ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
ابحث الأن .. بم تُفكر
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
يتصفح الموقع حالياً 81
تفاصيل المتواجدون
من هنا الطريق
مجتمع المبدعين
المواد

يتوهم بعض المشككين أن هناك تناقضا بين قولهم ـ سبحانه وتعالى ـ: )فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين (30)( (القصص)، وقوله سبحانه وتعالى: )فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين (8) يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم (9)( (النمل)، وقوله سبحانه وتعالى: )فلما أتاها نودي يا موسى (11) إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى (12) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (13) إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري (14)( (طه).

يتوهم بعض المغالطين أن هناك تناقضا بين قوله ـ سبحانه وتعالى ـ: )إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون (28)( (الأعراف)، وقوله سبحانه وتعالى: )وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها( (الإسراء: ١٦)، ويتساءلون: كيف يتفي الله عن نفسه الأمر بالفحشاء في الآية الأولى، ثم يصرح بذلك في الآية الأخرى؟! ويرمون من وراء ذلك إلى الطعن في عصمة القرآن الكريم.

يتوهم بعض المغالطين وجود تناقض بين قوله سبحانه وتعال: )وتلك الأمثـال نضربهـا للنـاس ومـا يعقلهـا إلا العالمــون (43)( (العنكبوت)، وقوله سبحانه وتعالى: )وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (21) ( (الحشر)، ويتساءلون: كيف يذكر القرآن الأمثال في الموضع الأول للعلماء من الناس فقط، ثم يشير في الموضع الآخر إلى أنه يضرب الأمثال للناس جميعا؟! ويهدفون من رواء ذلك إلى القول بوجود تناقض في القرآن؛ ليثبتوا زعمهم أن القرآن من صنع البشر، ما دام فيه مثل هذا التناقض.

يتوهم بعض المغرضين أن هناك تعارضا بين بعض آيات القرآن الكريم؛ حيث يفهم من بعضها أن تذكير الناس لا يطلب إلا عند مظنة نفعه، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: )فذكر إن نفعت الذكرى(9)( (الأعلى)، بينما تفيد آيات أخرى وجوب التذكير مطلقا، سواء نفع أم لم ينفع، مثل قوله سبحانه وتعالى: )فذكر إنما أنت مذكر(21)( (الغاشية). ويتساءلون: كيف يقيد القرآن التذكير بشرط النفع في موضع، ثم يأتي في موضع آخر بإطلاقه من غير شروط؟! ويهدفون من وراء ذلك إلى الطعن في عصمة القرآن الكريم.

يتوهم بعض المغالطين أن هناك تناقضا بين قوله - سبحانه وتعالى -: )إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون (7)( (النمل)، وقوله - سبحانه وتعالى - )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى (10)( (طه)، وقوله - سبحانه وتعالى -: )إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون (29)( (القصص).

يتوهم بعض المشككين وجود تعارض بين قوله تعالى لإبراهيم - عليه السلام -: )قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (163)( (الأنعام)، وقوله - عز وجل - على لسان موسى - عليه السلام -:)وأنا أول المؤمنين (143)( (الأعراف)، وقوله - عز وجل - على لسان السحرة: )إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين (51)( (الشعراء).

يتوهم بعض المشككين أن هناك تناقضا بين قوله - عز وجل -: )فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا (17) قالـت إنـي أعـوذ بالرحمن منـك إن كنـت تقيـا (18) قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (19) قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا (20) قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا (21)( (مريم).

يتوهم بعض المغالطين أن هناك تناقضا بين قوله تعالى: )كنتم خير أمة أخرجت للناس( (آل عمران:١١٠)، وقوله - عز وجل -: )وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس( (البقرة:١٤٣)، ويتساءلون: كيف يثبت القرآن الخيرية لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم يقرر وسطيتها بين الأمم؟! ويهدفون من وراء ذلك إلى الطعن في القرآن وأنه ليس من عند الله.

