحار أكثر من مرة، ويستدلون على ذلك بأنه لما تأخر الوحي عليه فترة تتراوح ما بين سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات، حاول الانتحار بإلقاء نفسه من ذرا شواهق الجبال، وقد آنسه القرآن في قوله عز وجل: )ما ودعك ربك وما قلى (3)( (الضحى)

يزعم بعض الطاعنين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أثنى على أصنام قريش ومدحها، ويستدلون على ذلك بما جاء في بعض التفاسير من أنه - صلى الله عليه وسلم - لما قرأ قوله سبحانه وتعالى: )أفرأيتم اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى (20)( (النجم)

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شك في دينه وما هو عليه مما نزل إليه من وحي، ويستدلون على ذلك بقوله عز وجل: )قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين (24)( (سبأ)

يشكك بعض الطاعنين في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لعدم إيمان بعض أهله به وبدعوته، ولأن من أهله بعض فحول الكفر وطغاته، كما أن بيئته هي منبع الكفر، وكان ينبغي في زعمهم أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - من بيئة طيبة مؤمنة أي: يكون معصوما في نسبه حتى يكون أهلا لتلقي النبوة

يدعي بعض الطاعنين أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - افترى دعوته إلى الإسلام؛ رغبة منه في أن يعبده أتباعه ويقدسوه. ويبرهنون على وقوع ذلك بما يزعمونه من أن المسلمين قد صنعوا له صنما من ذهب وفضة، كانوا يحملونه في معاركهم, ثم زخرت المساجد من بعد بتماثيل له وصور, وكلها مظاهر تأليه دعا لها محمد - صلى الله عليه وسلم -، حين قرن طاعته بطاعة الله في القرآن

يدعي بعض المتوهمين أن القرآن الكريم أثبت وقوع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الذنب والمعصية، مما استوجب معاتبة الله - عز وجل - له واستغفاره، ثم عفوه بعد ذلك عنه، ويستدلون على ذلك بقوله - عز وجل: )عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2) وما يدريك لعله يزكى (3)( (عبس)

ينكر بعض المغالطين عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - ويزعمون أنها مستوحاة من النصرانية التي تؤمن بعصمة المسيح؛ بوصفه صورة لله ولا يجوز له أن يخطئ، ويرون أن ما قيل في عصمته - صلى الله عليه وسلم - إنما هو مما روجه علماء الكلام المسلمون؛ تنزيها للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأخطاء

يزعم بعض المشككين في نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ودعوته أنه كان ذا شخصية آسرة فذة ملكت على أصحابه مشاعرهم؛ لحسن سياسته لطبائعهم ورغباتهم، وأن نجاح دعوته إنما كان لأجل هذه السمات النفسية التي وهبت له، والتي هيأت له - من بعد - أن يدعو إلى نفسه نبيا فيصدقه من آمن به مأخوذا بحضور شخصيته وقوتها

يحاكم بعض المنكرين الطاعنين حقائق القرآن الكريم بمقررات الكتب المقدسة لغير المسلمين، وينتهي بهم ذلك إلى الطعن في إلهية القرآن لما يجدونه من تعارض بينه وبين الأناجيل المتداولة حول شخصية المسيح - عليه السلام - وأصل ذلك عندهم أن وحي لله - سبحانه وتعالى - لا يختلف في الأصول الاعتقادية الكبيرة،

يزعم بعض المغرضين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن حريصا على هداية قومه، ويستدلون على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - دعا على بعضهم، ويمثلون لهؤلاء بعقبة بن أبي معيط وأبي جهل وأمية بن خلف، وقد قتلوا جميعا كفارا يوم بدر

يدعي بعض الطاعنين أن سر نجاح دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - يتمثل في كون دينه مجددا وامتدادا لدين إبراهيم - عليه السلام - الذي كان العرب يجلونه ويعظمونه لبنائه البيت الحرام، وقد كانوا - على حد زعمهم - يميلون للعودة إلى دينه قبيل بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - وهم بذلك يشككون في دعوته - صلى الله عليه وسلم - وفي الأسباب الحقيقية لنجاحها.

ينكر بعض المشككين إلهية الوحي المحمدي وربانيته، ويستدلون على ذلك بوجود النسخ في أقواله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله، لا سيما في الأمور التعبدية، ويرتبون على ذلك وقوع التناقض في تشريعات القرآن على لسانه - صلى الله عليه وسلم -، ويمثلون لذلك بحدث "تحويل القبلة". هادفين من وراء ذلك إلى التشكيك في مصدر الوحي الإلهي؛ لوجود النسخ فيه.

