ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
المواد

الحسين شواط لقد تعرضت السنة المطهرة قديماً وحديثاً إلى محاولات خبيثة تهدف إلى الدس عليها وتحريفها . فقد سعى كثير من المغرضين والجهلة لاستغلال الدس على السنة والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في خدمة آرائهم السياسية أو اتجاهاتهم المذهبية أو مصالحهم الشخصية.

الحسين شواط لقد تتابعت جهود المحدثين في جمع السنة وتكاملت لتمثل صرحاً هائلاً يعجب الناظر فيه من ثرائه وتنوعه، فبعد عصر التدوين جاء عصر التصنيف بعد انقضاء عصر التابعين. وقد اكتملت هذه الجهود ونضجت في القرن الثالث الذي يسمى العصر الذهبي للسنة، حيث تفنن المحدثون في طرق التصنيف

الحسين شواط لقد استقر أمر كتابة السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على الإذن والإباحة، كما تقدم في المبحث السابق، وأن من استمر من الصحابة والتابعين في كراهة ذلك مع قلة عددهم، لم تكن الكراهة عندهم بسبب اعتقاد المنع، وإنما لأسباب أخرى، مثل خشية الاتكال على الكتب وترك الحفظ، أو خوف صيران العلم إلى غير أهله.

الحسين شواط يقصد في هذا المبحث مناقشة مبدأ كتابة السنة، وإيراد الأحاديث الواردة في ذلك نهياً وأمراً، والجمع بينها، وبيان استقرار الأمر على الكتابة والإجماع على ذلك، وإيراد نماذج مما كُتِبَ في العهد النبوي.

الحسين شواط تفرق الصحابة رضوان الله عليهم في الأمصار بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لبث العلم ونشر السنة وتفقيه المسلمين، والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، وكان السبيل الوحيد لجمع علم الصحابة وسماع الأحاديث المنتشرة في مختلف البلاد هو الرحلة في طلبها.

الحسين شواط لقد أحب الصحابة هذا الدين الحق الذي ملأ عليهم حياتهم، وأقبلوا عليه بإخلاص وصدق ويقين ورغبة وجدية، وفدوه بأرواحهم وما يملكون، وجاهدوا من أجله وفارقوا الأوطان والأهل والأموال، وصبروا على تبعاته رغبة في جزيل المثوبة وحملاً للأمانة على وجهها.

الحسين شواط لم يكن للدين عقيدة وشريعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصدر سوى القرآن والسنة، ففي كتاب الله تعالى الأصول العامة والأحكام الأساسية، وفي السنة ما يؤكد تلك الأصول ويبينها بالإضافة إلى ما استقلت السنة به من التشريع مضافا إلى الكتاب العزيز

الحسين شواط السنة في لغة العرب اسم مشتق من فعل (سَنّ) يَسِنُّ ويَسُنُّ، والمصدر: السَّنُّ، والجمع: السُنَنُ، بضم السين، ويجوز فتحها وكسرها. وهي تطلق على معان أشهرها ما يلي:

محمد بن مطر الزاهراني - تعريفها: الجوامع: جمع جامع، ويراد به في اصطلاح المحدثين: ما يوجد فيه جميع أقسام الحديث: أي أنه يضم أحاديث العقائد، وأحاديث الأحكام وأحاديث الرقائق، وأحاديث الآداب والأحاديث المتعلقة بالتفسير، والأحاديث المتعلقة بالتاريخ والسير، وأحاديث الفتن والملاحم، وأحاديث المناقب والفضائل...

محمد بن مطر الزاهراني هي الكتب أو المصنفات التي تُعني بجمع زوائد كتب معينة كالمسانيد والمعاجم على كتب مخصوصة من أمهات كتب الحديث كالكتب الستة ومسند أحمد وصحيح ابن حبان وغيرهما.

محمد بن مطر الزاهراني سأقتصر على التعريف الموجز بكتابي: نصب الراية والتخليص الحبير لأهميتهما ولأنهما مطبوعان متداولان بين طلبة العلم. الأول: نصب الراية لأحاديث الهداية: - المؤلف: أبو محمد جمال الدين عبد الله بن يوسف بن محمد الحنفي الزيلعي – رحمه الله – ت 762هـ.

محمد بن مطر الزاهراني - التخريج: هو إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه ونحو ذلك، والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين.

محمد بن مطر الزاهراني - تعريفها: هي الكتب التي يقتصر فيها على ذكر طرف الحديث الدال على بقيته مع الجمع لأسانيده، إما على سبيل الاستيعاب أو على جهة التقيد بكتب مخصوصة كأطراف الصحيحين لأبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي المتوفي سنة 401هـ.

محمد بن مطر الزاهراني - اعتنى السلف فيما اعتنوا به بيان الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنهي عن روايتها وكشف أحوال الكذابين والتحذير من الاستماع إليهم أو الرواية عنهم لكن هذا كله كان فيما قبل القرن الخامس منثوراً ومفرقاً في كتب الرجال والعلل وغيرها

محمد بن مطر الزاهراني في هذا الوقت الممتد عبر أربعة قرون تقريباً، مرت على المسلمين فيه محن وبلايا يشيب لهولها الولدان، ومن هذه المحن: 1- استمرار الانحطاط العلمي والجمود الفكري الذي بدأ – كما أشرت سابقاً – من أوائل القرن الخامس الهجري تقريباً.

محمد بن مطر الزاهراني أ- شرح السنة للحافظ البغوي: - المؤلف: الإمام المحدث المفسر الفقيه، محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي المولود سنة 436هـ والمتوفي سنة 516هـ رحمه الله تعالى.

محمد بن مطر الزاهراني سبقت الإشارة إلى أن علماء هذا القرن ابتكروا طريقة جديدة للمساهمة في خدمة السنة المطهرة في مجال تدوينها وحفظها، فكانت تلك الطريقة هي النواة الأولى للموسوعات الحديثية، وهذا الإبتكار الجديد هو الجمع بين الكتب الحديث المؤلفة سابقاً مثل الصحاح والسنن وغيرهما، ومن أهم المصنفات في هذا الموضوع ما يلي:

محمد بن مطر الزاهراني المستخرجات جمع مستخرج، والمستخرج هو: أن يأتي المصنف إلى كتاب كالبخاري أو مسلم مثلاً، فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق المؤلف فيجتمع إسناد المستخرج – بكسر الراء – مع المؤلف في شيخه

محمد بن مطر الزاهراني سبق القول بأن القرن الثالث الهجري يعد العصر الذهبي لتدوين العلوم الإسلامية عامة، وعلوم السنة النبوية خاصة وقد فُصِّل الكلام في ذلك في الباب الثالث.

محمد بن مطر الزاهراني المؤلف: هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الحافظ الكبير الحجة المفسر، مصنف السنن والتاريخ والتفسير وغيرها، حافظ قزوين في عصره، ولد سنة 209هـ وتوفي سنة 272هـ.