والجواب عنه والله أعلم أن هذه الآية لما تقدمها قوله تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض

والجواب عنه والله أعلم: أن ابداء الشئ واخفاء خلافه فى المعتقدات صفة المنافقين وبها امتيازهم من غيرهم من الكفرة قال تعالى: "يخفون ما فى أنفسهم ما لا يبدون لك "،

للسائل أن يسأل فى هذه الآى عن شيئين أحدهما: ما وجه اختصاص كل آية من هذه الأربع بالوصف المذكور فيها الموجب لكونه تعالى لا يحب المتصف به؟

فالمعدود واحد والعدد واحد وقد اختلف المفسر للمعدود فورد فى سورة البقرة "سنابل " وبنيته فعائل من أبنية جمع الكثرة وفى سورة يوسف "سنبلات " وباب ما يجمع بالألف والتاء أن يكون للقيل ما لم يقتصر عليه أو يعرض عارض.

الأول: ما وجه التعريف فى قوله "بالمعروف " والتنكير فى الثانية فى قوله "من معروف "؟ والثانى: ما وجه خصوص الأول بالباء والثانى بمن؟ والثالث: ما وجه تعقيب الأولى بقوله "والله بما تعملون خبير " والثانية بقوله "والله عزيز حكيم "؟

ووجه ذلك والله أعلم: أن آية البقرة ترتبت على تصنيف المضرين بالزوجات واحتيالهم على أخذ أموالهن بغير حق ألا ترى إلى ما تقدمها من قوله تعالى

للسائل أن يسأل عن الفرق بين قوله " أو سرحوهن " وقوله " أو فارقوهن " واختصاص كل من الموضعين بما اختص به من ذلك.

قصص مختلفة وقضايا متغايرة فآية البقرة واردة على ما تقدمها من خطاب المؤمنين على العموم والتسوية فى قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة " ثم حذرهم بقوله: "فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات ".

والجواب عنهما معا أن آية البقرة نزلت لعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرض بالظلم والتنكيل لمن آمن به صلى الله عليه وسلم وطردوهم كل مطرد فأذن الله لرسوله فى قتالهم لظلمهم

وقد يجاب عن هذا والله أعلم بأن يقال: أن النهى عن مقاربة الشئ عنوان على تأكيد التحريم وتغليظه ولما كان قرب النساء بالمباشرة بالأجساد وما يجارى ذلك داعيا إلى المواقعة،

والجواب عن الآيتين الأوليين والله أعلم أنه لما تقدم قبلهما فى السورة نفسها قوله تعالى: "ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ". فنهاهم الله سبحانه

يتعلق بهذه الآى الأربع خمسة سؤالات: أحدها تقديم المجرور الذى هو "به " فى سورة البقرة وتأخيره فيما سواها الثانى تخصيص آية البقرة بقوله تعالى: "فلا إثم عليه "، الثالث: تخصيص آية الانعام بقوله "فإن ربك غفور رحيم "، الرابع: زيادة ما زيد فى آية المائدة من المحرمات، الخامس: تخصيص آية المائدة بقوله تعالى "فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم ".

والجواب: أنه لا يقال ألفى بمعنى وجد التى فى قولهم: وجدت الضالة فتتعدى إلى واحد ولا يقال ألفى بمعنى وجد التى بمعنى علم متعديا إلى اثنتين وما يقع منتصبا بعد مفعوله فى مثل قولك: ألفيت زيدا عالما

والجواب عن الأول: أن زيادة "من " فى قوله فى العنكبوت: "من بعد موتها " زيادة بيان وتأكيد نوسب به ما تقدم من قوله "من نزل " فإن بنية فعل للمبالغة والتكثير

والجواب عن ذلك والله أعلم: إن كل قضية تكليفية إذا كانت مما يتأكد فانها ترد ملحوظة الجهات منبها على ما يحرز مطلوبها على الكمال مدفوعا عنها وان ضعفت طوارق الاحتمال اعتناء منه سبحانه بهذه الأمة