ينكر بعض المتقولين ما كان من إرسال النبي - صلى الله عليه وسلم - الرسل برسائله إلى الملوك والأمراء، ويصمون رسائله تلك بالتزوير، مستدلين على ذلك بما يزعمونه من أنهم لم يعثروا لهذه الرسائل على أثر حقيقي في كتب هؤلاء الملوك وأولئك الأمراء. ويرمون من وراء ذلك إلى التشكيك في حرصه - صلى الله عليه وسلم - على عالمية دعوته بإنكار ما أرسله - صلى الله عليه وسلم - من كتب إلى ملوك الفرس والروم.

يذهب بعض المشككين إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أرسل رسائل إلى الملوك، ولكن أحدا منهم لم يرد، وفي هذا الصدد يشككون في موقف ملوك النصارى وتجاوبهم مع رسل النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقولون: إنه من غير المعقول أن يتعاملوا مع رسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسائله معاملة حسنة

يزعم بعض المغرضين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان داعيا اشتراكيا يهدف إلى تحقيق العدالة في المجتمع العربي، وليس رجل دين. ويستدلون على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - تشدد في الزكاة التي هي في حقيقتها ضريبة إلزامية بهدف توزيع الثروات على أفراد المجتمع. هادفين من وراء ذلك إلى الطعن في حقيقة دعوته، ونسبتها إلى الإصلاح الاجتماعي دون الوحي السماوي.

يزعم بعض المشككين أن رسائل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أباطرة الروم والفرس لم تكن تهدف إلى دعوتهم للإسلام، بقدر ما كانت حقدا دفينا واستنكارا لهيمنتهم وسيطرتهم على البلاد آنذاك. ويرمون من وراء ذلك إلى التشكيك في أغراض دعوته - صلى الله عليه وسلم - وحقيقة نبوته.

يزعم بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستطع بدعوته أن يغير شيئا في نفوس العرب، لا في أخلاقهم، ولا في مدنيتهم، مستدلين على ذلك بما يزعمونه من أن المجتمع العربي لم يتقدم تقنيا، ولم يتحضر، ولكنه ظل على حاله من التخلف الذي كان عليه قبل الإسلام.. وهم بذلك يطعنون في دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - نافين دورها الفعال في التقدم الإنساني - بشتى أنواعه - الذي أحدثته عند العرب.

يزعم بعض المشككين أن الدافع وراء إيمان أهل المدينة بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو غيرتهم من أهل مكة؛ وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما اجتمع بالناس في موسم الحج دعا إلى دينه أناسا من أهل يثرب كانت تأكل قلوبهم الغيرة من أهل مكة، فاستهواهم حديثه واعتقدوا أنه النبي المنتظر

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قسم حياته الدعوية إلى قسمين: قسم بمكة وقسم بالمدينة, ويزعمون أنه قصر الدعوة على القسم المكي، فكان رسولا في مكة يدعو الناس إلى الإسلام, وتحول في المدينة إلى قيصر العرب, ونفض يده من تبليغ الرسالة

يدعي بعض المغرضين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغير خططه الدعوية من تلقاء نفسه وفقا لظروف البيئة المحيطة به، ويستدلون على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - قدم الإسلام في مكة على أنه دين عربي محلي، وقدمه في المدينة على أنه دين عالمي

يدعي بعض الطاعنين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اختلق دين الإسلام، وألف كتابا مدعيا أنه كتاب سماوي يحوي شرائع الدين الذي لفقه، وقد استعان في ادعاء هذه النبوة وفي تأليف هذه التعاليم القرآنية بزوجته خديجة، وابن عمها ورقة بن نوفل، فالثلاثة جميعهم هم الذين لفقوا هذا الدين، واتفقوا عل ى تسميته بـ "الإسلام"، وتسمية كتابه بـ "القرآن"، وتنصيب محمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا لهذا الدين الجديد

يزعم بعض المغرضين أن الوحي القرآني نابع من ذات النبي - صلى الله عليه وسلم - ويستدلون على ذلك بما يتوهمونه من استحالة تشكل جبريل بالصورة البشرية، وأن الوحي في مجمله تصوير نفسي لشخص النبي - صلى الله عليه وسلم - وحياته بأفراحه وأحزانه وانفعالاته، كما أنه من استنباط عقله بما فيه من أفكار وآراء ومعلومات مدخرة صدرت منه في حال انفعال شديد، وقد ساعدته على ذلك نفس صافية هذبها بكثرة تحنثه في غار حراء

يدعي بعض المغرضين أن الحالات التي كانت تبدو على النبي - صلى الله عليه وسلم - حال تلقيه الوحي من إصابته بالرعدة[1] وسماع غطيط[2] له - هي حالات مفتعلة؛ إذ إن هذه الحالات قد وظفت لإضفاء أكبر قدر من القدسية على العلاقة بين الوحي والرسول - صلى الله عليه وسلم - كما أنها كانت ذات بعد سياسي جعلها المدخل الأعظم في تشكيل دولة الإسلام المعتمدة على القرآن

يطعن بعض المشككين في أمانة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ الوحي، مستدلين على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - بطبيعته البشرية خاف من عدم قبول الكفار للقرآن، فكتم منه ما يثيرهم، وأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يذكر أن دينه مكمل ومتمم للأديان الأخرى من اليهودية والنصرانية إلا بعدما شعر بحاجته إلى مجاراة اليهود والنصارى ومداراتهم

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تعلم أصول دينه من بعض رهبان النصارى، ويستدلون على ذلك بأنه اقتبس سورة الفاتحة من الإنجيل، حيث التقى - صلى الله عليه وسلم - بالراهب بحيرا أثناء رحلته مع عمه أبي طالب إلى الشام، وكذلك التقى بالراهب نسطورا أثناء رحلته في تجارته لخديجة إلى الشام. هادفين من وراء ذلك إلى التشكيك في مصدر الوحي المحمدي، وإلى القول ببشريته.

يدعي بعض المغالطين أن سلمان الفارسي بما كان عنده من علم بالعقائد والديانات التي تحول بينها قبل أن يهتدي إلى الإسلام - هو من علم محمدا - صلى الله عليه وسلم - القرآن، وجملة ما جاء به في الشرع والعقيدة وزعمه وحيا يوحى به إليه. وذلك ادعاء لا يقوم وحده، بل هو أحد المطاعن التي تطعن مجتمعة في نبوته - صلى الله عليه وسلم - وفي أن ما جاء به إنما هو وحي إلهي.

يزعم بعض المشككين أن القرآن لم يكن وحيا إلهيا، بل كان فقط نتيجة تأثره - صلى الله عليه وسلم - بالحنفاء الذين تأثروا هم الآخرون باليهودية والنصرانية، ورفضوا ما كانت عليه قريش من عبادة الأوثان؛ ويستدلون على ذلك بوجود ألفاظ في القرآن والسنة من شعر أمية بن أبي الصلت، ومعلوم أن أمية كان من شعراء الحنفاء المتأثرين باليهودية والنصرانية. هادفين من وراء ذلك إلى الطعن في مصدر الوحي المحمدي.

يزعم بعض المتقولين أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - أخذ بعض القرآن الكريم من اليهود، ويستدلون على ذلك بأن الحروف المقطعة الواردة في فواتح بعض السور مستوحاة من اليهود، وهي ذات معنى عندهم كانوا يستعملونها به. ويتساءلون: لم استعان النبي - صلى الله عليه وسلم - باليهود في كتابة الوحي؟! هادفين من وراء ذلك إلى إحاطة القرآن بشيء من تعدد المصادر، فبعضه عن اليهود، وبعضه خيال وهكذا يحاولون النيل من مصدر الوحي.

يزعم بعض المتقولين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستحسن أقوال كتبة الوحي فيقرها؛ فيدونونها في القرآن على أنها وحي إلهي، ويستدلون على ذلك بأن عبد الله بن أبي السرح كان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلما نزل قوله سبحانه وتعالى: )ثم أنشأناه خلقا آخر( (المؤمنون: 14), قال: "فتبارك الله أحسن الخالقين". فقال صلى الله عليه وسلم: اكتبها فكذلك نزلت