فى هذه ثلاث سؤالات: قوله "قولوا آمنا بالله " وفى الثانية "قل آمنا بالله "، وقوله "وما أنزل الينا " وما عدى بعده بعلى، الثالث قوله "وما أوتى النبيون من ربهم " وفى الثانية "والنبيون من ربهم "

ووجه ذلك والله أعلم انهم لما تعلقوا بأسلافهم ممن كان على سنة إبراهيم واسماعيل ومن كان فيهم من الأنبياء عليهم السلام

والجواب عنه - والله أعلم - أنه لما كانت دعوة إبراهيم عليه السلام قبل وجود الضلال فى الذرية المدعو لها وانما تحصل لهم من تزكيتهم

ووجهه والله أعلم أن اسم الإشارة الذى هو "هذا "فى سورة البقرة لم يقصد تبعيته اكتفاء بالواقع قبله من قوله تعالى:

والجواب عن ذلك والله أعلم ان المراد بالقائمين هنا ذوو الاقامة والملازمة على صفة مخصوصة وإذا أريد بالقائمين هذا فهو والعكوف مما يصح

ان الوارد فى سورة الرعد لم يتقد قبله من متكبات أهل الكتاب فى كفرهم وعنادهم مثل ما تقدم قبل الآية الأولى من سورة البقرة

ووجه ذلك والله أعلم أن آية البقرة لما كان الوارد فيها جوابا لحكم أخراوى يستقبل وليس فى الحال منه إلا ما زعم مجرد واعتقاد أن الأمر يكون كذلك ناسبه النفى بما وضعه من الحروف لنفى المستقبل

فأقول: إن المجموع بالألف والتاء منحصر فى أربعة أضرب: ثلاثة متفق علها والرابع مختلف فيه.

والجواب: أنه لا يناسب كل آية منهما إلا ما به أعقبت، ووجه ذلك أن الآية الأولى تقدم قبلها قوله تعالى: "وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان " والكتاب: التوراة وقد سمعوه

إن المؤمنين أحق بالتقديم وهم أهل الخطاب والمتكلم معهم فى الآى قبل، فهم من حيث أحوالهم معظم من قصد بالخطاب والتأنيس ثم إن أهل الكتابين يلون المؤمنين فإنهم ليسوا كافرين بكل الرسل ولا منكرين بكل الرسل

والجواب عن الأول والله أعلم، بعد العلم بأن المذكورين فى الآيات الثلاث من بنى إسرائيل قد اجتمعوا فى الكفر والاعتداء أن هذه الآية الأخيرة لما كانت فيمن شاهد منهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم

ووجهه والله أعلم أنهم لما سألوا فى البقرة عن مأكلهم ما فيه خسة وما يستلزم الذلة والصغار والمهنة فى التوصل إلى الانتفاع به وذلك

والجواب والله أعلم ان الفعلين وان اجتمعا فى المعنى فليسا على حد سواء بل الانبجاس ابتداء الانفجار والانفجار بعدة غاية له قال القرطبى:

فى ذلك عشرة سؤالات: الأول: قوله تعالى فى سورة البقرة: "واذ قلنا ادخلوا " وفى سورة الأعراف: "واذ قيل لهم اسكنوا ".

الجواب عن الأول: ان الوارد فى سورة البقرة مقصود به تعداد وجوه الإنعام على بنى إسرائيل وتوالى الامتنان ليبين شنيع مرتكبهم فى مقابلة ذلك الإنعام

"وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " مشير إلى التثاقل عنها والتكاسل الجاريين فى الغالب والأكثر مع ضعف اليقين وقلة الإخلاص وذلك مناسب لحال بنى إسرائيل

أن تبع واتبع محصلان للمعنى على الوفاء، و"تبع " فعل وهو الأصل و"اتبع " فرع عليه لأنه يزيد عليه وهو منبئ عن زيادة فى معنى فعل