يدعي بعض المشككين أن بعض السور القرآنية جاءت عقب تدفق العبارات من فمه - صلى الله عليه وسلم - كالسيل الجارف، ويقولون: إنه نتيجة لهذا التدفق، تضيق العبارات، حتى تنتهي إلى كلمات مفردة أو مزدوجة لا معنى لها، ويمثلون لذلك بسورة التكاثر؛ إذ إن كلماتها من وجهة نظرهم لا معنى لها. هادفين من وراء ذلك إلى صرف الاهتمام إلى السؤال عن كون النبي مؤلفا جيدا أو لا، وفيه ما يدل صراحة على كون القرآن من تأليفه هو صلى الله عليه وسلم

يزعم بعض المشككين أن ما كان من رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل - عليه السلام - في الغار إنما كان رؤيا منامية، مستدلين على ذلك برواية لابن إسحاق تزعم أن أول ما نزل من القرآن كان مناما. ويرمون من وراء ذلك إلى التشكيك في أن الله - عز وجل - أوحى إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - والذهاب إلى أن ما كان يراه إنما هو طيف يخايله فيظنه وحيا ويحسب نفسه نبيا، وإنما هي رؤى اتفقت له بطول خلوته وانعزاله في غار حراء.

يزعم بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اقتبس بعض ألفاظ القرآن الكريم من العبرية والسريانية، ويستدلون على ذلك بما يزعمونه من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان على علم بالعبرية والسريانية، ويمثلون لذلك بما يتوهمونه من أن كلمة "فرقان" العربية الواردة في القرآن هي نفسها كلمة "فرقان" السريانية زاعمين أنه - صلى الله عليه وسلم - استخدمها في القرآن بنفس المعنى الذي استخدمت به الكلمة المقابلة في السريانية.

يزعم بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اقتبس بعض ألفاظ القرآن الكريم من العبرية والسريانية، ويستدلون على ذلك بما يزعمونه من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان على علم بالعبرية والسريانية، ويمثلون لذلك بما يتوهمونه من أن كلمة "فرقان" العربية الواردة في القرآن هي نفسها كلمة "فرقان" السريانية زاعمين أنه - صلى الله عليه وسلم - استخدمها في القرآن بنفس المعنى الذي استخدمت به الكلمة المقابلة في السريانية.

يزعم بعض المتقولين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان متصلا بالجن، وأن من كان يأتيه ويظن أنه جبريل الملك ما هو إلا شيطان كان يتمثل له على صورة جبريل - عليه السلام - ويبرهنون على ذلك بما كان من خلوته - صلى الله عليه وسلم - بغار حراء قبل البعثة، فإن ما كان ينزل عليه من وحي في تلك الخلوة ما هو إلا من تأثير مس الجن له صلى الله عليه وسلم. ويرمون من وراء ذلك إلى جعل الوحي شيطانيا محضا

يزعم بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان شهوانيا مزواجا محبا للنساء، وأنه كان شديد الميل لهن والولع بهن، ويستدلون على ذلك بما يزعمونه من أنه: • كانت له ست عشرة زوجة وسرية، ومع ذلك كان ينكح كل من وهبته نفسها، من غير تقيد بعدد.

ينكر بعض المشككين حادثة شق صدر النبي - صلى الله عليه وسلم - في صغره، ويستدلون على ذلك بأن شق الصدر يتنافى مع الطبيعة البشرية، كما أنه أمر خيالي غير معقول، ويدخل في باب تبديل سنن الله في خلقه، إن ثبتت صحته. وهم بذلك ينفون إخراج حظ الشيطان من قلبه - صلى الله عليه وسلم - بغية إنزاله منزلة عوام الناس، ونفي إرهاصات النبوة عنه في نشأته الأولى.

يطعن بعض المفترين في طهارة زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - السيدة عائشة - رضي الله عنها - معرضين بعفتها، زاعمين أنها انتهكت حرمة الزوجية وخانت النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الصحابي الجليل صفوان بن المعطل، ويستدلون على ذلك بأنها كانت - رضي الله عنها - زوجة رجل شيخ، ووجدت نفسها وحيدة في خلوة مع شاب، فهما أقرب للوقوع في الفاحشة

يزعم بعض المغرضين أن اثنتين من زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - هما عائشة وحفصة كونتا حزبا لصالح الحكومة الثلاثية المتمثلة في أبي بكر وعمر وأبي عبيدة، ويستدلون على ذلك بأن أبا بكر كان يعد لهذه المهمة التي أوكلها لابنته عائشة بدليل حرصه على زواجها منه صلى الله عليه وسلم؛ إذ فسخ خطبتها من جبير بن مطعم