والجواب عن ذلك: أنه لم يرد ذلك هنا اكتفاء بما فى الآية قبلها

والجواب عن السؤال الأول: والله أعلم أن الوارد فى الآيتين مختلف فى الموضعين أما الوارد فى البقرة فقصد به الإخبار والإعلام

والجواب عن السؤال الأول: أن المراد إراءتهم ما يرفع شكهم فى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فكأن قد قيل: إن شككتم فى نبوته وتخصيصنا إياه بذلك فلتأتوا برجل منكم غيره

والجواب عنه: أنه لما مثل حال المنافقين بحال مستوقد النار لطلب الإضاءة وأنه لما أضاءت ما حولها أذهبها الله وطفيت فلم يكن له ما يستضئ به ويرجع إليه

والجواب عن ذلك: إن الشعور راجع إلى معنى الإحساس مأخوذ من الشعار وهو ما يلى الجسد ويباشره فيدرك ويحس من غير افتقار إلى فكر أو تدبر،

فللسائل أن يسأل عن الفرق الموجب اختصاص كل من الموضعين بما ورد فيه وهل كان يحسن ورود الناس فى موضع المتقين وورود المتقين فى موضع الناس؟

إن القول الوارد عنهم فى هذه الحروف المقطعة الواردة فى أوائل السور على كثرته وانتشاره منحصر فى طرفين أحدهما:

قلت: تكررت هذه القصص فى سورة الأعراف وسورة هود وسورة الشعراء بأوعب مما وردت فى غيرها ولم يتكرر فى واحدة من هذه السور الثلاث اسم هود عليه السلام كتكرره

والجواب: إن الآيات الثلاث حاصل منها ما ذكر أنه مقصود من أنه سبحانه ملك مالك أما آية الفاتحة فبإفصاح القراءتين، وأما آية آل عمران فلفظ الملك المضاف إليه

والجواب عن ذلك: أنه تعالى خصص هذه الأمة بخصائص الاعتناء والتكريم، قال تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس ".

أن الخواتم والانتهاءات فى السور والآيات لما كان كان غير مقصود بها ما قصد فى المواضع المتقدمة وانما هى مشروعية للمؤمنين عند خواتم أعمالهم وانقضاء أمورهم وقع الاكتفاء فيها بقوله

أن أم القرآن لما كانت أول سورة ومطلع آياته وهو المبين لكل شئ والمعرف بوحدانيته سبحانه وانفراده بالخلق والاختراع وملك الدارين فناسب ذلك من أوصافه العلية ما يشير إلى ذلك كله من أنه رب العالمين

أم القرآن فهى أول السور ومطلع القرآن العظيم بالترتيب الثابت فافتتاحها بحمده تعالى بين. أما سورة الأنعام فمشيرة إلى إبطال مذهب الثنويه

بعد تمهيده وهو أن نقول أن قوله تعالى: "الحمد لله " مبتدأ وخبر وكذلك قوله: "فلله الحمد " وتأخر في هذه الثانية المبتدأ، والحاصل في الموضعين

إن فى التوراة أن الآيات البينات عشر. وفى القرآن تسع (1) . وهذا تناقض. الرد على الشبهة:

قالوا إن فى القرآن أن بنى إسرائيل ورثوا أرض مصر بعد هلاك فرعون. وهذا خطأ فإنهم لم يرثوا إلا أرض كنعان.

إن فى سورة القصص أن موسى أصدق امرأته من مدين خدمة ثمانى أو عشر لأبيها. وفى التوراة أنه كان له سبع بنات لا اثنتين، وأنه لم يصدق المرأة. لا بالخدمة ولا بما يقوم مقامها.

إن فى القرآن أن امرأة فرعون هى التى التقطت موسى ـ عليه السلام ـ ويقول: إن فى التوراة أن الملتقطة له هى ابنة فرعون وليست امرأته. وهذا تناقض.