ينكر بعض المغالطين انتساب النبي - صلى الله عليه وسلم - لإسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام -، ويشككون في زواج إسماعيل من قبيلة جرهم العربية، مستدلين على ذلك:

يشكك بعض الطاعنين في تاريخ مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعالم حياته قبل البعثة، ويستدلون على هذا بأن القرآن الكريم لم يسجل حدث مولده - صلى الله عليه وسلم - ولم يشر إليه، كما يزعمون أن اعتقاد المسلمين أن عام 570م (سنة ميلاده صلى الله عليه وسلم) هو عام الفيل ليس صحيحا تاريخيا

زعم بعض الطاعنين أنه - صلى الله عليه وسلم - خان أمهات المؤمنين في بيت السيدة حفصة - رضي الله عنها - حين أصاب[1] مارية القبطية - وهي سريته - في بيت السيدة حفصة، وفي يومها، ويتوهمون أن في قوله سبحانه وتعالى: )يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك( (التحريم: 1) ما يدل على زعمهم هذا. كما يستدلون على هذا بروايات منها: «أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما أصاب مارية القبطية "أم إبراهيم" في بيت حفصة

يستنكر بعض المغالطين زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من ابنة عمته السيدة زينب بنت جحش؛ متهمين النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه اشتهى زوجة ابنه([1]) (زيد بن حارثة)، وأنه أحل لنفسه تطليقها منه ليتزوجها هو؛ استجابة لغريزته وميله الشديد للنساء.

ينكر بعض المشككين لقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ببحيرا الراهب النصراني أثناء رحلته الأولى للشام في صباه، ويستدلون على ذلك بأن بحيرا هذا شخصية وهمية لا أصل لها، وبأنه إذا ثبت وجود بحيرا وصح لقاؤه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في صباه، فإن ما بشر به الغلام من بشارات النبوة أمر أقرب للعجب والضحك منه للإقناع والتصديق

يستنكر بعض المغالطين زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عائشة وهي - على حد زعمهم - طفلة - دون العاشرة - لا تقوى على الزواج، في حين أن عمره - صلى الله عليه وسلم - كان يربو على الخمسين عاما. ويرمون من وراء ذلك إلى اتهامه - صلى الله عليه وسلم - بأنه لم يراع إلا رغبته ومزاجه غير مبال بمشاعر طفلة - دون العاشرة - تلعب مع الصبية.

يزعم بعض المتقولين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان رجلا شهوانيا؛ مستدلين على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف على نسائه كلهن في ساعة واحدة من الليل أو النهار، وهن إحدى عشرة زوجة. رامين من وراء ذلك إلى وصمه - صلى الله عليه وسلم - بشهوانية لم تكن فيه.

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعاني من ضعف في إتيان زوجاته ومباشرتهن، ويستدلون على ذلك بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - شكا إلى جبريل قلة الجماع، فأمره أن يأكل الهريسة. ويتساءل هؤلاء ساخرين: لماذا يحسد اليهود محمدا على كثرة زوجاته كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: )أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله( (النساء: ٥٤).

يزعم بعض الطاعنين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفضل السيدة عائشة - رضي الله عنها - على سائر زوجاته، ويستدلون على ذلك بنزول الوحي عليه - صلى الله عليه وسلم - وهو في لحاف السيدة عائشة - رضي الله عنها - دون سائر زوجاته. كما أنه - صلى الله عليه وسلم - آثرها بأكثر من حقها في الرعاية والعناية بها؛ حتى إن زوجاته الأخريات غضبن من ذلك واعتبرنه ظلما لهن. ويتساءلون: أهكذا يكون عدل النبي - صلى الله عليه وسلم - بين زوجاته؟!

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مجهول النسب؛ ويستدلون على ذلك بأن العرب كانت تطلق كنية "ابن عبد الله" على من لا يعرف له نسب، وهو ما كان يدعى به النبي صلى الله عليه وسلم. مستدلين على هذا بأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يخبر بشيء عن مولده، ولا عن نسبه الشريف فيما أثر عنه من أقوال، وأن مولده - صلى الله عليه وسلم - ونشأته الأولى قد أحاطتهما هالة من الغموض.