إن فى القرآن أن يعقوب قال لأبنائه بعد رحيل بنيامين إلى مصر: (بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل عسى الله أن يأتينى بهم جميعاً) (1) . وقال المؤلف: إن المفسر البيضاوى يقول: إنه يقصد بقوله (بهم جميعاً) يوسف وبنيامين وأخيهما الذى توقف بمصر.

إنه جاء فى سورة يوسف من القرآن الكريم أن إخوة يوسف احتالوا على أبيهم فى أخذ يوسف منه بقولهم: (أرسله معنا غدا يرتع ويلعب) (1) وليس فى التوراة هذه الحيلة.

إن القرآن ذكر أن إسماعيل كان (رسولاً نبيًّا) وفى التوراة أنه إنسان وحشى. وهذا تناقض. الرد على الشبهة: 1- أما أنه كان رسولاً فهذا لا إشكال فيه. فإن الشريعة التى كان عليها هى شريعة نوح ـ عليه السلام ـ وكان يبلغها للناس كما يبلغها غيره.

فى سورة البقرة: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) إلى قوله: (إنك أنت السميع العليم) (1) . ثم قال: كيف تكون الكعبة بيت الله، وقد بنيت أول الأمر لعبادة كوكب زحل؟ واستدل على قوله هذا بأقوال مؤرخين

إن فى القرآن أن نوحاً عليه السلام نجا معه جماعة من المؤمنين من غير أولاده. وهذا يخالف ما فى التوراة وما فى الإنجيل من أنه لم ينج معه من المؤمنين أحد غير أولاده. وأن القرآن بين أن الكافرين بنوح وصفوا المؤمنين به بأنهم أراذل.

إنه فى القرآن اسم إدريس. واسمه فى التوراة أخنوخ. وقال البيضاوى فى تفسيره: إن إدريس هو أخنوخ. ونحن نسأل من أين جاء فى القرآن اسم إدريس؟ والصواب أنه أخنوخ.

ذكروا آيتين من سورة الأنعام، وأوردوا الشبهة على نص الآيتين حيث قالوا: جاء فى سورة الأنعام (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاًّ هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين *

إنه جاء فى القرآن أن لكل أمة رسول منها. وهذا يناقض الكتاب المقدس فى أن الأنبياء والرسل هم من بنى إسرائيل وإليهم وإلى كل العالم. فإذا صدق ما فى القرآن فكيف لم يخرج للأمم فى إفريقيا وأوروبا وأمريكا واستراليا وآسيا: أنبياء منهم وإليهم؟

لقد ولدت مريم السيد المسيح فى بيت لحم كما تنبأ أنبياء التوراة بذلك قبل حدوثه بمئات السنين، وليس بجوار جذع نخلة. ووضعت مريم وليدها فى مذود [لوقا 2: 2ـ20] وغريب أن يكلمها وليدها من تحتها:

إن فى القرآن: أن مريم انتبذت من أهلها مكاناً شرقيًّا، واتخذت لها حجاباً من قبل أن تحبل بالمسيح. فلماذا انتبذت؟ هل كانت فى مشاجرة مع أهلها وهم المشهورون بالتقوى؟ ولماذا تسكن فتاة عذراء بعيدة عن أهلها؟

إن فى القرآن تناقض فى نهاية فرعون. ففى سورة يونس: (فاليوم ننجيك ببدنك) (1) وهذا يدل على نجاته من الغرق، وفى سورة القصص: (فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم) (2) وهذا يدل على غرقه.

إن نوحاً ـ عليه السلام ـ قال لله تعالى: (ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً) (1) ؛ فكيف يدعو نوح ربه أن يزيد الناس ضلالاً؟

إن يوسف ـ عليه السلام ـ هم بالامرأة وهمت به حسبما جاء فى القرآن. وأنه لم يهم بها ولم تهم به حسبما جاء فى التوراة. وما جاء فى التوراة هو المناسب لأحوال الأنبياء.