ينكر بعض الأدعياء وجود شخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - زاعمين أنه خرافة اختلقها خيال طائفة من كتاب السير؛ أما التاريخ العام فلا يعرف رسولا اسمه محمد. هادفين من وراء ذلك إلى إنكار وجوده - صلى الله عليه وسلم - بوصفه حقيقة تاريخية ثابتة.

يدعي بعض المشككين أنه - صلى الله عليه وسلم - نشأ نشأة متواضعة اجتماعيا دفعته إلى التعديل من وضعه والارتقاء بمستواه الاجتماعي، فحرص على التجارة في مال خديجة - رضي الله عنها -، كما حرص على الزواج منها؛ لأنها من أعيان مكة، ثم أخيرا راح يضع خطة للإصلاح الاجتماعي، ودليل ذلك دعوته لتوحيد الدين واستقطاب الناس له.

يزعم بعض المغالطين أن روح الحقد، ورغبة الانتقام مثلتا الجانب الأبرز من سياسة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد انتصار بدر؛ ويستدلون على زعمهم هذا بما كان من إعدامه - صلى الله عليه وسلم - أسيرين من أسرى بدر. ويرمون من وراء ذلك إلى الطعن في مدى اتزان سياسته - صلى الله عليه وسلم - والتزامها بمقتضى ما يوجبه الدين الإسلامي من أحكام التعامل مع الأسرى.

يزعم بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالف ما شرعه لأمته من أحكام؛ مستدلين على ذلك بما يزعمونه من أنه - صلى الله عليه وسلم - أباح لنفسه أن يحد على زوجته خديجة بعد وفاتها، والحداد في الإسلام إنما هو للنساء دون الرجال. رامين من وراء ذلك إلى اتهام النبي بمخالفة تشريعاته؛ تشكيكا منهم في مصداقية تلك التشريعات، وصرفا للناس عنها.

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عاجزا عن الجهاد؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان صاحب رقة تمنعه منه، ويدللون على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يشارك في حرب الفجار - التي كانت بين العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم - وأنى له أن يشارك في الحرب وهو الفتى المدلل الذي لا عهد له بها ولا شأن له فيها ولا صبر له عليها على حد زعمهم. ويرمون من وراء ذلك إلى التشكيك في قدرته - صلى الله عليه وسلم - على الجهاد.

يدعي بعض المشككين أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يغري أهل بيته بالشفاعة فيتجرءون على المعصية؛ بدليل أن أم هانئ - بنت عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخت علي - رضي الله عنه - خرجت متبرجة قد بدا قرطاها،[1] فلما رآها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لها: "اعملي، فإن محمدا لا يغني عنك شيئا"؛ فشكت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أكد أن شفاعته ستنال كل المسلمين، فكيف لا تنال أهل بيته؟!

يزعم بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعان ببعض المشركين في القتال، ويستدلون على ذلك بما كان من استعانته - صلى الله عليه وسلم - بعبد الله بن أريقط في الهجرة - وهو مشرك - واستعانته - صلى الله عليه وسلم - بصفوان بن أمية - قبل أن يسلم - في حرب هوازن

يزعم بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عدل سياسته مع النصارى، وتودد لهم بعد استشعاره مدى قوتهم بعد غزوة مؤتة؛ ذاهبين إلى أن في قوله سبحانه وتعالى: )لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (82)( (المائدة)

يدعي بعض المغرضين أن سياسة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت مبنية على العدوانية والوحشية؛ ذاك أنه كان يسعى لتأسيس مملكة كبرى له في الجزيرة العربية؛ مستدلين على ذلك بما توهموه عدوانا حين قاتل النبي - صلى الله عليه وسلم - مملكة غسان، زاعمين أنه - صلى الله عليه وسلم - سلبها ونهبها وضمها إلى دولته. ويرمون من وراء ذلك إلى وصم سياسته - صلى الله عليه وسلم - بالعدوانية والوحشية؛ طعنا في كيفيتها، وتشكيكا في بواعثها.