إن مدينة السامرة فى فلسطين لم يكن لها وجود لما خرج بنو إسرائيل من مصر، مع موسى، وسكنوا أرض سيناء. وفيها عمل لهم هارون العجل الذهبى كطلبهم. فكيف نتخيل سامرياً يضع لهم العجل قبل أن يكون للسامريين وجود؟

جاء فى القرآن أن هامان كان وزيراً لفرعون. وهذا خطأ تاريخى؛ لأن هامان كان وزيراً لأحشويرش ملك الفرس فى مدينة بابل. وبين فرعون وأحشويرش زهاء ألف سنة.

إنه جاء فى القرآن الكريم: (ق. والقرآن المجيد) (1) ونقل من كتاب عرائس المجالس: أن معنى (ق) جبل يقال له جبل قاف. ونقل من كتاب قصص الأنبياء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أعلى قمة فى الأرض هى جبل قاف.

أن سيناء من فلسطين وفلسطين والشام هى شمال مصر، وهذا المعنى يوجد فى التوراة

إن فى القرآن أن الرعد يسبح الله. وإن فى الأحاديث النبوية أن الرعد ملك من ملائكة الله. ونحن نعلم أن الرعد هو الكهرباء الناشئة عن تصادم السحاب فكيف يكون الرعد ملكاً؟

إن أرض مصر تُروى بالنيل، ولا تروى بالمطر. وفى القرآن: (ثم يأتى من بعد ذلك عام فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون) (1) . وهذا يدل على غوثهم بالمطر. فكيف ينسب خصب مصر للغيث والمطر؟

إنه جاء فى القرآن أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن. فكيف يقول عن أرضنا وهى واحدة من ملايين الكواكب ـ إنه يوجد سبعة مثلها؟

إن الإسلام دين، وهو موحى به من رب العالمين يخبرنا عن صدق ويقين، وهو القائل سبحانه: (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) (1) . والإسلام ليس بدعاً من الأديان ولذلك نرى أن الكتب المقدسة تذكر ذلك؛ فإن الله تعالى يقول

زعموا أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس برسول. وبنوا هذا الزعم على أربع شعب هى: 1- إن العهد والنبوة والكتاب محصورة فى نسل إسحق لا إسماعيل.؟! 2- إن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يأت بمعجزات.؟!

هناك من لا يعترفون بأن الرسول معصوم عن الخطأ، ويقدمون الأدلة على ذلك بسورة [عبس وتولى] وكذلك عندما جامل الرسول صلى الله عليه وسلم، زوجاته، ونزلت الآية الكريمة التى تنهاه عن ذلك

هناك ـ بالنسبة للقرآن الكريم ـ من يعتبرون أنه غير صالح لكل زمان، وأنه وقتى، أى أنه جاء لوقت قد مضى، ولا يتلاءم مع العصر الحالى، وأنه يجب أن تتغير تفسيراته بما يناسب هذا الوقت. وعلى سبيل المثال:

يستدلون بكلام لعمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ بأنه أقسم على أن هناك آية فى القرآن تتحدث عن الرجم ـ وهذه الآية غير موجودة ـ وأن غنمه أكلت ورقة من القرآن كانت بيد عائشة رضى الله عنها

هو قوله تعالى: (ولئن أذقناه نعماء بعد ضراءَ مسته ليقولن ذهب السيئات عنى إنه لفرح فخور) (1) . وشاهدهم فى هذه الآية هى كلمة " ضراءَ " وهى مضاف إليه، والمضاف هو كلمة " بعد " وقد رأوا فتحة بعد " الراء " فوق الهمزة من كلمة " ضراءَ " فأملى عليهم جهلهم أن القرآن أخطأ فنصب المضاف، وهو من حقه أن يُجر؟!

هو قوله تعالى: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) (1) . والشاهد فى الآية عندهم هو " قلوبكما " حيث جاء المضاف (قلوب) جمعا، والمضاف إليه " كما " مثنى. والمتحدث عنه فى قوله تعالى: " تتوبا " مثنى كذلك. وقد علقوا على هذا فقالوا: " لماذا لم يقل: قلباكما "

هو قوله تعالى: (يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يُرضوه إن كانوا مؤمنين) (1) . ذكروا هذه الآية، ولفت نظرهم ذكر الله، ثم ذكر رسوله معطوفاً عليه، ثم إيقاع الفعل " يُرضى " على الضمير المفرد، وهو " الهاء " فى " يُرضوه " وهو شاهدهم فى هذه الشبهة، ثم قالوا:

هو قوله تعالى: (لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون) (2) . وشاهدهم فى هذه الآية هو الجمع بين: " وأسروا "، " الذين ظلموا " لأنهم جزموا بأن " الواو " فى " أسروا " فاعل، كما جزموا بأن " الذين " فى " الذين ظلموا " فاعل كذلك.

وشاهدهم فى الآية هو قوله تعالى: " حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم ". الرد على الشبهة: هذه الشبهة المثارة هنا على هذه الآية، ليست لها صلة، لا من قريب، ولا من بعيد، بالنحو والصرف بل هى مسألة بلاغية صرفة، والبلاغة

موطن الشاهد على هذه الشبهة عندهم هو قوله تعالى: " تلك عشرة كاملة " بعد قوله عز شأنه: " فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم " وفى تصوير هذه الشبهة قالوا: " فلماذا لم يقل: تلك عشرة؟ مع حذف كلمة " كاملة " تلافياً لإيضاح الواضح؟

هو آيتان من سورة واحدة. إحداهما قوله تعالى: (إنا اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً) (1) . والثانية: (ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا) (2) . وشاهدهم فى الآية الأولى كلمة " سلاسلا " ذكروها ثم قالوا: فلماذا قال " سلاسلا " بالتنوين

هو قوله تعالى: (إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً) (1) . وموطن هذه الشبهة ـ عندهم ـ هو الضمائر الثلاثة فى: " تعزروه " ـ " توقروه " ـ " تسبحوه ".

هو قوله تعالى: (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) (1) . وموطن الشاهد عندهم هو قوله جل شأنه: (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه فى غيابة الجب وأوحينا إليه.. (. بحثوا عن جواب " لما " فلم يجدوه، فرموا القرآن بالخطأ؛

هو قوله عز وجل: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (1) . ذكروا هذه الآية، ثم قالوا فى تصويب الخطأ الذى توهموه فيها: " كان يجب أن يعتبر المقام الذى يقتضى صيغة الماضى، لا المضارع فيقول: " قال له كُنْ فكان "؟!

هو قوله تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين.. (1) وموضع الشاهد على الشبهة ـ عندهم ـ هو قوله عز وجل: " من آمن بالله " وعلقوا عليه فقالوا: " والصواب أن يقال: ولكن البر أن تؤمنوا بالله

منشأ هذه الشبهة: هو قوله تعالى: (وإن إلياس لمن المرسلين * إذْ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه فى الآخرين * سلام على إلياسين) (1) . موضع الشاهد على الشبهة عندهم هو " إلياسين "

منشأ هذه الشبهة: أما منشأ هذه الشبهة فهو قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياماً معدودات) (1) . والشاهد ـ عندهم ـ هو قوله عز وجل " معدودات " لأنهم يفهمون جهلا ـ أن " معدودات " جمع قلة،

منشأ هذه الشبهة: هو قوله تعالى: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون) (1) . أخذوا من هذه الآية كلمة " معدودة " وتوهموا أن القرآن أخطأ فيها؛ لأنها ـ عندهم ـ جمع كثرة،

منشأ هذه الشبهة: هو قوله تعالى: (مثلهم كمثل الذى استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون) (1) . ذكروا هذه الآية، ووقفوا عند قوله تعالى: (الذى استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله)

منشأ هذه الشبهة: هو قوله تعالى: (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول ربِّ لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدَّق وأكن من الصالحين) (1) . وشاهد هذه الشبهة - عندهم - هو قوله تعالى: " وأكن " لأنه محذوف الواو ساكن النون،