يزعم بعض الطاعنين أنه - صلى الله عليه وسلم - اختلق أسبابا واهية لحرب اليهود، وطردهم ظلما من المدينة؛ ويستدلون على ذلك: بأنه في غضون سنوات قليلة أخرج كل الجماعات اليهودية من المدينة، واستولى على أرضهم، كما أنه - صلى الله عليه وسلم - خير يهود بني قريظة بين الدخول في الإسلام أو القتل

يزعم بعض المتقولين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عمد في بعض فتوحاته لأساليب غير مشروعة؛ ويمثلون لهذا بما يزعمونه من تآمر النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي سفيان لفتح مكة وتمهيده لهذا بمصاهرة سياسية اقترن فيها برملة ابنة أبي سفيان توطئة لإقناعه بتسليم مكة للمسلمين دون قتال مقابل ما سيمنحه إياه من خصوصيات وصلاحيات

يزعم بعض المشككين أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجامع زوجاته في المحيض، ويستدلون على هذا بقول عائشة - رضي الله عنها -: «كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها، ثم يباشرها».[1] وهذا ما يتعارض مع قوله عز وجل

يزعم بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وظف الغنائم بمهارة فائقة في تطويع أصحابه، مدعين أنه - صلى الله عليه وسلم - لما علم بمكانة الغنائم وأهميتها في قلوب صحابته؛ استغل هذا الجانب وأخذ يوزع عليهم الغنائم والأنفال والأسلاب؛ كي يكسب طاعتهم له. رامين من وراء ذلك إلى التشكيك في بواعث جهاد الصحابة من جهة، وإلى الطعن في حسن سياسة النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهة أخرى.

يزعم بعض المتوهمين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرم على نفسه ما أحل الله له؛ ترضية لبعض نسائه؛ ويستدلون على ذلك بقوله عز وجل: )يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم (1)( (التحريم)، متوهمين أن هذه الآية اعتراض من الله عليه وإنذار منه - عز وجل - له - صلى الله عليه وسلم

يزعم بعض المشككين أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان يقاتل المشركين لأغراض تجارية؛ ويستدلون على ذلك بدخوله - صلى الله عليه وسلم - في صراع مسلح مع قريش للسيطرة على الممرات التجارية والحصول على المال، وخروجه في غزوتي بدر الأولى والثانية حاملا تجارته معه. ويهدفون من وراء ذلك إلى التشكيك في بواعث جهاد النبي - صلى الله عليه وسلم - بغية إثبات أنها لم تكن من أجل نشر الإسلام، وإنما كانت لأغراض دنيوية.

يدعي بعض المغرضين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالف بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالخلافات الزوجية؛ ويستدلون على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - استثنى نفسه من الأخذ بمبدأ التحكيم، بوصفه حلا للخلافات الزوجية، والمشار إليه في قوله سبحانه وتعالى: )وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا (35)( (النساء)

يتهم بعض المشككين النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدم الحرص على الجهاد؛ مستدلين على ذلك بما يزعمونه من أنه - صلى الله عليه وسلم - توقف عنه - على الرغم من ضرورته - بعد غزوة أحد، بسبب ما أصابه - صلى الله عليه وسلم - من جروح في هذه الغزوة، فلم يخرج للجهاد إلا بعد ستة أشهر لما شفي من جروحه

يدعي بعض المشككين أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - اقتبس تعاليمه، وتشريعاته، وأوصافه الخاصة بالنساء من تشريعات باباوات الكنيسة؛ بدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - وصفهن بأنهن أكبر الشرور والفتن، التي أصيب بها الرجال، كما أنه أخبر أن مصير الكثرة الغالبة منهن إلى النار

يزعم بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أباح لنفسه مصافحة المرأة الأجنبية، مستدلين على ذلك بما يتوهمونه من أن قوله صلى الله عليه وسلم:«إني لا أصافح النساء» [1]، لا يفيد نهيا عاما مطلقا؛ فقد قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن بيعة النساء، فهو في زعمهم مخصوص بها لا يجاوزها ولا يكون حكما عاما

يدعي بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أباح لنفسه الخلوة بالأجنبيات في حين أنه حرمها على غيره من المسلمين، إذ إنه - صلى الله عليه وسلم - قد اختلى بامرأة من الأنصار وقال لها مغازلا: «والذي نفسي بيده، إنكم أحب الناس إلي مرتين». كما يستدلون على هذا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يختلى بأم حرام بنت ملحان

يزعم بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالف القرآن الكريم في مسألة التبني؛ ويستدلون على ذلك بما كان من تبنيه لزيد بن حارثة؛ الذي اختاره ليقيم معه، وكان الناس يدعونه زيد بن محمد، ففي الوقت الذي كان القرآن الكريم ينهى عن التبني في قوله تعالى: )ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما (5)( (الأحزاب)

يزعم بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كال بمكيالين حين فرض الجزية على نصارى اليمن والشام والعراق وغيرهم، وكاد يسقطها عن أقباط مصر. ويستدلون على ذلك بما يزعمونه من أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو بقي إبراهيم حيا ما تركت قبطيا إلا وضعت عنه الجزية»، مدعين أن ذلك ما كان إلا محاباة لهم ورفقا بهم تكريما لأم ولده السيدة مارية القبطية

يزعم بعض المشككين أن تشريع النبي - صلى الله عليه وسلم - عقوبة الزنا لم يكن بهدف الحفاظ على طهارة المجتمع الإسلامي وعفته، وإنما كان لرغبته - صلى الله عليه وسلم - في طمأنة جنوده - المجاهدين خارج المدينة - على سلامة بيوتهم وإناثهم أثناء غيابهم؛ كي لا ينصرفوا عن الغزو فتفسد خطته السياسية أمام انشغال جنده بمثل تلك الأمور

يدعي بعض المغالطين أن المجتمع الإسلامي الذي أقامه النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت تصل بين أفراده رابطة الدم على نحو ما كان في الجاهلية، وأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يرمي إلى إقامة مجتمع على أساس العقيدة الدينية التي يستبعد أن تكون أساسا للعلاقات بين أفراد المجتمع المسلم آنذاك.

يدعي بعض المغرضين أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - شرع من تلقاء نفسه بعض ما يتناسب وظروف بيئته فحسب، ممثلين لذلك بما كان من تشريع الزكاة، زاعمين أنه - صلى الله عليه وسلم - شرعها بغية القضاء على التفاوت الطبقي السائد في مكة آنذاك

يدعي بعض المغرضين تأثر تشريعات النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطور المدني بتشريعات اليهود، ويوردون في سياق الاستشهاد لهذا أنه - صلى الله عليه وسلم - اتبعهم في صيام يوم عاشوراء[1]، وأنه وافقهم في الصلاة؛ فصلى ثلاث مرات في اليوم والليلة في المدينة بعد أن كان يصلي مرتين بمكة.

يتهم بعض الطاعنين النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه كان يقدم الصلاة ويؤخرها عن مواقيتها تبعا لهواه، دون استناد إلى تشريع إلهي، مستدلين على ذلك بما توهموه من ظاهر الأحاديث التي تنص على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وكذلك المغرب والعشاء تقديما أو تأخيرا. ويرمون من وراء ذلك إلى التشكيك في ربانية التشريعات النبوية.

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان متأثرا في تشريعاته بالمجتمع البدوي، مستدلين على ذلك بنهيه - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة عند طلوع الشمس، زاعمين أن هذا النهي ليس في جملته إلا نتاجا طبعيا لمجتمع بدوي متخلف لا يعرف شيئا عن البكور للعمل

يزعم بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغير تشريعاته وفقا لما تمليه عليه الظروف، مستدلين على زعمهم هذا بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعمل على إعادة تكييف النظم المهجورة، حتى تتناسب وما يستحدث من المواقف، فلم يتبع نظاما معينا في التشريع، بل كان يصدر الأوامر حسبما تقتضي الظروف

يزعم بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تأثر بتقاليد الجاهلية، ويستدلون على ذلك بما يزعمونه من أن الوثيقة التي وضعها - صلى الله عليه وسلم - لحكم المدينة وتنظيم شئونها كانت وثيقة شبه جاهلية أكثر منها إسلامية؛ إذ لم تشر هذه الوثيقة إلى القرآن الكريم أو تعاليم الإسلام

يتهم بعض المغالطين النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه خالف ما شرعه من تحريم للرشوة؛ مستدلين على ذلك بتقديمه - صلى الله عليه وسلم - رشوة لمالك بن عوف - أحد زعماء ثقيف - حين رد عليه - صلى الله عليه وسلم - ماله وأهله وأعطاه مائة من الإبل بعد غزوة حنين، في حين كان - صلى الله عليه وسلم - يحرم الرشوة

يدعي بعض المشككين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالف ما شرعه لأمته؛ إذ لم يلتزم بتحريم الخمر؛ ويستدلون على ذلك بما يزعمونه من أنه - صلى الله عليه وسلم - شرب النبيذ في سقيفة بني ساعدة، حينما كان يخطب امرأة منهم، ويدعون أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ به عند فقد الماء